Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حلفاء إيران يبحثون عن أكاديمي لتشكيل حكومة العراق

مرشح لرئاسة الوزراء يقول إن قوى شيعية تريد مرشحاً ضعيفاً يلبي أوامرها

مشاورات الرئيس العراقي برهم صالح لم تصل إلى نتيجة بعد (أ.ف.ب)

أحيت أحزاب شيعية في العراق فكرة تكليف شخصية أكاديمية بتشكيل الحكومة، في ظل الانسداد الذي واجهته مفاوضات اختيار رئيس الوزراء للمرحلة الانتقالية، التي يفترض أن تنتهي قبل نهاية العام الحالي، وتشهد انتخابات مبكرة.

يرى نعيم العبودي، وهو نائب في البرلمان العراقي عن حركة عصائب أهل الحق، التي يقودها قيس الخزعلي، أحد أشد المقربين لإيران، أن تكليف شخصية جامعية بقيادة الحكومة خلال المرحلة الانتقالية قد يضع حداً للحيرة السياسية في البلاد.

نهاية المهلة الدستورية

منذ اعتذار رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي عن استكمال مهمته مطلع مارس (آذار)، يجري رئيس الجمهورية برهم صالح مشاورات لاختيار شخصية أخرى، من دون جدوى. ومع اقتراب المدة الممنوحة له، وهي 15 يوماً وفقاً للدستور، من النهاية، لا يبدو أن هناك اتفاقاً شيعياً على أي مرشح.

تقول مصادر، إن القوى الشيعية التي شكلت لجنة سباعية لاختيار رئيس الوزراء الجديد وعرضه على الرئيس العراقي، كثفت حراكها خلال اليومين الماضيين، للانتهاء من هذا الملف ضمن المهلة الدستورية.

تحالف الفتح يفضل مرشحاً أكاديمياً

المصادر توضح أن تحالف الفتح، المقرب من إيران، يضغط بشدة على بقية الشركاء الشيعة، لتبني خيار تكليف أحد رؤساء الجامعات العراقية تشكيل الحكومة الجديدة، بحجة ضمان استقلاليتها التامة.

يشار إلى أن معظم أساتذة الجامعات الحكومية في العراق، جرى اختيارهم عبر آليات حزبية، وإن لم يكونوا منتمين سياسياً.

ويقول هيثم الجبوري، وهو نائب في البرلمان، وأحد خمسة أسماء مرشحة لتشكيل الحكومة الجديدة، إن القوى السياسية التي تدفع نحو تكليف شخصية أكاديمية "تريد أن تأتي برئيس الوزراء القادم".

الجبوري يعتقد أن رئيس الوزراء القادم، يجب أن يكون قوياً بما يكفي لمواجهة تحديات المرحلة، ما يتطلب أن يحظى بغطاء سياسي يحميه من الانصياع لرغبات القوى السياسية، مشيراً إلى أن أي شخصية أكاديمية من خارج الوسط السياسي ستكون عرضة للسقوط في فخ الهيمنة الحزبية.

ولا يرى الجبوري مانعاً في أن يكون رئيس الوزراء الجديد سياسياً أو حزبياً، ما دام قوياً ولا ينصاع لرغبات الكتل الكبيرة، لكنه يقر بصعوبة حصوله على هذا المنصب، في ظل التنافس الشديد.

شيعي أميركي

في الإطار السياسي أيضاً، يبرز اسم النائب عدنان الزرفي، أحد قادة ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، بوصفه مرشحاً محتملاً لتشكيل الحكومة.

يوصف الزرفي من قبل حلفاء إيران في العراق بـ "شيعي أميركي"، لكنه لم يخض سابقاً أي مواجهة مع الإيرانيين، وهو ما يبقي على احتمال تكليفه قائماً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول مقربون من الزرفي، إن متطلبات المرحلة الحالية تفرض وجود شخصية تتفهم أهمية الدور الأميركي في العراق، ولا تأخذ البلاد نحو الأحضان الإيرانية أكثر.

عرف عن الزرفي علنيته في مجابهة رغبة الأحزاب الموالية لإيران في إخراج القوات الأميركية من العراق، بسبب حاجة البلاد الفعلية إلى الإسناد الخارجي في مواجهة التحديات الأمنية الداخلية، في ظل عدم جاهزية القوات العراقية لهذه المهمة، لكن هذا الأمر ربما يكون سلاحاً ذا حدين.

تقول مصادر مطلعة إن الزرفي تواصل مع جميع ممثلي القوى الرئيسة في الساحة السياسية، وتلقى إشارات مشجعة، من دون توفر أي ضمانات لفوزه في سباق رئاسة الحكومة العراقية الجديدة.

أبرز المرشحين

لكن أبرز المرشحين لتولي منصب رئيس الوزراء، بعيداً من رغبة القوى الحليفة لإيران بتكليف شخصية أكاديمية، هو رئيس جهاز الاستخبارات مصطفى الكاظمي، الذي يواجه ممانعة إيرانية شديدة.

لا توجد الكثير من المعلومات عما إذا كان الكاظمي أجرى مفاوضات فعلاً مع أي جهة سياسية أو حزبية بشأن تكليفه تشكيل الحكومة، لكن الرئيس العراقي قال لمقربين إنه يفضل الكاظمي على بقية المرشحين.

الاعتراض الرئيس على الكاظمي يأتي من تحالف الفتح، الذي وجد أن فتح الباب على تكليف شخصية أكاديمية سيقطع الطريق على رئيس جهاز الاستخبارات.

اعتراض إيراني

كانت كتائب "حزب الله"، وهي ميليشيا عراقية موالية لإيران، اتهمت الكاظمي بتسهيل عملية قتل قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في غارة أميركية قرب مطار بغداد مطلع العام الحالي.

تقول المصادر إن اعتراض هذه الميليشيا على الكاظمي يمثل رأي الحرس الثوري الإيراني ويعكس مواقف جميع القوى السياسية داخل تحالف الفتح، وهي عصائب أهل الحق ومنظمة بدر بزعامة هادي العامري وحركة عطاء فالح الفياض. كذلك ينضم إلى خريطة القوى المعترضة على الكاظمي، زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ما يؤثر كثيراً في حظوظ رئيس جهاز الاستخبارات.

تتوقع مصادر مواكبة أن تكثف القوى السياسية الشيعية حراكها خلال اليومين المقبلين، لاختيار رئيس الوزراء الجديد، مع بقاء جميع الاحتمالات قائمة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي