Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تبادل لكمات" دبلوماسية بين واشنطن وموسكو وبكين بشأن الأزمة الفنزويلية في مجلس الأمن

مشروع قرار أميركي يسقط بـ "فيتو مزدوج" ومشروع قرار روسي يفشل في مرحلة التصويت

أعضاء مجلس الأمن يصوّتون على مشروع قرار بشأن فنزويلا الخميس 28 فبراير (شباط) (أ. ف. ب.)

 

انتقلت الأزمة الفنزويلية، الخميس، إلى أروقة الأمم المتحدة، وتحديداً إلى مجلس الأمن الدولي، الذي شهد مواجهةً من العيار الثقيل بين الدول الكبرى الأعضاء، إذ استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لرفض مشروع قرار أميركي يدعو إلى تنظيم انتخابات رئاسية في فنزويلا و"إيصال المساعدات الانسانية بلا عراقيل" إلى هذا البلد. وفشلت موسكو في استصدار قرار يندّد بـ"التهديدات باستخدام القوة" ضد كاراكاس التي تهدّد الولايات المتحدة باللجوء إليها.
وصوّتت جنوب إفريقيا العضو غير الدائم في مجلس الأمن ضد مشروع القرار الأميركي، في حين أيّده تسعة من أعضاء المجلس بخاصة الأوروبيين والأميركيين اللاتينيين. وامتنعت ثلاث دول عن التصويت هي غينيا الاستوائية وساحل العاج واندونيسيا.
وعبّر غوستافو ميزا-غوادرا، سفير البيرو، التي صوّتت مع القرار، عن أسفه لرفض مشروع القرار الأميركي، في حين اعتبر السفير الروسي فاسيلي نيبينزا أنه كان سيكون قراراً لا سابق له وفحواه "عزل رئيس" دولة (نيكولاس مادورو). وأضاف السفير الروسي أن "الولايات المتحدة تتعنت في تصعيدها ... والهدف منه هو تغيير النظام".
ويُعتبر استخدام عضوَين دائمين في مجلس الأمن حق النقض في وقت واحد أمراً نادراً.
 
مشروع القرار الروسي
 
في المقابل، لم يحصل مشروع قرار تقدّمت به موسكو، يندّد بـ"التهديدات باستخدام القوة" ضد فنزويلا، إلا على تأييد أربع دول هي روسيا والصين وجنوب إفريقيا وغينيا الاستوائية، في حين أنه كان بحاجة إلى تسعة أصوات في الأقلّ حتى يتمّ اعتماده.
وأكد نص مشروع القرار الروسي على "الحاجة إلى الاحترام التامّ لمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلال في تقديم المساعدة الدولية".
وقبيل التصويت، انتقد السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر المشروع الروسي، معتبراً أنّه لا يقدّم "أيّ حلّ للأزمة، ويوحي أنّ الوضع في فنزويلا هادئ في حين أن أكثر من 3،5 ملايين نسمة فرّوا من البلاد". وأضاف أن "النصّ الروسي لا يتضّمن بتاتاً كلمة إنسانية"، في حين أن "أحداً لا يمكنه إنكار الأزمة الإنسانية وتداعياتها على المنطقة بأسرها".
بدوره اعتبر المبعوث الأميركي المكلّف الشأن الفنزويلي إليوت أبرامز أن "الوقت حان لانتقال سلمي إلى الديموقراطية" في فنزويلا.
 
غوايدو عائد
 
في موازاة ذلك، قال زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، الخميس، في برازيليا إثر اجتماعه مع الرئيس جاير بولسونارو أنه ينوي العودة إلى بلاده "في الأيام القليلة المقبلة على الرغم من التهديدات" بتوقيفه بسبب انتهاك أمر قضائي بعدم مغادرة البلاد. ومن المقرر أن يزور غوايدو الجمعة، الباراغواي في اطار جولته لكسب الدعم الدولي.
وقال رئيس الباراغواي ماريو عبدو بنيتز في تغريدة الجمعة "سيزورنا في القصر الرئاسي صديقنا العزيز الرئيس خوان غوايدو".
وكان الرئيس الفنزيلي نيكولاس مادورو قال لقناة "أيه بي سي" الأميركية إن مصير غوايدو "في يد القضاء".
وكان غوايدو الذي نصّب نفسه رئيساً موقّتاً، وصل إلى البرازيل ليلاً قادماً من كولومبيا، وكلتاهما محاذيتان لفنزويلا حيث تُجمَع مساعدات إنسانية لفنزويلا، لكن تعذر دخولها بسبب منع القوات الفنزويلية ذلك.
وأشار غوايدو إلى الوضع المتأزم في بلاده، وقال إن "300 ألف فنزويلي قد يموتون" بسبب نقص الغذاء والدواء. وأضاف أن الأمر "ليس خياراً بين مادورو وغوايدو بل بين الديموقراطية والدكتاتورية وبين البؤس والازدهار ... نحن نكافح من أجل انتخابات حرة، انتخابات ديموقراطية".
واجتمع غوايدو بعدما استقبله الرئيس البرازيلي، مع وزير الخارجية إرنستو اروجا كما التقى ممثلي دول الإتحاد الأوروبي في برازيليا.
 
حركة انشقاق
 
وأعلن جهاز الهجرة الكولومبي أن 567 عنصراً من القوات المسلحة الفنزويلية انشقوا ووصلوا إلى كولومبيا، منذ 23 فبراير (شباط)، حين أفشل الجيش الفنزويلي مساعي المعارضة الفنزويلية لإدخال مساعدات الى البلاد.
وجاء في بيان للجهاز الكولومبي أن أغلبية هؤلاء العسكريين والشرطيين الـ 567 "اتصلوا بجهاز الهجرة الكولومبي طلباً للمساعدة" ودخلوا كولومبيا عبر المناطق الحدودية مع فنزويلا.
وذكر المصدر ذاته الذي لم يحدد رُتب المنشقين، أنه ستتم دراسة كل حالة على حدة. وأضاف مسؤول في الجهاز أنه اذا كانوا لا يشكّلون تهديداً لأمن كولومبيا فسيتمكنون من ملء طلبات اللجوء.
وكان نائب الرئيس البرازيلي هاملتون موراو قال، الاربعاء في مقابلة مع قناة "غلوبو نيوز"، إن "حرباً أهلية" في فنزويلا تشكّل "سيناريو ممكناً بسبب الوضع في البلاد". وأكد في مقابلة مع وكالة فرانس برس الأسبوع الماضي أن تدخلاً عسكرياً أميركياً في فنزويلا "سيكون بلا معنى".
وكان غوايدو شارك الاثنين الماضي في العاصمة الكولومبية بوغوتا في اجتماع لمجموعة ليما المكونة من 13 دولة أميركية لاتينية وكندا. وتعهد المجتمعون الضغط لإجبار مادورو على مغادرة الحكم، لكن مع استبعاد اللجوء إلى القوة لتحقيق ذلك.

المزيد من دوليات