يواجه العالم بأسره تحدياً كبيراً يتمثل في انتشار وباء فيروس كورونا الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 26621 شخصاً في العالم حتى الآن. وثبتت رسمياً 572040 إصابة في 183 دولة ومنطقة منذ بداية تفشي الوباء، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية.
غير أنّ هذه الحصيلة للإصابات المثبتة لا تعكس سوى جزء من الحصيلة الحقيقية، نظراً إلى أنّ عدداً كبيراً من الدول لا يجري فحوصاً إلا للحالات التي تستوجب النقل إلى المستشفيات. ومن بين هذه الإصابات، سجل تعافي 124400 شخص.
ويعتقد متخصصون أن الوباء لم يصل بعد إلى ذروة انتشاره. وقال مسؤول الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن الفحص واسع النطاق للكشف عن فيروس كورونا أمر ضروري، معتبراً أنه لا يمكن توقع المدة التي ستستغرقها هذه الجائحة.
وناشد مايكل ريان العالم التحول إلى تدابير تتيح لنا "التعايش مع الفيروس"، حتى يظهر اللقاح المضاد له، وهو ما يبدو الأمر الممكن الوحيد حالياً. وتشير تصريحات ريان الصادرة إلى تغير في تفكير منظمة الصحة العالمية، وإقرار منها بأن الفيروس المستجد الذي ظهر أولا في الصين أواخر العام الماضي سيبقى لفترة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حوافز اقتصادية أميركية
في هذه الأثناء، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على حزمة حوافز اقتصادية بقيمة تريليوني دولار في سبيل مواجهة بلاده لأزمة تفشي فيروس كورونا المستجد على أراضيها. وتعد هذه الحزمة الاقتصادية الأكبر إطلاقاً في التاريخ الأميركي. وقام ترمب بتوقيع القرار عقب المصادقة عليه من قبل أعضاء الكونغرس يوم الجمعة، بعد تمريره في مجلس الشيوخ الثلاثاء.
وأصدر ترمب أيضاً أمراً فيدرالياً لإجبار شركة جنرال موتورز، الرائدة في مجال تصنيع السيارات، على صنع أجهزة للتنفس الاصطناعي في مواجهة الأزمة. وفعّل ترمب قانون الإنتاج الدفاعي، نادر الاستخدام، لإجبار جنرال موتورز على تسريع إنتاجها الأجهزة.
وقال ترمب في تغريدة على تويتر "يجب أن تفتح جنرال موتورز فوراً مصنع لوردز تاون الذي هجرته بغباء في أوهايو، أو مصنعاً آخر، وتبدأ في تصنيع أجهزة التنفس الاصطناعي، الآن". وأضاف "فورد، انطلقي في صناعة أجهزة التنفس الاصطناعي، بسرعة".
وقال ترمب: "نعمل بشراكة مع القطاع الخاص، لكن في حالات الطوارىء يجب أن نفعّل كل السلطات لإنجاز المهمات العاجلة".
وقال الرئيس الأميركي إن الولايات المتحدة ستنتج 100 ألف جهاز تنفس صناعي خلال 100 يوم وقال إنه عين مستشار البيت الأبيض بيتر نافارو منسقاً لقانون الانتاج الدفاعي. وأضاف "سنصنع الكثير من أجهزة التنفس الصناعي" متعهداً بأن يلبي احتياجات الولايات المتحدة مع تقديم العون للدول الأخرى.
وقال ترمب إن هناك احتمالاً كبيراً ألا تحتاج الولايات المتحدة عدداً كبيراً جداً من أجهزة التنفس الصناعي لمكافحة تفشي كورونا حتى يتسنى لها مساعدة الدول الأخرى المحتاجة.
ورداً على سؤال حول الجدل الدائر بشأن مدى حاجة نيويورك لهذه الأجهزة، أكد ترمب أنه تم إيصال آلاف منها بالفعل إلى ولايتي نيويورك ونيوجيرسي. وأضاف أن أكبر طائرة نقل في العالم من إنتاج شركة بوينغ ستتولى نقل المعدات الطبية، وأن شركة آبل أطلقت أداة للتعاون مع إدارة الطوارىء و"مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها".
وقال البيت الأبيض إن ترمب وقع يوم أمراً تنفيذياً يفوض وزيري الأمن الداخلي والدفاع لاستدعاء جنود الاحتياط في الجيش وخفر السواحل للخدمة.
وبموجب القرار، تم تفويض الوزيرين بإصدار أمر استدعاء لجنود الاحتياط من الجيش والبحرية وسلاح الجو وخفر السواحل للخدمة لمدة تصل إلى سنتين "بعدد لا يتجاوز مليون فرد في الخدمة في أي وقت".
الصين تسجل 54 إصابة جديدة
وفي الصين، أعلنت لجنة الصحة الوطنية، اليوم السبت، تسجيل ثلاث وفيات و54 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في عموم البلاد خلال يوم الجمعة. وقالت السلطات الصحية الصينية إنه تم تسجيل 54 إصابة بفيروس كورونا المستجد جميعها واردة من الخارج، أي أنهم أتوا من خارج البلاد، كما تم تسجيل ثلاث وفيات.
وبذلك ترتفع الحصيلة الإجمالية للإصابات في الصين بؤرة انتشار الفيروس في العالم منذ ديسمبر 2019 إلى 81 ألف و394 حالة، كما ارتفعت أعداد الوفيات إلى ثلاثة آلاف و295 وفاة.
وقررت الصين إغلاق حدودها مؤقتا أمام معظم الأجانب وخفض عدد رحلاتها الدولية بشكل كبير اعتباراً من منتصف ليل السبت (الجمعة الساعة 16,00 ت غ). وأحصت الصين 595 حالة "مستوردة"، بحسب مسؤولين في قطاع الصحة. ووضعت بكين سلسلة تدابير مشددة لمنع موجة الإصابات القادمة من الخارج.
وتم تحويل جميع الرحلات المتوجهة إلى بكين إلى مدن أخرى ليتم فحص الركاب أولاً. وفرضت مدن صينية عدة، بينها بكين وشنغهاي، حجراً صحياً إلزامياً مدته 14 يوماً على جميع الواصلين من الخارج.
وفي كوريا الجنوبية، قالت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها اليوم السبت إن البلاد أبلغت عن 146 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا يوم الجمعة ليصل العدد الإجمالي إلى 9478.
وفاة أولى في الأردن
أعلن الأردن السبت تسجيل أول حالة وفاة جرّاء كورونا، موضحاً أنّ المتوفاة امرأة مسنّة قضت مساء الجمعة.
وقال المدير العام لمستشفى الأمير حمزة الحكومي المخصص لاستقبال المصابين بفيروس كورونا الطبيب عبد الرزاق الخشمان "تسجيل أول حالة وفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد لسيدة تبلغ من العمر 83 عاماً".
وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) أن "السيدة (الأردنية) كانت تعاني قبل إصابتها بفيروس كورونا من مشكلات صحية والتهاب نتيجة التسمم بالدم وتم تحويلها من مستشفى خاص إلى مستشفى الأمير حمزة".
وأحصت السلطات حتى اليوم 235 حالة إصابة بالفيروس، منها 18 حالة تماثلت للشفاء وغادرت المستشفى.
جنوب إفريقيا تسجل أول حالة وفاة بكورونا
سجّلت دولة جنوب إفريقيا الجمعة أوّل حالة وفاة بكورونا، تزامناً مع بدء تطبيق إجراءات عزل تامّ لثلاثة أسابيع للحدّ من انتشار الفيروس المستجدّ في كامل القارّة. وتجاوزت جنوب إفريقيا الجمعة عتبة الألف إصابة، حيث سجلت 1170 حالة مقارنةً بـ927 قبل 24 ساعة، وهي البلد الأكثر تضرراً في القارة.
وأعلن وزير الصحة في جنوب إفريقيا زويلي مخيزي الجمعة تسجيل أول حالة وفاة بالمرض، مشيراً إلى أنها تعود إلى امرأة تبلغ الثامنة والأربعين من العمر، تعيش جنوب غرب البلاد.
وكان الرئيس سيريل رامابوزا أمر المواطنين البالغ عددهم 57 مليوناً بلزوم منازلهم 21 يوماً، لينضم إلى دول إفريقية أخرى فرضت إجراءات صارمة للحد من انتشار الفيروس.
ماكرون: فرنسا إلى جانب إيطاليا
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مقابلة السبت مع صحف لاريبوبليكا وكورير ديلا سيرا ولاستامبا الإيطالية، إن "فرنسا تقف إلى جانب إيطاليا".
وأضاف "هناك حديث كثير عن مساعدات من الصين وروسيا ولكن لماذا لا نقول إن فرنسا وألمانيا وفرتا مليوني كمامة وعشرات الآلاف من السترات لإيطاليا؟".
وتابع "هذا ليس كافياً، لكن هذه مجرد بداية ويجب ألا نستغرق في الاستماع إلى ما يقوله شركاؤنا الدوليون أو منافسونا".
ووجهت إيطاليا انتقادات حادة إلى فرنسا وألمانيا بعد تجاهلهما في البداية توفير كمامات ومعدات أخرى لمساعدتها على مواجهة تفشي الفيروس.
وسعت إيطاليا بدلاً من ذلك للحصول على المساعدة من الصين، التي أرسلت طائرة محملة بالكمامات وأجهزة التنفس الصناعي عليها لواصق تحمل عبارة "هيَّا إيطاليا" وعلمي الصين وإيطاليا وقد ترك ذلك أثراً عظيماً في نفوس الإيطاليين.
وقال ماكرون "ما يقلقني هو أن يتحمل كل مريض مرضه... إذا لم نظهر تضامناً فقد تكون إيطاليا أو إسبانيا أو دول أخرى قادرة على القول لشركائها الأوروبيين... أين كنتم عندما كنا على الجبهة؟ لا أريد أوروبا أنانية ومنقسمة".
باريس وميلانو تلغيان عروض أزياء بارزة
ألغت باريس وميلانو مناسبات بارزة لعروض الأزياء على خلفيّة تفشّي فيروس كورونا، وفق ما أعلن منظّمون. وقال بيان للاتّحاد الفرنسي لمصمّمي الأزياء الفاخرة والموضة في بيان إنّ "المطلوب قرارات صارمة لضمان سلامة دور الأزياء وصحّة موظّفيها وكلّ من يعمل في قطاعنا".
وأضاف "إنّ مجلس المديرين (...) توصّل إلى قرار بأنّه في ظلّ الظروف الراهنة، لا يمكن إقامة أسبوع الموضة في باريس للأزياء الرّجّالية المقرّر من 23 الى 28 يونيو (حزيران) وأسبوع موضة الهوت كوتور المقرّر من 5 إلى 9 يوليو (تموز)".
وتابع البيان "مع ذلك، فإنّ الاتّحاد يعمل بجهد مع أعضائه لإيجاد بدائل محتملة"، من دون أن يعطي تفاصيل أكثر.
وتُعتبر دور الأزياء الفرنسيّة الكبرى من بين الشركات التي تُعاني بسبب انتشار فيروس كورونا، وقد خصّص دارا "إيف سان لوران" و"بالنسياغا" مصانع لإنتاج الكمّامات، في حين بدأت "لوي فيتون" بإنتاج معقّم أيدي للمستشفيات في ثلاثة من مصانعها الفرنسيّة.
توازياً، أعلنت الغرفة الوطنية للموضة في إيطاليا مساء الجمعة أنّ عروض أسبوع ميلانو للموضة الرّجّالية المقرَّرة بين 19 و23 يونيو في ميلانو، أُرجئت حتّى سبتمبر (أيلول) بسبب الفيروس.
المكسيك تسجل 717 حالة إصابة
من جانبها، قالت وزارة الصحة المكسيكية الجمعة إنها سجلت 717 حالة إصابة بفيروس كورونا مقارنة مع 585 في اليوم السابق. وأضافت الوزارة أن المكسيك شهدت حتى الآن 12 حالة وفاة مقارنة مع 8 في اليوم السابق.
توم هانكس يعود إلى لوس انجليس بعد شفائه
عاد الممثل الأميركي توم هانكس وزوجته ريتا ويسلون إلى لوس انجليس بعد قضاء أكثر من أسبوعين في الحجر الصحي في أستراليا بعد أن أثبتت الفحوص إصابتهما بفيروس كورونا.
وتم تصوير هانكس وزوجته وهما يبتسمان لدى استقلالهما سيارة في المدينة.
وقال موقع "تي.إم.زد" المهتم بأخبار المشاهير إن الصور التقطت بعد فترة وجيزة من هبوط الزوجين في مطار في لوس انجليس. وقال موقع بيدج سيكس التابع لصحيفة نيويورك بوست والذي يهتم بأخبار المشاهير إن هانكس شوهد وهو يرقص بعد الهبوط من طائرة خاصة.
وكان هانكس، الذي فاز بجائزة أوسكار مرتين وأحد أكثر النجوم شعبية في الولايات المتحدة، وزوجته ويلسون من أوائل المشاهير الكبار الذين أعلنوا إصابتهم بفيروس كورونا الذي تحول إلى جائحة حصدت أرواح 27 ألف شخص حول العالم.
وعولج هانكس وزوجته في مستشفى في أستراليا وعزلا نفسيهما لفترة إضافية بعد مغادرتهما للمستشفى.
وكان هانكس في أستراليا لتصوير فيلم عن ألفيس بريسلي عندما أعلن في 11 مارس (آذار) أنه وزوجته أُصيبا بفيروس كورونا. وتم وقف التصوير في الفيلم منذ ذلك الحين كما توقف تصوير مئات من الأفلام الأخرى والبرامج التلفزيونية في مختلف أنحاء العالم.