Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعدما "نعاه" النقاد بايدن "ينبعث" في ساوث كارولاينا

"لن ننسى أبداً ما فعلتموه من أجلنا. يمكننا أن نقول قولاً لا يُرد بإن آل بايدن يحبونكم أيها الرفاق"

المرشح الديمقراطي، جو بايدن، نائب الرئيس السابق، في جولة انتخابية قبل "الثلاثاء الكبير" (غيتي)

أعلن جو بايدن المرشّح في السباق إلى الفوز بتمثيل الحزب "الديمقراطي" في انتخابات الرئاسة الأميركية أن حملته انبعثت من تحت الرماد بعد فوزه الحاسم في الانتخابات التمهيدية للحزب في ولاية ساوث كارولاينا، الذي نفخ حياةً جديدة في ترشيحه بعد بداية باهتة للغاية في موسم الترشيحات جعلته يتعرّض للخسارة بشكل سيّء في ثلاث ولايات على التوالي.

وبفوزه في ساوث كارولاينا التي تُكنّى بـ "ولاية بالميتو"، وفى نائب الرئيس الأميركي السابق بوعده باستقطاب الناخبين الذين ينتمون إلى الشريحة الواسعة من الأميركيّين من أصول أفريقية في الولاية، على الرغم من أن ادّعاءاته بأن يكون المرشّح الأكثر استقطاباً لهم تلقّت ضربات متكرّرة في كلٍّ من أيوا ونيو هامبشير ثم في نيفادا قبل أسبوع واحد فقط.

وقال بايدن في خطاب طغى عليه الانفعال بحيث اضطر في بعض الأحيان إلى مسح دموعه في الاحتفال الذي نظّمته حملته في كولومبيا: "إلى كل الذين منيوا بالهزائم، أو الذين استبعدوا من التعداد، أو المهملين، هذه هي حملتكم. قبل أيام قليلة، نعت الصحافة والنقّاد هذا الترشيح. الآن، شكراً لكم جميعاً، أنتم قلب الحزب الديمقراطي، لقد حقّقنا نصراً للتو وفزنا بفضلكم. وما زلنا على قيد الحياة إلى حدّ كبير".

وركّز نائب الرئيس الأميركي السابق في جزءٍ من حملته على ما وصفه هو وآخرون بأنه تاريخ طويل بينه وبين الولاية، ولا سيما الجالية الأميركية الأفريقية هناك التي لا تزال تنظر بعين الرضى إلى رئاسة رئيسه السابق باراك أوباما.

ويتوجّه بايدن الآن نحو انتخابات "الثلاثاء الكبير"، آملاً في تقويض الزخم الذي اكتسبه منافسه بيرني ساندرز- وكان من المتوقّع أن يأتي في المركز الثاني في ساوث كارولاينا - في أولى الولايات التي نُظم فيها الاقتراع. وفي إشارة إلى أن جو بايدن قد يكون الحامل النموذجي للواء "الديمقراطيّين" المعتدلين في المعركة المقبلة، حصل نائب الرئيس السابق على دعمٍ رئيسي من تيري ماك أوليف، الحاكم السابق لولاية فيرجينيا، الذي قال إنه يعتزم السعي الحثيث كي تحقّق الحملة الانتخابية النتائج المرجوة خلال الأيام القليلة المقبلة.

ويبدو أن ساندرز، على الرغم من إدارته حملةً أثارت غضب الحزب "الديمقراطي" ومخاوفه، يستعد لفوز كبير في عدد من الولايات الأربع عشرة التي تتوجّه إلى صناديق الاقتراع في خلال أيام فقط. لكنه هنّأ يوم السبت منافسه بايدن على أدائه في ولاية ساوث كارولاينا.

وقال ساندرز في ولاية فيرجينيا، حيث خاض إحدى محطتي السباق يوم السبت، بما في ذلك تنظيم حدث في ولاية ماساتشوستس "ثمة عدد كبير من الولايات في هذا البلد، ولا أحد يفوز بها كلها. أريد أن أهنّئ جو بايدن بفوزه الليلة".

أما المرشّح "الديمقراطي" المنافس على ترشيح الحزب بيت بوتيجيج، الذي كان قد فاز بأكبر عدد من المندوبين في المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا في وقت سابق من هذا الشهر، فقال لأنصاره في إحدى الحملات الانتخابية الخاصة به، إنه فخور بالأصوات التي حصل عليها في ساوث كارولاينا، واعداً بمواصلة الكفاح في الأيام المقبلة.

واعتبر أن "الترشّح للرئاسة هو يبعث على الأمل والتواضع وقد جئنا إلى هذه الولاية ممتلئين بالأمرين. أودّ أن أشكر ناخبي ساوث كارولاينا، ولا سيما منهم الناخبون السود الذين أظهروا كرم الضيافة الجنوبي الذائع الصيت طوال العام الماضي".

والمرشّحة إليزابيث وارين التي لم تحرز نجاحاً حتى الآن في موسم الانتخابات التمهيدية، تحدّثت أمام حشدٍ من الناس في تجمع حاشد نُظّم في هيوستن، عن أنها تتطلّع فعلاً إلى سباق "الثلاثاء الكبير"، مشيرة إلى أنها لا تنوي الخروج من المنافسة في وقتٍ قريب. وقالت "إننا نتطلّع إلى كسب أكبر عدد ممكن من المندوبين إلى المؤتمر العام للحزب".

توم ستاير الذي راهن في حملته كلها على أن يكون أداؤه جيّداً في ساوث كارولاينا، أعلن انسحابه بعد مدة وجيزة من ظهور نتائج الولاية. في حين حازت كلٌّ من إيمي كلوبوشار وتالسي غابارد، وكليهما ما زالتا في ساحة المنافسة، أقلّ من 5 في المئة من نسبة التصويت في ساوث كارولاينا، مجتمعتين.

وتوجّه ستاير إلى أنصاره عندما أعلن عن انتهاء حملته الانتخابية بالقول: "لا شك اليوم في أن... شعرنا بالخيبة جراء ما انتهينا إليه. لكنني قلت إنني في حال لم أرَ طريقاً نحو الفوز، فسأعلّق حملتي. وبصراحة لا أستطيع رؤية سبيلاً إلى الفوز بالرئاسة".

وإذا أمكن لجو بايدن أن يتحدّث الآن عن اكتسابه زخماً للمضي نحو المنافسات المقبلة، فإنه لا يزال في وضع غير مؤاتٍ مقارنة ببيرني ساندرز وبمايكل بلومبيرغ العمدة السابق لمدينة نيويورك، الذي أنفق ثروة صغيرة على استهداف ولايات "الثلاثاء الكبير". فنائب الرئيس السابق لديه موارد أقل بكثير تحت تصرّفه، بما في ذلك أضعف الموارد المالية، ويفتقر في المقابل إلى التحكّم الميداني في تلك الولايات.

وقال جيم كلايبرن ضابط تصويت الأغلبية "الديموقراطية" في مجلس النوّاب والرجل القوي في ولاية ساوث كارولاينا الذي أيّد بايدن قبل الانتخابات التمهيدية مباشرة، خلال مقابلة مع شبكة "سي أن أن" قبل أن تظهر النتائج "علينا أن نتأنى وننظر بجدّية في سبل إعادة توجيه هذه الحملة. إن الفوز في ساوث كارولاينا يعني أن الكثير منّا في جميع أنحاء البلاد سيكونون قادرين على الانضمام إليه ومساعدته على تحقيق ذلك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى الرغم من ذلك، فقد بدا أن جزءاً على الأقل من الصعوبات التي واجهت بايدن بدأت تُذلل بعد ساعة فقط من إعلان نائب الرئيس السابق عن فوزه في ساوث كارولاينا. فقد غرّد مدير تمويل حملته عبر الإنترنت بعد نحو 48 دقيقة من إعلان الفائز عبر حسابه على "تويتر"، بأن الموقع شهد فعلاً أفضل ساعة من جمع التبرّعات للحملة بأكملها، في موجة مرتقبة من التقدمات النقدية التي من المحتمل أن تستمرّ على مدار الساعات القليلة المقبلة حتى منتصف الليل، وهو الموعد النهائي لتقديم التمويل لحملة بايدن.

ومع استمرار عملية حصد النتائج، دفع الفوز الحاسم لبايدن في ساوث كارولاينا إلى إجراء مقارنات بينه وبين المرشّحين السابقين للرئاسة الذين عادوا من صعاب طويلة إلى الفوز بترشيح الحزب "الديمقراطي" والرئاسة معاً. وقد وصفه آندرو يانغ، المرشّح السابق للانتخابات في 2020 الذي أصبح الآن مساهماً في شبكة "سي أن أن"، بأنه "الطفل العائد".

وخلال خطابه في ساوث كارولاينا، غلب الانفعال جو بايدن حين أشار إلى أنه لن ينسى أبداً الدعم الذي تلقّاه في الولاية. وقال مخاطباً جمهور المؤيّدين: "لن ننسى أبداً ما فعلتموه من أجلنا. يمكننا أن نقول قولاً لا يُرد: إن آل بايدن يحبّونكم أيها الرفاق".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات