Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

15 لبنانيا ضمن فريق ديدييه راوول لمواجهة كورونا

يلتزم الباحثون الصمت ولا يتطرقون إلى أي تفاصيل تتعلق بالعمل البحثي الدقيق

 الفريق اللبناني المشارك في أبحات البروفسور ديدييه راوول (مواقع التواصل الاجتماعي)

في كواليس الانتصار على كورونا، أعداد كبيرة من الباحثين يصلون الليل بالنهار للخروج بعلاج للبشرية. وبانت تباشير الخبر اليقين في مارسيليا، عندما زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الفريق البحثي الذي يقوده البروفسور ديدييه راوول لإثبات جدوى الهيدروكسي كلوروكين في علاج أعراض الفيروس التاجي.

لم يتوقف الاهتمام اللبناني عند هذا الحدّ، بل تجاوزه عندما نشرت القنصلية اللبنانية في مارسيليا أسماء الفريق البحثي، فمن أصل 19 باحثاً، ثمة 15 طالب طب من لبنان ضمن فريق راوول، وهم أماندا شامية، رانيا فرنسيس، غابريال حداد، ريتا جعفر، ليندا أبو شقرا، ريم عبد الله، ريتا زغيب، أحمد إبراهيم، جولي درغام، هيبة بدر، أليسا حمود، ريم عيواظة، حسين عناني، جمال سعد وعادل أزعور، إضافةً إلى ثلاثة طلاب ماستر بحثي هم بيرلا أبو عتمة، بيات معتوق ورولان عازوري.

يلتزم الباحثون الصمت، ولا يمكنهم التطرّق إلى أي تفاصيل تتعلّق بالعمل البحثي الدقيق جداً، لأنّ من شأن ذلك خرق الأخلاق المهنية والأسرار الخاصة بالاختبارات.

ولكنّ متابعة صفحاتهم عبر فيسبوك تؤكد وجود عمل جدي وفي مراحل متقدمة، وأن نتائج البحث ستُنشر قريباً على موقع خاص.

وتشير صفحة mediterranée- infection إلى أن استخدام الهيدروكسي كلوروكين آمن وكافٍ لعلاج كورونا إذا ما لجأنا إليه في المراحل الأولى، وبعد التشخيص مباشرة، وأن نسبة الوفاة لا تتجاوز 0.5 في المئة في الحالات المرضية المتقدمة، وتأتي نتيجة تفاعلات في غالبية الحالات.

وأكدت الملاحظة أنّ العلاج لم ينجم عنه إضرار بالقلب، وأنّ تحّسناً ملحوظاً طرأ وخلال عشرة أيام على حوالى 92 في المئة من المرضى الذين عولجوا والبالغ عددهم 973 مريضاً.

فيما كانت النتيجة محدودة الأثر في 46 مريضاً، 10 نُقلوا إلى وحدات العناية الدقيقة، وخمسة مرضى توفوا وبلغت أعمارهم بين 74 و95 سنة، فيما احتاج 31 مريضاً إلى أكثر من عشرة أيام استشفاء.

تبشّر هذه النتائج بقرب اعتماد الهيدروكسي كلوروكين لعلاج مرضى الكورونا، وأن نشرها بصورة موثقة قد يكون قريباً، وفي حال حدث ذلك، يكون فريق ديدييه راوول كسب التحدي أن يستخدم كل طبيب في النهاية ما توصلوا إليه.

غابريال حداد: عطاء بلا حدود

تعكس شخصية الباحث غابريال حداد صورة حقيقية عن الفريق العلمي، فهو ليس مجرد شاب نموذجي بنظر والدته جمانة أستاذة الرياضيات ووالده الطبيب إلياس حداد، وإنما تشهد مسيرته الكشفية والتطوعية على ذلك من كشافة لبنان، إلى عطاء بلا حدود.

تجسّد عائلة غابريال حداد صورة منتشرة في لبنان، فهو ابن قرية صفد البطيخ الجنوبية، التي انتقلت منذ عقود للعيش في المتن (جبل لبنان)، ولم تتأخر في طلب العلم في الخارج، ويقف وراء ذلك طموح كبير بتجاوز الويلات التي قاساها الآباء من أبناء جيل الحرب.

حدّدت اهتمامات غابريال منذ الصغر مسيرته العلمية في الكبر، فهو منذ أن كان طالباً في الصفوف الأساسية وهو مولع بالبحوث الجينية ومتابعة أحدث الأبحاث في المجلات العلمية العالمية.

وتستذكر الوالدة أنه أثناء دراسته الثانوية وقبل الجامعة بسنوات، استحصلت له العائلة على تجهيزات مخبرية دقيقة من الخارج، وقد لقي هذا الميل دعماً كبيراً من أساتذته في مدرسة مون لاسال والجامعة اليسوعية حيث درس الليسانس، قبل متابعة دراسته في مارسيليا ونيله درجة الماجستير.

كما أنه يتطلّع بحسب والدته إلى خدمة الإنسانية مستقبلاً والاقتداء بتجربة وثقافة التطوع التي ينشرها "أطباء بلا حدود".  

وتصف الوالدة ابنها بـ"عاشق البحث العلمي لأنه يعطي من ذاته ويسعى في عمله إلى النهاية".

تأمل جمانة في عودة ابنها إلى لبنان، إلّا أنّها لا تعتقد أن ذلك سيحدث بصورة دائمة، فهو يدرس في جامعة تؤمن له آلات مجهرية عالية الدقة وذات كلفة مادية هائلة، ومن المستبعد تأمينها في لبنان بالمدى المنظور.       

وتشدّد الوالدة على الطابع "الثائر" في شخصية ابنها، فهو لطالما رفض واقع الفساد المستشري في لبنان، وحارب فكرياً وعلى الأرض فكرة الوراثة السياسية.

وتفتخر بأنه ينتمي إلى جيل أسّس وشارك في انتفاضة 17  تشرين الأول، ولا تخفي أن أحد أسباب تشجيع العائلة لابنها على إكمال دراسته في الخارج، كانت هذه النفحة الثورية التي قد تجعله عرضة لمضايقات أحزاب السلطة.

نجاح للطلاب وفرحة للأهل

كلمات كالفخر والفرح قد تكون غير كافية لوصف حال أهالي الباحثين اللبنانيين، ويتحفظ هؤلاء عن الخوض في أي تفصيل يتعلّق بالعمل البحثي الراهن.

إلّا أنّ منسوب الأمل انتشر، من كفرحبو في الشمال حيث ترعرع الدكتور عادل أزعور إلى الجنوب حيث أليسا حمود، مروراً بجبل ليندا أبو شقرا، التلميذة المجتهدة في الجامعة اللبنانية.

ويتطلّع الأهالي والمحيطون بهم إلى تقديم أبنائهم كنموذج لنجاح اللبناني في العالم، وهم ينتظرون إعلان نتائج الاختبارات النهائية لأنّها بمثابة "العيدية الحقيقية" بالنسبة إليهم.

ولا تتوقف حدود الفرح عند طلاب الدكتوراه، بل تتجاوزها إلى أساتذتهم القدامى وأصدقاء الطفولة.

المزيد من العالم العربي