Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا يفرض سطوته على الانتخابات الأميركية... ومخاوف من تغيير الخريطة السياسية

ترمب لا يبالي بتحذيرات الوقاية... وساندرز يعلن ألا وقت لديه للقلق... ومطالب بتغيير طرق الدعاية ومخاطبة الجمهور

مخاوف من إصابة ترمب بكورونا بعد ظهوره إلى جوار مشتبه في إصابتهم بالفيروس (أ.ف.ب)

خضع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أخيراً لاختبار فيروس كورونا بعدما لاحقته عدة مطالبات وتعليقات من الإعلام والمنتقدين بضرورة إجراء فحص الفيروس عقب ظهوره في لقاءات مع مسؤولين تأكدت إصابتهم بالمرض، كان من بينهم فابيو واجنجارتن، أحد مساعدي الرئيس البرازيلي الذي التقى الأول ضمن وفد برازيلي في منتجع مارالاغو بفلوريدا.

بعد اللقاء، الذي ظهر فيه المسؤول البرازيلي واقفا بجانب ترمب، بأيام قليلة أُعلن عن إصابة عمدة ميامي فرانسيس سوريز، الذي كان قد التقى أيضاً واجنجارتن أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة. وإصابة أشخاص برازيليين آخرين ممن شاركوا في اللقاء.

ولم يكن اللقاء هو الوحيد الذي تعرض فيه الرئيس الأميركي لخطر العدوى بالفيروس القاتل، فمطلع الشهر الحالي، تأكدت إصابة شخص حضر "مؤتمر العمل السياسي المحافظ"، وهو أكبر تجمع سنوي للسياسيين المحافظين، وحضره ترمب وكبار مساعديه، بينهم نائبه مايك بنس.

وبينما أكد طبيب البيت الأبيض، الأحد، أن نتائج اختبار الرئيس الأميركي جاءت سلبية وأعلن خلوه من المرض، لكن هذا لا يعني زوال الخطر الذي لا يلاحق ترمب وحده، بل منافسيه المحتملين في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في وقت لاحق من العام الحالي.

فبالنظر إلى أعمار المنافسين المقررين في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل نجد أنهم يقعون في الفئة الأكثر تهديداً من تداعيات الإصابة بفيروس كورونا، فترمب الساعي لولاية ثانية يبلغ من العمر 73 عاماً، فيما منافساه الديمقراطيان المحتملان اللذان يتنافسان على خوض السباق أمامه، جو بايدن وبيرني ساندرز يبلغان من العمر 77 و79 عاماً، علاوة على أن الأخير يعاني بالأساس مشكلات في القلب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن كبار السن هم "أكثر عرضة للإصابة بالمرض"، أكثر من غيرهم من الفئات العمرية الأخرى. وعلى هذا النحو، تنصح مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بأنه يجب على كبار السن "البقاء في المنزل قدر الإمكان" لتجنب الإصابة بالفيروس، وهو حتما يشكل تحدياً كبيراً سواء للمرشحين الديمقراطيين اللذين لا يزالان في طور الانتخابات التمهيدية ويحضران أمام الحشود من مؤيديهما، أو للرئيس الأميركي ترمب الذي يجوب البلاد ويقابل مؤيدين يريدون مصافحته أو التقاط الصور معه.

وعلى الرغم من تحذيرات مسؤولي الصحة من ضرورة تجنب المصافحة باليد ووضع مسافة كافية بين الأشخاص، فضلا عن إعلان حالة الطوارئ في الولايات المتحدة، التي بلغ عدد الحالات المؤكد إصابتها لأكثر من 3 آلاف، يبدو أن السياسة تهيمن على عقول المتنافسين السبعينيين، إذ لا يزال ترمب يصر على مصافحه ضيوفه ومساعديه، حتى أنه قام أخيراً بمصافحة عدد من مؤيديه خلال حملة لجمع التبرعات. بينما همّ ساندرز بإبلاغ الصحافيين أنه مشغول للغاية في الترشح للرئاسة، وليس لديه وقت للقلق بشأن الفيروس، على الرغم من أنه معرض لخطر الإصابة بمضاعفات أكثر من المرشحين الآخرين بسبب حالته الصحية التي يعانيها، واحتجز على أثرها أخيراً في المستشفى العام الماضي.

تراجع المرشحان الديمقراطيان قليلاً خلال الأيام القليلة الماضية، وألغى كلاهما فعاليات ضمن حملاتهما الانتخابية، الأسبوع الماضي، لمنع التجمعات البشرية الكبرى، لكن جميعهم يواصلون أنشطتهم السياسية والانتخابية، مما يدفع بتساؤلات بشأن ما سيكون عليه الوضع، إذا أصيب أحدهم ولقي حتفه بالنظر إلى الفئة العمرية التي ينتمون إليها، مما قد يقلب مشهد الانتخابات الرئاسية الأميركية رأساً على عقب.

وربما يثير هذا التساؤل قلقاً أكبر إذا كان المصاب هنا هو الرئيس ترمب، فهو المرشح الوحيد للحزب الجمهوري والرئيس الحالي للولايات المتحدة الذي يسعى لولاية ثانية. بشكل عام عندما يمرض الرئيس هناك من ينوب عنه في مسؤولياته، وفي هذه الحالة يكون مايك بنس نائب الرئيس هو من سيتولى مهامه الرئاسية خلال الفترة المتبقية من ولايته. لكن بينما تقف الانتخابات الرئاسية على بعد أشهر من الآن فستكون هناك عدة سيناريوهات تعتمد على توقيت وقوع الوفاة؛ أي في أي من مراحل العملية الانتخابية تمت.

 

 

آلية التصويت في الانتخابات الأميركية

ففيما يتعلق بالانتخابات الأميركية نفسها فإنها تمر بمرحلتي تصويت، هما تصويت الجمهور ثم المجمع الانتخابي. وطبقاً للنظام الانتخابي في الولايات المتحدة فإنه عندما يدلي الناخبون بأصواتهم في الثلاثاء الأول من نوفمبر، فإنهم لا يدلون بها لمرشح معين مباشرة، بل إلى المندوبين، وهم الأشخاص الذين تختارهم أحزاب المرشحين لتمثيلهم في الولايات، بمعنى آخر يصوت الناخبون للحزب. إذ تعتمد عملية التصويت على ما يسمى بـ"المجمع الانتخابي". ومن أجل الوصول إلى البيت الأبيض يحتاج المرشح الفوز بـأصوات 270 من إجمالي أعضاء المجمع الانتخابي البالغ عددهم 538 مندوباً، أي النصف زائد واحد.

وإذا مات مرشح الرئاسة قبل الانتخابات، وخاصة قبل طباعة بطاقات الاقتراع، يمكن للحزب اختيار شخص جديد لتمثيل الحزب ويعتمد الاختيار على قواعد الحزب الخاصة. لكن حال اقتراب الانتخابات، يصبح الوضع أكثر تعقيداً، لأن الانتخابات تستغرق وقتاً للتخطيط. بحسب موقع الدستور الأميركي. فمن الناحية العملية، يجب طباعة بطاقات الاقتراع، وإذا لم يكن هناك ما يكفي من الوقت للقيام بذلك، يمكن أن تستمر الانتخابات، على الرغم من وجود اسم مرشح ميت في بطاقة الاقتراع يجب أن يملي قانون الولاية كيفية التعامل مع هذه الاقتراعات. فعلى سبيل المثال، ينص قانون فيرمونت (17 VSC 2475)، على أنه يتم طباعة بطاقات اقتراع جديدة - ولكن إذا حدثت الوفاة بالقرب من يوم الانتخابات، فقد لا يكون من الممكن طباعة بطاقات اقتراع جديدة وهنا يكون التصويت للمرشح المتوفى باطل.

على أي حال إذا حدثت الوفاة قبل الانتخابات يدفع الحزب بمرشح بديل يتفق عليه داخلياً ويوجه الناخبين للتصويت له. غير أنه إذا حدثت الوفاة بعد التصويت وفرز الأصوات، سيكون هناك على الأرجح رئيس رسمي منتخب ونائب منتخب ومن ثمّ يتم العمل بالتعديل الـ20 من الدستور الأميركي، الذي ينص على تنصيب النائب رئيسا يوم التنصيب في 20 يناير (كانون الثاني)، ويختار الرئيس الجديد نائباً له باستخدام الإجراءات الواردة في التعديل الـ25. وتتمثل المعضلة في حال حدوث الوفاة بين التصويت الشعبي وتصويت المجمع الانتخابي، وفي نهاية المطاف يضطر الحزب لاختيار بديل ومنحه الأصوات، مما يعني في حال فوزه افتقاره إلى الدعم السياسي الكامل من الناخبين.

الانتخابات ووفاة المرشحين

هناك سابقة قديمة للغاية في تاريخ الولايات المتحدة تتعلق بهذا الأمر، ففي عام 1872 توفي المرشح الديمقراطي الليبرالي هوراس غريلي بعد الانتخابات وقبل تصويت المجمع الانتخابي. حصل غريلي، الذي كان يرشح نفسه ضد الرئيس الجمهوري في ذلك الوقت يوليسيس غرانت، على 44 في المئة فقط من الأصوات الشعبية و18 في المئة من أصوات المجمع الانتخابي وبعبارة أخرى، وخسر حزبه الانتخابات بالفعل.

الأمر هنا ينطبق على مرشحي الحزب الديمقراطي، فسواء فاز بايدن أو ساندرز بالانتخابات التمهيدية، فوقوع أي من سيناريوهات الوفاة المفترضة، يعني السير على القاعدة نفسها، واحتمال تغيير مشهد الانتخابات الأميركية.

وبشكل عام حذر بعض الخبراء من مثل هذا السيناريو، فقبل أيام قالت اشيش جها، مدير معهد هارفارد للصحة العالمية في تعليقات لمجلة فوكس، إنه لو انتهى أحد المرشحين في المستشفى ومات، فإن التأثير النفسي على البلد سيكون هائلاً. وأشارت إلى أن ساندرز الأكثر عرضة للخطر، وأوصت مسؤولي الحملات الثلاث بضرورة توخي الحذر والتفكير بجدية في تغيير طرق الدعاية ومخاطبة الجماهير.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات