أوقف فايروس كورونا تصوير مسلسلات شهر رمضان. ففي ظل الإجراءات الوقائية للحدّ من انتشار وباء كوفيد-19، أُجبرت استديوهات تصوير عدّة على إغلاق أبوابها أو وقف العمل.
والمفارقة هي أنه مع ارتفاع نسبة مشاهدة الشاشة الصغيرة، بسبب الحجر المنزلي ومتابعة أخبار الوباء، تواجه الدراما المحبوبة في منطقة الشرق الأوسط هذه الأزمة. ما يطرح التساؤلات عمّا ستعرضه الفضائيات العربية، خصوصاً في شهر رمضان المقبل بعد ثلاثة أسابيع.
وتزداد أعداد المشاهدين في شهر رمضان وترتفع أسعار الإعلانات عند فترَتَيْ الإفطار والسحور خلال شهر الصوم، الذي يبدأ هذا العام في الأسبوع الثالث من شهر أبريل (نيسان) الحالي.
وتتنوّع مواضيع المسلسلات التي يجتمع أفراد العائلة لمتابعتها معاً، من حروب العصابات في القرى النائية إلى التاريخ والحب والخيانة والفكاهة وغيرها، في ظل منافسة محتدمة بين القنوات لاستقطاب المشاهدين، إلى جانب المنافسة التي تخوضها تلك القنوات مع تطبيقات على الإنترنت، مثل "نتفليكس" و"ستارز بلاي".
سباق مع الوقت
إزاء ذلك، يتخوّف مدير حيازة البرامج في إحدى القنوات العربية ومقرّها دبي لوكالة الصحافة االفرنسية، من عدم القدرة على توفير المطلوب، قائلاً "لقد بدأ العدّ العكسي. نحتاج إلى كل محتوى نستطيع حيازته قبل رمضان. وإذا لم نتمكّن من إنهاء مسلسلاتنا، فسنشتري من شركات إنتاج خارج (القناة) حتى لو كان ذلك على حساب النوعية".
وأوضح المدير، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أو اسم القناة، أنّ "لدينا أربعة مسلسلات رمضانية كناّ قد بدأنا تصويرها في لبنان، إضافةً إلى مسلسل آخر في سوريا. كلّها متوقّفة حالياً".
ويخوض جمال سنان، صاحب شركة للإنتاج، سباقاً مع الوقت لإعادة تشغيل آلات التصوير في مواقع مسلسلات شركته الثلاثة قبل حلول رمضان.
وفيما "نحن ملتزمون حالياً بالقرارات"، قال سنان، "نبحث عن صيغة معينة، إذ ربما سنعاود العمل بعددٍ قليل من المصورين في الاستوديو، (...) لكن لا نعرف متى".
والهدف هو "أن نكون جاهزين في شهر رمضان. وكلّ ذلك رهن الظروف".
تعقيم "أم بي سي"
وبينما توقّف التصوير في دول عدّة، بينها لبنان والكويت، لا تزال الكاميرات تعمل في دول أخرى من بينها الإمارات، إنّما في ظل إجراءات صارمة، بينها تقليل أعداد المصوّرين وفرق الإنتاج.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعقّم مجموعة "أم بي سي" التي عادة ما تتربّع على عرش القنوات خلال الشهر الفضيل، مكاتبها واستديوهاتها ومواقع التصوير الخاصة بها بشكل متواصل، حسبما أفاد المتحدث الرسمي باسمها مازن حايك.
وقال حايك "تنتشر وحدات الطوارئ المتنقلة خارج مداخل مبانينا ومكاتبنا ومقرّاتنا".
خيارات خاصة
في مصر حيث يُعتبر التلفزيون مصدر إيرادات ضخم في بلد يبلغ عدد سكانه نحو 100 مليون نسمة، لم يصدر قرار رسمي بوقف التصوير.
لكنّ رئيس نقابة الممثلين أشرف زكي، قال إنّ "80 في المئة من الأعمال توقّفت"، في وقت يطالب ممثلون بصدور قرار رسمي بإغلاق المواقع، متّهمين المعنيّين بالمخاطرة.
في الأثناء، أوقفت شركة "إيمار الشام للإنتاج الفني" التصوير في مسلسل رمضاني "قبل أن تطلب السلطات الرسمية ذلك"، وفق مديرتها ديانا جبور.
وأضافت "لا ولن نغامر بصحّة أيّ من شركائنا في العمل الفني من أصغر فني إلى أكبر فنان".
أربعة مليارات شخص في منازلهم
وحصد فيروس كورونا المستجد أرواح أكثر من خمسين ألف وفاة حول العالم منذ ظهوره في الصين نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما أصابت الإجراءات المتّخذة للحدّ من انتشاره قطاع الترفيه بأضرار كبيرة، في ظل إلغاء حفلات ومهرجانات وإغلاق دور السينما أبوابها في دول عدّة.
وأجبر الفيروس حوالى أربعة مليارات شخص على ملازمة منازلهم، خوفاً من التقاط الوباء.