Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أنقرة تفتح حدودها لعبور اللاجئين السوريين إلى أوروبا

أعلن مسؤولون يونانيون عن تشديد المراقبة على حدود بلادهم البرية والبحرية مع تركيا

لن تمنع تركيا اللاجئين من العبور إلى أوروبا بعد اليوم، في أعقاب مقتل العشرات من جنودها بغارة للنظام داخل سوريا، ما دفع اليونان إلى تشديد المراقبة والحماية على حدودها البريّة والبحريّة مع وصول تقارير عن بدء تحرك مئات اللاجئين.

وقضى 33 جندياً تركياً على الأقل فيما جُرح 32 آخرون في ضربة جوية نفّذتها قوات الحكومة السورية داخل محافظة إدلب في شمال غربي سوريا.

وبمقتل أولئك الجنود قرب الحدود التركية الجنوبية، ترتفع حصيلة القتلى الذين خسرتهم أنقرة في سوريا خلال فبراير (شباط) بأكثر من الضعفين.

وأثار الحادث مخاوف من لجوء الرئيس رجب طيب أردوغان إلى شنّ حملة عسكرية كاملة ضد قوات الحكومة السورية المدعومة من الجيش الروسي، ما قد يضع موسكو وأنقرة في مواجهة مباشرة ومدمّرة.

وصرّحت روسيا يوم الجمعة الماضي أنها بصدد إرسال سفينتين حربيتين مسلّحتين بصواريخ "كروز" إلى المياه المقابلة للساحل السوري، بحسب وسائل إعلام محليّة أشارت أيضاً إلى أن المسؤولين الروس حمّلوا أنقرة المسؤولية عن مقتل جنودها.

وفي ردّها على مقتل جنودها، أمرت أنقرة خفر السواحل التركية ومسؤولي الأمن الحدودي أن يسمحوا للاجئين بالعبور إلى أوروبا. ووفق مسؤول تركي طلب عدم الكشف عن هويته، "لقد قررنا أن نتوقّف فوراً عن منع اللاجئين السوريين من العبور إلى أوروبا براّ أو بحراً". ونقل ذلك المسؤول إلى وكالة "رويترز" أنّ "اللاجئين كلّهم بما فيهم السوريون، باتوا قادرين على العبور إلى الاتحاد الأوروبي".

وفي المقابل، أوضح المسؤولون اليونانيون أن بلادهم بدأت بتشديد المراقبة على حدودها البرية والبحرية مع تركيا، وكذلك ناقشت الموضوع نفسه مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الـ "ناتو").

وأفادت وكالة الأنباء التركية "دميرورين" أنّ حوالى 300 مهاجر بينهم نساء وأطفال، شرعوا في التوجّه نحو الحدود الفاصلة بين اليونان وبلغاريا من جهة ومحافظة "أيدرن" التركيّة من الجهة الأخرى، قرابة منتصف اللّيل.

وكذلك أشارت الوكالة نفسها إلى تجمّع آخرين في قضاء "أيفاجيك" داخل محافظة "جناق قلعة" بهدف الإبحار على متن مراكب إلى جزيرة ليسبوس اليونانية. وقد أفادت أيضاً إنّ المجموعة تضمّ أفراداً من جنسيّات سورية وإيرانية وعراقية وباكستانية ومغربية.

وأصدر رئيس جمعية "ريفيوجيز إنترناشونال" ("اللاجئين الدولية") إريك شوارتز بياناً جاء فيه "يجب أن يتمتع كل اللاجئين بحريّة التنقّل، لكننا قلقون في الوقت ذاته من أنّ أولئك الذين يغادرون تركيا يواجهون رحلة محفوفة بالمخاطر أثناء عبورهم البحر باتّجاه اليونان، وقد فقد أناس كثيرون حيواتهم خلالها".

وأضاف، "اليونان نفسها غير مستعدة لاستقبال موجة مفاجئة من اللاجئين، لذا من الضروري أن يدعم الاتحاد الأوروبي اليونان ويسرّع عملية انتقال اللاجئين من ذلك البلد إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي يستطيعون تقديم طلبات لجوء إليها".  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي سياق متصل، يُذكر أن تركيا أرسلت آلاف الجنود، إضافة إلى عتاد عسكري ثقيل، إلى سوريا هذا الشهر دعماً لبعض الثوّار بعد شنّ النظام عملية عسكرية من أجل استعادة السيطرة على آخر معاقل المعارضة في بلدٍ أثقلت الحرب كاهله.

ونزح مليون شخص تقريباً منذ الأول من ديسمبر (كانون أول) الماضي وفقاً لمعلومات الأمم المتّحدة، 60 في المئة منهم من الأطفال. وقد حذّر الرئيس أردوغان مراراً وتكراراً أنّ تركيا ستشنّ هجوماً شاملاً لصدّ القوات السورية المدعومة روسياً ما لم تتراجع عن نقاط المراقبة التركية في المنطقة السورية. وسيزيد مقتل الجنود الأتراك هذا النزاع الفوضوي سوءاً.

في المقابل، صرّحت تركيا أنّها ردّت على الهجمات بقصف 200 هدف للنظام السوريّ و"تحييد" 309 جنود سوريين، إضافة إلى تدمير نظم دفاع جويّة ودبابات ومروحيّات.

وفي تطوّر مواز، يعقد سفراء دول حلف الناتو العسكري اجتماعاً طارئاً في بروكسيل بطلب من تركيا لبحث الأزمة. وصرح ستيفان دو جاريك الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن تلك المنظمة الأممية تراقب الوضع [في إدلب] "ببالغ القلق".

وأفادت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية، أن تلك الهجمات وقَعَتْ على الرغم من التنسيق ميدانياً مع المسؤولين الروس، مضيفة أنّها [الهجمات] استمرّت حتى بعد إطلاق تحذير أعقب ضرباتها الأولى.

في مقلب مغاير، رفضت وزارة الدفاع الروسية تلك التصريحات [التركية]، وفقاً لوكالة أنباء "ريا نوفوستي" التي نقلت عن وزارة الدفاع قولها إنّ أنقرة لم تُخطر موسكو بوجود القوات التركية في هذه المنطقة، على الرغم من وجود تواصل دائم بينهما.

وكذلك زعم بيان الوزارة أنّ القوات التركية تعرّضت لنيران مدفعية القوات الحكومية السورية التي كانت تحاول صدّ هجوم شنّه الثوّار. وأضاف البيان أنّ الطائرات الحربية الروسية لم تنفّذ ضربات جوّية في المنطقة في ذلك الوقت، مشيراً إلى أن موسكو بذلت كلّ ما في وسعها للمساعدة فور علمها بوجود القوات التركيّة.

وفي بيان روسيّ إعلامي منفصل، ردّت موسكو لاحقاً بقولها إنها سترسل عتاداً عسكرياً إضافياً يتضمن سفناً حربية مزوّدة بصواريخ "كاليبر" إلى الساحل السوريّ.

ويُعتبر قرار تركيا فتح الطريق أمام اللاجئين كي يعبروا إلى أوروبا، في حال نُفّذ، تراجعاً عن الوعد الذي قطعته تركيا للاتحاد الأوروبي في 2016. وقد يتسبب أيضاً في جرّ القوى الأوروبية إلى المواجهة في إدلب والتوتر المتزايد بين أنقرة وموسكو.

© The Independent

المزيد من الشرق الأوسط