Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سباق عالمي إلى لقاح يتصدى لـ كوفيد-19

يدور الكلام على بحث 35 شركة في الولايات المتحدة عن علاج

يعتقد ولدا جينفير هالر، هايدن وإيللي، أن مشاركتها في التجربة أمر "رائع"(أ.ب.)

حين رأت جينيفر هالر منشوراً على صفحة أحد أصدقائها على فيسبوك يطلب متطوعين من أجل تجربة مشروع لقاح لفيروس كورونا، لم تتردّد.

وملأت في اليوم نفسه استمارة على شبكة الإنترنت لجواب أسئلة تتعلق بوضعها الصحي. وتلقت في اليوم التالي اتصالاً هاتفياً طرح عليها أثناءه مزيداً من الأسئلة وطلب منها تقديم عيّنة من دمها لفحصها. فتبين أنها تلبّي الشروط المطلوبة.

وفي الساعة الثامنة صباحاً من يوم الاثنين، كانت السيدة البالغة من العمر 43 سنة، أم المراهقَين إيللي وهايدن، أول متطوعة من بين 45 متطوعاً تُحقن في أعلى ذراعها الأيسر بدواء يعتقد صانعوه أنه سيساعد في التغلب على كوفيد-19. لا شيء مؤكّد والنتائج مجهولة. لكن هالر والمتطوعين الآخرين يشعرون بالسعادة للمساهمة.

وتقول هالر للاندبندنت لدى سؤالها عن سبب استعدادها للمشاركة بالتجربة "أعتقد أننا نشعر جميعاً بالعجز. وهذه فرصة رائعة للتغيير. وأنا ممتنة للغاية لحصولي عليها. فالصحّة الجيدة امتياز كما هو العمل في وظيفة مرنة تسمح لي بأن أخوض هذه التجربة".

دور هالر يُعد جزءاً صغيراً إنّما بالغ الأهميّة من الجهود الدولية الرامية لمواجهة فيروس كورونا الذي قلب حياة الناس رأساً على عقب وهدّد بالهلاك الاقتصادي وعزل المواطنين داخل بيوتهم وربّما أجبرنا على إعادة النظر في الأمور التي تستحقّ التقدير فعلاً في حياتنا.

حتى يوم الأربعاء، بلغت أعداد المصابين حول العالم 215 ألف شخص فيما تجاوزت الوفيات 8.800 شخص. وفي كل أنحاء العالم، تشهد الأسواق الماليّة هبوطاً وتكافح الحكومات من أجل فرض إجراءات عزل اجتماعي للحؤول دون ارتفاع عدد الإصابات.

ويلوح الأمل في نهاية هذا النفق الذي قد يطول جداً، مع لقاح يعالج هذا المرض بفعالية ويسمح للحياة أن تحاول العودة إلى مجراها الطبيعي. ويشير الباحثون إلى أنّ المرض قد عاث في الحياة خراباً ودماراً ما زلنا نحاول أن نستوعبه. وهذا ما فعلته أمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال والجدري والسلّ.

وتلفت التقارير إلى تسابق 35 شركة أميركية لتصنيع الأدوية، تحصل بعضها على مساعدات حكومية أو منح من فاعلي خير، على تطوير لقاح لكوفيد-19. وتشكّل هذه الشركات جزءاً من قطاع هائل وسوق لقاحات يقدر بنحو 35 مليار دولار.

وتشارك هالر في تجربة لاختبار دواء صنعته موديرنا، شركة التكنولوجيا الحيوية التي تتخذ من كامبريدج في ماساتشوستس مقراً لها. وقد تنطلق الشهر المقبل تجربة ثانية لاختبار دواء طوّرته شركة إنوفيو لصناعة الأدوية في بنسلفانيا. كما يقال إن الشركة الألمانية كيورفاك تعمل على مشروع لقاح يُزعم أنّ إدارة ترمب حاولت شراءه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويوضح جون تريغونينغ، خبير الأمراض المعدية في جامعة إمبريال كولدج لندن "لقد دخلوا في سباق مع المرض وليس مع بعضهم بعضاً".

"كلّما زادت المحاولات كبرت احتمالات التوصّل إلى نتيجة. كما يساعد ذلك في القدرة على إنتاج ما قد يصل إلى 9 مليارات لقاح".

 والتجربة التي تجري في سياتل، وتدعمها معاهد الصحة الوطنية الأميركية إلى جانب معهد كايزر برماننت للأبحاث في واشنطن، تدور حول دواء اسمه mRNA-1273. 

وتقول موديرنا "أثبتنا على مدار السنوات القليلة الماضية قدرته عبر إعطاء اللقاح لأكثر من 1000 شخص خلال فترة التجارب السريرية. وهذا يشمل تجارب سريرية ناجحة في المرحلة المبكرة (المرحلة الأولى)  ضدّ خمسة فيروسات تصيب الجهاز التنفسي (هي سلستان من جائحات الإنفلونزا والفيروس المِخلوي التنفسي RSV والفيروس التالي لالتهاب الرئة البشري hMPV وفيروس نظير الإنفلونزا الثالث PIV3 ). وخلال السنوات الأربع الماضية، بدأنا تسع تجارب سريرية للقاحات mRNA".

وتضيف الشركة "تعاونّا في السابق مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية من أجل إنتاج لقاح لفيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الجهاز التنفسي للشرق الأوسط "ميرس كو في" وهو نوع من فيروس كورونا يختلف عن الجائحة الحالية. ومع أنّ البرنامج لم يتعدَ مرحلة الأبحاث فقد اكتسبنا بفضله معرفة يُعتد بها".

ويشير الخبراء إلى أنّ أحد أسباب الحماسة إزاء ما يحدث في سياتل هو أنه خلافاً للقاحات كثيرة سابقة، لا يستخدم لقاح mRNA-1273 عيّنة من الفيروس الفعلي. بل، ومن طريق الاستناد إلى معلومات وفرتها السلطات الصينية حول السلسلة الجينية لفيروس كورونا الذي ظهر للمرة الأولى في مدينة ووهان، يستخدم اللقاح خلايا الحمض النووي الريبوزي، أر أن آي .

وتعطي هذه الخلايا الأوامر للجسم كي ينتج استجابته المناعية الخاصة لمقاومة فيروس كورونا. مما يعني أن المشاركين في التجارب لا يتعرّضون للفيروس نفسه وقد يسرّع هذا الأمر من عملية التوصل إلى لقاح.

وفي حديثها إلى وكالة الأسوشيتد برس قالت ليزا جاكسون، خبيرة الأوبئة والأمراض المعدية والمشرفة على الدراسة في شركة كايزر برماننت، "إن الانطلاق من الجهل التام بوجود هذا الفيروس إلى لقاح [في مرحلة الاختبار بعد شهرين تقريباً] لأمر غير مسبوق".

"لا نعلم إن كان اللقاح سيحفّز الاستجابة المناعيّة ولا إن كان آمناً. ولذلك نقوم بالتجربة ولم نبلغ بعد مرحلة من الممكن أو من الحذر لنا فيها أن نعطيه لعموم السكان".

وفي ما اعتبره النقاد سلسلة من الأخطاء حول المعلومات المتعلقة بفيروس كورونا وخطره على الولايات المتحدة والعالم، صرّح دونالد ترمب للصحافيين بأنّ اللقاح قد يُنتج في غضون "أسابيع".

مما اضطرّ أنثوني فاوتشي أحد كبار مسؤولي الصحة لديه ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية أن يسارع إلى التخفيف من ادعاءات الرئيس.

فقال "إن العملية بأكملها ستتطلب سنة إلى سنة ونصف السنة على الأقل. ولا أريد أن أبالغ في وعودي".

ويشرح تريغونينغ من آمبريال كوليدج لندن أنه يجب اتّباع بروتوكول صارم أثناء تطوير لقاحات محتملة على الرغم من، أو ربما بسبب، الضغوط للمسارعة في إنتاجها. ولا يمكن بالتالي أن يتاح هكذا دواء إلا بعد حصوله على موافقة هيئة ترخيص وطنية أو منظمة الصحة العالمية.

ويعلّق قائلاً "ما لا نريده هو شيء يعقّد الوضع".

وقد طُلب من هيلر، 43 سنة، التي تعمل في شركة تكنولوجيا ناشئة وتقول إن ولديها يعتقدان أن مشاركتها في التجربة "رائعة"، أن تدوّن يومياتها وتتحدث هاتفياً مع أحد أفراد فريق كايزر معظم الأيام.

وعليها أن تعطي عيّنة من دمها أسبوعياً وستحصل بعد شهر على الجرعة الثانية من اللقاح. وقُسّم المتطوعون البالغ عددهم 45 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 18 و55 سنة إلى ثلاث مجموعات أعطيت اللقاح بتركيز مختلف لكلّ منها.

وسوف تستمر مدة مراقبة المتطوعين سنة كاملة لكن موديرنا تقول إن بيانات السلامة ستتوفر بعد مرور أسابيع قليلة على إعطاء الحقن.

وأشار أحد مسؤولي موديرنا لصحيفة نيويورك تايمز إلى أنه في حال تبين أن الدواء آمن، ستطلب الشركة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية السماح لها بالانتقال إلى المرحلة التالية من الفحوص لاختبار فعاليته. وتقتضي هذه المرحلة عدداً أكبر من المتطوعين.

وفي الوقت الراهن، تكمل هالر حياتها الطبيعية وتأمل في أن يساعد مسعاها الناس حول العالم وليس مواطنيها الأميركيين فحسب.

وتقول "إنّه أمر جنوني. يعصى عليّ فهمه حالياً لكنني ممتنّة للغاية لمشاركتي فيه".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة