Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يختفي هوس التسوق أمام القلق من كورونا؟

وسائل تعقيم إضافية وتخفيضات كبرى لتشجيع توصيل الطلبات إلى المنازل

العلامات التجارية الكبرى تقدم للمستهلكين عروضاً وتخفيضات (حسام علي. اندبندنت عربية)

"اشترِ بربع الثمن وربما أقل، أيضاً من الممكن أن تحصل على قطعة ثانية مجاناً بالإضافة إلى الخصم الأصلي، كل هذا مع ضمانات التزام القواعد الصحية وإجراءت التعقيم المثالية، فقط إذا التزمت منزلك ولم تأتِ إلى الفرع الخاص بنا"... العلامات التجارية الكبرى "تدلّل" المستهلكين في زمن التباعد الاجتماعي بعروض وتخفيضات لا تتوقف وتشجيع متنامٍ على البقاء في البيت، وانتظار المشتريات لتأتي حتى الباب.

هلع التسوق... منتجات البقالة أولاً!

بدأ الأمر بمنتجات البقالة، حيث قامت المتاجر الكبرى بإرسال رسائل إلى روادها تحثهم فيها بشكل صريح على تخزين منتجات المطبخ وطلبها عبر الإنترنت أو هاتفياً وستصلهم خلال أيام قليلة من دون أي رسوم إضافية مع ضمان أن تكون طازجة ونظيفة ومعقّمة، كما أن المندوب سيكون مرتدياً الكمامة والقفازات، وأيضا شدّدت على أن جميع مراحل التعبئة تحدث مع أعلى درجات النظافة نظراً للظروف التي يمرّ بها العالم مع انتشار فيروس كورونا.

من الطبيعي أن تحدث هنا استجابة سريعة، فالتشجيع على شراء المستلزمات بشكل مباشر من المتاجر أمر محمود في ظل خوف الناس من رحلة التسوق التي باتت محفوفة بالمخاطر والعدوى، خصوصاً وأن هناك قلقاً لدى المستهلكين من عدم توفّر بعض السلع الأساسية في هذا الظرف الاستنثائي، وكثيرون منهم سارعوا بالفعل إلى تلبية النداء بشكل مبالغ فيه، واقتناء ما يحتاجونه وما لا يحتاجونه من الأطعمة، بخاصة مع تعهدات عمليات التطهير والتعقيم، الأمر الذي دفع بعض المتاجر إلى تعليق خدمة التوصيل للمنازل جزئياً بعد أن زاد الطلب أكثر من خمسة أضعاف المعتاد ولم تعد قادرة على تلبية حاجة المواطنين، حيث إن هوس التسوق الذي يسيطر على البعض تحوّل إلى هلع، ولكنه يتعلق بالأغذية فقط على ما يبدو!

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"سلع الرفاهية"... هل هذا وقت شرائها فعلاً؟

الأمر امتدّ لكثير من المتاجر التي تبيع سلعاً تصنف من قبل البعض ـ خصوصا في توقيت صعب مثل هذاـ على أنها "سلع رفاهية"، مثل الإكسسورات والملابس وقطع الديكور، حيث عدّلت كثيراً في سياسة خدمة توصيل الطلبات إلى المنازل، وأضافت أكثر من عشرة بنود كلها تتعلق بكيفية تعقيم المنتج وتغليفه، والتشديد على أنه لا يتم لمسه إلا من خلال قفاز، وكذلك تعقيم سيارة النقل، فلا يحدث تلامس بشري أبداً، بحسب تأكيداتهم، مع إضافة مناطق نائية في المحافظات المصرية لم تكن تصل إليها من قبل، وبالطبع هذا "مجاناً"، فخدمة التوصيل أصبحت من دون مقابل لأي مكان في مصر، لكن اللافت أنه تم التأكيد في بنود طلب الخدمة على أن هناك بعض المناطق التي من غير المتاح التعامل معها حالياً بناءً على توصيات المؤسسات الطبية، وهي تلك الأماكن التي ظهرت فيها حالات كثيرة من إصابات فيروس كورونا، وبعضها بالفعل تم عزلها صحياً.

