فجّر باحثون في يونيفرسيتي كوليدج لندن ما يشبه المفاجأة، حين اعتبروا أن غلق المدارس لن يساعد في احتواء انتشار العدوى خلال تفشي أمراض مثل كوفيد-19، لكن سيكون له أثر بالغ عند عودة الحياة إلى طبيعتها بعد إنهاء إجراءات العزل العام.
انطلق الباحثون من أن البيانات المتعلقة بتأثير إغلاق المدارس في كوفيد-19 محدودة، إذ إن الجائحة لا تزال سارية. واستندوا، في البحث الذي نُشر في دورية لانسيت لصحة الأطفال والمراهقين الاثنين 6 أبريل (نيسان)، إلى أدلة أوبئة الإنفلونزا وحالات التفشي الناجمة عن فيروسات كورونا الأخرى.
وقال راسل فاينر، الذي شارك في البحث من معهد جريت أورموند ستريت لصحة الطفل التابع لجامعة يونيفرسيتي كوليدج لندن، "نعرف من الدراسات السابقة أن إغلاق المدارس يكون له التأثير الأكبر على الأرجح إذا كان انتقال الفيروس متدنياً ومعدلات الإصابة أعلى لدى الأطفال. هذا عكس كوفيد-19".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أضاف "صناع السياسات بحاجة إلى أن يكونوا على دراية بالأدلة عند دراسة إغلاق المدارس بسبب كوفيد-19 في ضوء الأثر البالغ والممتد له على الأطفال وخصوصاً الأفقر حالاً منهم".
وتأثر ملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم بإغلاق المدارس حيث تفرض الحكومات تدابير التباعد الاجتماعي والعزل العام للإبطاء من جائحة كوفيد-19 الناتجة من فيروس كورونا سارس-كوف2 المستجد.
ويرصد بحث فاينر، حتى 18 مارس (آذار)، نحو 107 دول قد أغلقت المدارس الوطنية.
ودرس فاينر وفريقه 16 بحثاً سابقاً لتحليل التأثير المحتمل لإغلاق المدارس في ظل تفشي جائحة فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19.
وبناءً على البيانات المستخلصة من تفشي التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) في الصين وهونغ كونغ وسنغافورة، أشار العلماء إلى أن إغلاق المدارس "لم يسهم في السيطرة على الجائحة".
واعتبر فاينر أن نتائج الدراسة توضح أنه ينبغي على الدول "طرح الأسئلة الصعبة مثل متى وكيف تُفتح المدارس".
ودعا إلى التفكير في إجراءات أخرى كتغيير مواعيد بدء اليوم الدراسي وأوقات الاستراحة وإغلاق الفناء المدرسي والحد من حركة الأطفال بين الحصص للحد من انتشار مرض كوفيد-19.