Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السعودية: تحولات جذرية في "ملف المرأة"

استطاعت أن تخطو خطوات بدت متناسبة مع ثقافة المجتمع ومتغيرات العصر ومخرجاته ومراحله المختلفة

جانب من حفل تدشين المنصة الوطنية للقيادات النسائية في السعودية  بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 2020 ( وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية)

اليوم يحتفل العالم بالمرأة تحت شعار "أنا جيل المساواة : إعمال حقوق المرأة"، والذي يصادف الذكرى الـ25 لإعلان ومنهاج عمل بيجين المعتمد في عام 1995 في المؤتمر العالمي الرابع للمرأة، والذي اعتبر خريطة الطريق الأكثر تقدماً لتمكين النساء والفتيات في كل مكان، كما يحتفل اليوم العالم بالمرأة والذي يعد عاماً محورياً للنهوض بالمساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم.
في مثل هذه الأحوال تستقبل السعوديات كسائر نساء العالم يومهنّ العالمي الخاص هذا العام 2020، و-الرياض هي تبدو عاصمة المرأة العربية لعام 2020-، كما يستقبلن يومهنّ العالمي وهنّ يمتلكن حقوقاً ومكتسبات كانت في الماضي القريب من المحظورات، إذ شهدت البلاد تحولات جذرية في التعاطي مع ملف المرأة من الجوانب كافة، لم تعد هنالك تلك القيود التي تحدّ من مشاركة النساء  في الأنشطة والمجالات المختلفة، إذ حظيت بالعديد من القرارات التي دعمت مسيرتهنّ وعززت تواجدهنّ في مجالات كانت حكراً على الرجال، واستطاعت أن تحقق قفزات كبيرة في ملف تمكين المرأة، فهنّ اليوم يشغلن مناصب قيادية في الجهات الحكومية، ويعملن في السلك الدبلوماسي ومنهنّ السفيرة، والعالمة والمخترعة، كما أنهنّ يتبؤون مناصب في مختلف المجالات. ويمكن القول إن المرأة  خطت خطوات بدت متناسبة مع ثقافة المجتمع ومتغيرات العصر ومخرجاته ومراحله المختلفة.

تمكين المرأة السعودية

وصف عام 2017 بأنه "عام تمكين المرأة السعودية" إلا أن عام 2018 زاد عليه بتمكينهنّ في أمور مستجدة كان أبرزها السماح لهنّ بقيادة السيارة، وإقرار قانون التحرش الذي يؤكد حرص ومتابعة القيادة على الحفاظ عليهنّ كقيمة معيارية إنسانية، وقرار ممارسة الرياضة للفتيات بالمدارس والسماح للأسر بدخول مباريات كرة القدم، وكذلك السماح لهنّ بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، ومُنحنَ كذلك تراخيص قيادة الطائرات للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وفي عام 2019 ازدادت قرارات تمكينهنّ حيث تبوأت لأول مرة منصب "سفير" ما يعكس قدرات وكفاءة السعوديات في كل مجال.

ويتواصل سعي السعودية لتحقيق المزيد من الطموح الذي لا يتوقف، ضمن رؤية 2030 التي تستهدف رفع نسبة مشاركة المرأة  في سوق العمل بنسبة 30 في المئة، إضافةً إلى تبوئهنّ مناصب سياسية، فضلاً عن مشاركتهنّ الفعالة في مجلس الشورى والمجال الأمني، وتوليها المناصب العليا في قطاع التعليم، وترشيح أنفسهنّ لعضوية رئاسة البلدية، ويمكن القول إن تمكين المرأة ودعم قدراتها بالتأهيل وإتاحة الفرص جعلها شريكاً حقيقياً فاعلاً في بناء الوطن والتنمية.

المساواة في الحقوق

وفي عام 2019 كان لها نصيب كبير من التغيرات التي أسهمت في تمكينها، إذ حظيت بالعديد من القرارات، والتي عزّزت مبدأ المساواة مع الرجال في الحقوق. أبرزها حصولها على جواز السفر بنفسها، والسفر كذلك إذا تجاوزت عمر 21 سنة، بعدما كان من المحظورات عليها إلا بموافقة "ولي الأمر".

كما نالت السعوديات بعدد من القرارات التمكين القضائي، من خلال منحهنّ الحق في الحصول على "صك الحضانة" وإقرار صندوق النفقة لتوفير الدعم المادي للأم والأبناء في حال كانت هناك دعوى قضائية بين الزوجين في محاكم الأحوال الشخصية، كما مُنحنَ الحق في الحصول على نسخه من عقد النكاح، والحق في تولي شؤون أطفالهنّ ممن هم دون 21 سنة والحق في الموافقة على سفرهنّ من عدمه في حال وفاة الأب واستخراج جواز السفر لأطفالهنّ في حال كنّ هنّ الحاضنات لهم.

ومن القرارات الدعمة للسعوديات قرار تفعيل البصمة في المرافق العدلية، والذي ألغى بدوره ما يعرف بـ "المعرف"، كما شملت الإصلاحات في المجالات العدلية، المساواة في التعامل بين المحامين والمحاميات، إذ مُنحنَ الحق في العمل كموثّقة وكاتب عدل، إضافة إلى عملهنّ كمحققات في النيابة العامة.

وكما أسهم نظام الحماية من الإيذاء  بشكل فعال في مكافحة العنف ضد المرأة بأنواعه كافة، كما عملت الحكومة على إنشاء مراكز تلتزم بالتعامل الفوري مع البلاغات عن حالات الإيذاء ضد النساء.

المزيد من تحلیل