يأتي هذا لتشجيع المستهلكين على الاستفادة من العروض التي تتوالى في توقيت "هلع كورونا"، حيث إن أسعار السلع "غير الأساسية" تنخفض تباعاً، في ما تزداد تسهيلات شرائها عبر الإنترنت أو بالهاتف في محاولة لطمأنة الجمهور، وأيضاً لتحقيق الربح وعدم الوصول لمرحلة الكساد، حيث من الطبيعي في ظل التوتر والحذر والترقب أن ينشغل الجمهور فقط بتأمين المستلزمات الطبية والغذائية، ولا يفكّر كثيراً في السلع الثانوية، بسبب التوتر النفسي الذي يعيشه.

 

توصيل مجاني وعروض ضخمة... ولكن!

هذه الحالة تؤكد عليها نجلاء سالم، حيث تدوّن على هاتفها مواعيد التخفيضات الموسمية لـ"ماركاتها" المفضلة، سواء في الملابس أو المكياج أو حتى الأثاث، لكنها الآن تتلقى عشرات الرسائل أسبوعياً تدعوها لشراء تلك السلع بتسهيلات كبيرة وإيصالها حتى باب المنزل من دون مقابل، بل ومع هدايا إضافية، ولكنها بحسب ما تقول "ليست في مزاج أو وضع نفسي يؤهلها للانتقاء أو الاطلاع على تلك السلع وإنفاق الأموال عليها"، وتضيف لـ(اندبندنت عربية) "أقضي وقتي كله في متابعة الأخبار عن وباء كورونا وأحاول التعامل في أضيق الحدود مع الغير، كما تحاول أسرتنا الصغيرة عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة لتجنب العدوى بخلاف الخوف والترقب من انتشار الفيروس على نطاق أوسع، وبالتالي فلا مجال أبداً للتفكير في أمر سلع من تلك النوعية مهما كانت المغريات، فتأمين أساسيات المنزل والأطفال هو شغلنا الشاغل الآن، بخلاف الحفاظ على صحتهم بالطبع، كما أننا نسعى بكل الطرق لتقليل حجم النفقات بسبب تقليص حجم الأعمال نظراً لظروف الحجر المنزلي وفرض حظر التجول".

 

"تجار الأزمة" ينشطون

كذلك الطالب الجامعي أحمد عادل يقول إنه بات يخاف من الذهاب إلى طبيبه الخاص الذي يتابع معه مستويات ضبط ضغط الدم، حيث يعاني من ارتفاعه منذ عام كمرض مزمن، وبالتالي حينما يجد عرضاً لشراء ماركة حذائه المفضلة بسعر أقل فهو لن يفكر في اقتنائها، هو فقط يريد تأمين طعامه والعيش بصحة جيدة حتى تمر الأزمة.

ولكن في مستويات أقل من الهلع، يحاول كثيرون شراء تلك السلع التي يبدو وكأن بائعيها يتخلصون منها خوفاً من التكدس وبيعها بأقل الخسائر، خصوصاً تلك التي لم يتبقَ على موعد انتهاء صلاحيتها أشهر طويلة، حيث يشتريها الباعة الصغار بسعر جيد، لبيعها مستقبلاً بعد أن تهدأ الأمور ويحققون منها أرباحاً، وهو أمر منتشر ولكن على نطاق ضيق جداً، بحسب ما قالت "نورهان.ع."، إحدى بائعات التجزئة، التي أشارت إلى أنها عقدت أكثر من صفقة جيدة خلال الأيام القليلة الماضية من وراء العروض التي تنهال على المستهلكين، ولكن لن تبدأ في عرض بضاعتها للبيع في تلك الفترة أبداً.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات