Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اشتباكات ضارية جنوب العاصمة الليبية ومدينة ترهونة

دفاعات جوية حديثة قد تسرّع دخول الجيش قلب طرابلس

ليبيون يتفقدون اضرار القصف الذي استهدف إحدى المناطق شمال العاصمة الليبية طرابلس (أ.ف.ب)

تشهد جبهات القتال جنوب العاصمة الليبية طرابلس ومدينة ترهونة (90 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة) اشتباكات ضارية باستخدام مختلف أنواع الأسلحة، بعد شنّ قوات حكومة الوفاق هجوماً وصفته مصادر ميدانية تابعة لها بأنه "الأوسع والأعنف"، ويهدف لاستكمال العمليات العسكرية التي بدأت الاثنين الماضي 13 أبريل (نيسان)، وتمت السيطرة خلالها على مدن عدة غرب طرابلس، لكن قادة الجيش الوطني أكدوا فشل العملية، لا سيما مع دخول أسلحة دفاع جوي حديثة يمكنها قلب موازين "المعركة خصوصاً في اتجاه قلب طرابلس".

وعلى الرغم من البيانات المتلاحقة للجهات الرسمية لقوات الوفاق، من بينها تصريحات الناطق باسمها "محمد قنونو" الذي أكد خلالها تقدمها على محاور عدة جنوب طرابلس، خصوصاً على محوري المشروع وصلاح الدين، وهما الأقرب إلى قلب العاصمة، إلا إن أصوات الاشتباكات والقصف المدفعي لا تزال تسمع بوضوح في مختلف أرجاء طرابلس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الهدف ترهونة

لكن قنونو أشار الى أن العملية العسكرية الحالية تستهدف ترهونة، إذ إن "سقوطها سينهي وجود قوات (المشير خليفة) حفتر القريبة من طرابلس"، وأكد في حديث لـ "اندبندنت عربية"، أن "قواتنا الآن تقاتل داخل الحدود الإدارية لترهونة وسيطرنا على نقاط عدة مهمة"، وعن شكل المعركة قال "تقدمنا براً من أربعة محاور تحت إسناد جوي واسع، وتم تدمير عدد من الآليات، وتستهدف الآن المواقع الخلفية استعداداً لمرحلة الاقتحام الأخيرة"، وعن حجم الخسائر اعتبر قنونو الأمر من "خصوصيات الميدان الذي لا يزال مشتعلاً".

في المقابل، نفى مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للجيش، العميد خالد المحجوب، تصريحات قنونو، مؤكداً أن الهجوم على ترهونة تم من خلال ثلاثة محاور، صدّ الجيش محورين ولا يزال المحور الثالث مشتعلاً. وأضاف المحجوب لـ "اندبندنت عربية"، أن محاولة الهجوم على ترهونة "كبّدت الميليشيات خسائر كبيرة منها أسر 35 مسلحاً خلال الهجوم"، مشيراً إلى وجود فارق كبير في المعركة حالياً عن أوضاع الميدان خلال الأيام الماضية. وأوضح أن "معدات دفاعات جوية دخلت حالياً على المعركة وتمكنت من ضرب العامل الأساسي الذي تعوّل عليه الميليشيات، وهو الطيران المسيّر التركي"، لافتاً إلى أنه العامل الذي مكّن الميليشيات في السابق من السيطرة على مدن غرب طرابلس الأسبوع الماضي.

قتال شرس

وعن محاور جنوب طرابلس قال، "لا يزال القتال شرساً وتحاول الميليشيات لملمة صفوفها لمعاودة الكرة في محاور طرابلس وعلى ترهونة"، مضيفاً أن استهداف ترهونة بقصد توجيه ضربة معنوية للجيش، لكنه أكد "أن الجيش مستعد لصدّ أي هجوم وأن عوامل عدة دخلت أرض المعركة تغيّر من موازينها، خصوصاً باتجاه قلب طرابلس".

لكن الباحث في الشؤون الأمنية ناجي حريشه لفت إلى خطورة الأوضاع بمدينة ترهونة، خصوصاً بعد تراجع قدرة الجيش على الحفاظ على مواقعه في مناطق غرب طرابلس. وعن قراءته لمستجدات الميدان، أكد أن سقوط عدد من المدن أخيراً في يد قوات الوفاق أثّر بشكل كبير في معنويات الجيش، معتبراً أن دخول ترهونة في حصار مطبق يعني نهاية عمليات الجيش في الغرب الليبي.

كرّ وفرّ

وبحسب معلومات حريشة، فإن أشرس العمليات الجارية حالياً تدور في منطقة ترغلات الجبلية المشرفة على ترهونة، ما أعطى قوات الوفاق تفوقاً عسكرياً، أما في المحاور الأخرى فقد فشلت هذه القوات في إحراز أي نصر، ورجّح حريشه أن الهدف هو قطع خطوط الإمدادات الواصلة بين ترهونة ومناطق مهمة كالأصابعة وبني وليد، مشيراً إلى أن قطع هذه الخطوط سيجعل وحدات الجيش في محاور جنوب طرابلس أيضاً معزولة.

وإذ استبعد سقوط ترهونة، اعتبر حريشة أن مجرد تحوّل محطيها لمنطقة كرّ وفرّ سيتجه بموازين المعركة إلى تغيرات كبيرة ربما تنهي عمليات الجيش وتفشلها. وبشأن دخول معدات دفاع جوي وأسلحة حديثة يقول حريشة، "بالتأكيد، ستنقلب الموازين لصالح الجيش، فالطيران المسيّر هو عامل التفوق لدى الميليشيات حتى الآن، لكن الخطر يكمن في وقوع ترهونة في حصار قبل فعالية هذا الإمداد العسكري الذي لا يبدو أنه وصل بشكل كاف لإبعاد الخطر عن المدينة". وقال إن ترهونة تعدّ خط الإمداد الأول لوحدات الجيش في مناطق جنوب طرابلس.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي