Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من يدري إذا أصاب جونسون في مواجهة كورونا؟

لقد خلط رئيس الوزراء بين التوقعات، وجازف مجازفة كبيرة من خلال وضع الثقة في خبرائه

بوريس خلال الإيجاز اليومي حول خطط الحكومة لاحتواء وباء كورونا (أ.ب) 

كان أول سؤالين وجّها لرئيس الوزراء خلال مؤتمره الصحافي يوم الخميس الماضي هما: "كم أنت واثق من صحة مقاربتك"؟ و "كم سيموت من سكان البلاد"؟

إنهما السؤالان الصحيحان اللذان يجب أن يُطرحا، لكن الإجابة في الحالتين كانت فعلياً هي"لا نعرف". ولسوء الحظ، فإن عدم اليقين هذا هو ما يجد الناس صعوبة في التعامل معه، وهو يغذي أسوأ جانب في ردود وسائل التواصل الاجتماعية على أزمة كورونا.

يبدو  أن الناس يولون جُلّ اهتمامهم على وسائل التواصل الاجتماعي للأشخاص الآخرين ممن يظهرون بمظهر الواثق من نفسه تماماً. من ناحية أخرى، تحاول وسائل الإعلام "السائدة،" التي كثيراً ما تتعرض للسخرية، بما فيها صحيفة "اندبندنت"، نقل ما يقوله الأشخاص الموثوقين أكثر من غيرهم، والذي يشتمل على إفصاحهم عن مدى جهلهم أيضاً.

اعتقدت أن بوريس جونسون تعامل مع المؤتمر الصحافي بشكل جيد. لقد بدا عبوساً، ومطلعاً جيداً، ويراعي بشكل ملائم نصيحة كبير المستشارين العلميين وكبير المسؤولين الطبيين اللذين كانا مثار الإعجاب.

وقد كانا في ذروة براعتهما حين شرحا حدود ما يعرفانه، خصوصاً كريس ويتتي كبير المسؤولين الطبيين لدى تحديده سبب عدم إجابته عن السؤال المتعلق بعدد من سيلقون حتفهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ربما أقضي أنا الكثير من الوقت في قراءة الصفحات الليبيرالية على "تويتر"، ولكن يبدو أنها مليئة بالناس الذين يعرفون أكثر من كبار مستشاري رئيس الوزراء العلميين. يبدو الأمر كما لو أن بعض الناس قد حكموا على جونسون سلفاً بأنه مخطئ لكونه من داعمي الخروج من الاتحاد الأوروبي وباعتباره محافظاً ومهرّجاً. قد يتسم بكل هذه الصفات فعلاً، ولكن يبدو أنه يفعل تحديداً كل ما يتمناه توتير من سياسي عمالي يتمتع بالحكمة ويؤيد البقاء في الاتحاد الأوروبي، وهو أن يصغي جيداً إلى أفضل نصيحة والتصرف بناءً عليها.

يوَلّد الاستقطاب السياسي التعبير عن بعض الآراء الغريبة على وسائل التواصل الاجتماعي. فالأشخاص الذين أشاروا ذات مرة على نحو تافه إلى أن قضية البقاء في الاتحاد الأوروبي ستنتصر في النهاية لأن المسنّين يموتون، هم أنفسهم من يتهمون رئيس الوزراء اليوم بالرغبة بقتل  المسنين.

والآخرون الذين سخروا من مايكل غوف لقوله، "إن شعب هذه البلاد سئم من الخبراء" يزعمون الآن أن الخبراء قد أخطأوا وأنه يجب على الحكومة إغلاق البلاد.

قد تكون هذه آثار جانبية لعدم قدرتنا على التعامل مع حالة عدم اليقين. وبعض الناس يتفاعلون مع عدم اليقين باختراع يقين خاص بهم؛ لكن علينا نحن الباقون أن نتعلم كيف نتعايش مع عدم المعرفة.

هذا يعني، على ما أعتقد، أخذ مشورة الخبراء. وفي هذه النقطة دعني أستطرد للإشارة إلى أن غوف لم يقل ما يعتقد الجميع أنه قاله. إن ما قاله بالفعل، خلال مقابلة في حملة الاستفتاء عام 2016، كان هو: "لقد سئم شعب هذه البلاد من الخبراء... من المنظمات ذات الأسماء المختصرة التي تقول إنها تعرف ما هو الأفضل لكنها تخطئ باستمرار".

هكذا كان الوزير يتحدث عن المنظمات التي حثت بريطانيا على تبني اليورو، والتي قالت الآن إن مغادرة الاتحاد الأوروبي ستلحق الضرر بالاقتصاد. وكما رأينا، أعتقد أن هذه المنظمات كانت مخطئة بشأن اليورو وصائبة بخصوص خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

لكن هذه هي المشكلة مع الخبراء: قد يُخطئوا في بعض الأحيان، وهذا هو السبب في أن خبراء مختلفين يحملون آراء مختلفة. ويبدو أن هناك اختلافاً حاداً اليوم بين الخبراء الذين يقدمون المشورة لمنظمة الصحة العالمية وأولئك الذين يقدمون المشورة لحكومة المملكة المتحدة بشأن أهمية الفحوصات.

ليست لدي أنا، أو لدى أي كان، فكرة عمن هو على صواب. قد يعتقد المرء أن أحداً لا يستطيع أن يطرح رأياً مفيداً بشكل أو بآخر، إلا إذا كان متخصصاً في مجال ذي صلة. لكنني أتوقع أن يصغي أي شخص يتبوأ منصب رئيس الوزراء، أولاً إلى خبراء الحكومة.

هذا لا يعني قبول ما يقولونه كما هو تماماً من دون نقد. إن أحد أهم الاختبارات التي يمر بها أي وزير فعّال هو ما إذا كانت لديه الثقة والقدرة على المحاكمة بما يكفي للطعن في مشورة الخبراء، وإدراك مخاطر التفكير الجماعي أو الافتراضات البائدة. لكنني لا أرى كيف يمكن لأي شخص أن يكون على يقين من أن ويتتي  كبير المسؤولين الطبيين ووباتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين، قد أخطآ.

في غضون ذلك، أشعر بالامتنان لأجل أمرين:

أحدهما أنه بغض النظر عن أوجه التشابه بين دعم البريكست ودعم دونالد ترمب، وأياً كان رأيك في بوريس جونسون، إلا أنه مختلف تماماً عن الرئيس الأميركي. والآخر هو أن أسوأ تأثير للاعقلانية الشعبية على ما يبدو حتى الآن هو الإقبال الشديد بدافع الهلع على شراء لفائف ورق المرحاض.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل