Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تنتشر البحرية الأميركية في الشرق الأوسط والخليج؟

اتخذ الجيش الأميركي بعد اغتيال قاسم سليماني إجراءات عدّة تحسباً لرد الفعل الإيراني

جنود أميركيون على متن حاملة الطائرات "هاري ترومان" شمال بحر العرب (البحرية الأميركية)

تلعب البحرية الأميركية الدور الأبرز في تحديد معالم الانتشار العسكري في أي بقعة جغرافية، بما يؤشر أيضاً إلى طبيعة مصالح الولايات المتحدة وتركّزها.

بعد ساعات قليلة على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، اتخذ الجيش الأميركي في غرب آسيا إجراءات عدّة، تحسّباً لرد الفعل الإيراني.

القطع البحرية الرئيسة

حرص الأميركيون في الأيام التي تلت الاغتيال وحتى ما بعد القصف الذي استهدف قاعدة "عين الأسد"، على إبعاد القطع البحرية الرئيسة عن مصادر التهديد المحتملة في المنطقة، كما هو حال حاملة الطائرات "هاري ترومان" التي كانت تنتشر مع قطعها المرافقة شمال بحر العرب، خارج مضيق هرمز في مهمة روتينية مقررة مسبقاً، في حين أن المجموعة الأخرى "يو أس أس باتان" البرمائية بقيت، حتى ما قبل أسبوع واحد، بعيدة نسبياً من دائرة الاستهداف المحتمل منذ انطلاقها من سواحل "المغرب" نحو مياه الخليج، على الرغم من أن تقارير صحف عالمية أدرجت حركة هذه المجموعة ضمن مؤشرات التصعيد، لكنّ انتشارها كان مقرراً أيضاً قبل مدة، وجدول أعمالها غير مرتبط بحادثة الاغتيال.

وعادةً ما تخضع حاملات الطائرات الأميركية كـ"ترومان"، ومعها المجموعات القتالية كـ"باتان"، إلى برنامج زمني تضعه البحرية قبل ستة أشهر على الأقل، فتتناوب قطع الأساطيل على الخدمة في مناطق الانتشار.

حتى الخميس، في 21 فبراير (شباط)، حافظت "هاري ترومان" على موقعها شمال بحر العرب، الخاضع لقيادة الأسطول الخامس، في انتشار هو الثاني لها خلال عامين (تجري عملية الاستبدال كل ستة أشهر).

وتحمل "ترومان" على متنها تسعة أنواع من الطائرات التي تتوزع على أسراب حربية هجومية ومروحيات إنزال وطائرات إنذار وطائرات حرب إلكترونية ومروحيات إسناد ودعم لوجيستي ومروحيات قتال بحري.

وتتبع جميع هذه الطائرات، قيادة الجناح الجوي الأول المتمركز في قاعدة عسكرية في "فيرجينيا" الأميركية.

وترافق مجموعة قطع بحرية الحاملة "ترومان"، وعلى رأسها المدمرات الثلاث "يو أس أس لاسن" و"يو أس أس فاراغوت" و"يو أس أس فورست شيرمان".

بدورها، تُكمل المجموعة البرمائية "باتان" مهمتها المقررة في مياه الخليج، حيث تنتشر حالياً وسط مضيق هرمز، بعدما كانت قد اجتازت خليج عمان في 12 فبراير. وتضم المجموعة سفينة هجومية رئيسة وسفينة نقل برمائي وسفينة إنزال، مع وجود 2600 جندي أميركي على متنها.

جنوب شرقي آسيا

وبناءً على ما تقدّم، يمكن القول إنّ الانتشار الحالي للقطع البحرية في نطاق عمليات الأسطول الخامس لا يعكس حجم الاستنفار السياسي في المنطقة، بل إن حركة البحرية الأميركية لا تزال تصبّ اهتمامها على جنوب شرقي آسيا بالدرجة الأولى، منذ ما لا يقلّ عن سنة، علماً أن حاملة الطائرات العاملة بالوقود النووي "يو أس أس نيميتز" وثلاث مجموعات هجومية كبيرة تنتشر في تلك المنطقة من العالم، انطلاقاً من السواحل الغربية للولايات المتحدة وحتى بحر الفلبين، صعوداً نحو السواحل الشرقية لليابان.

ومنذ عام 2018، يُلحظ وجود تحول مباشر في التحذير من القدرات البحرية الصينية والروسية، وتحديداً في بيانات ومؤتمرات البحرية الأميركية. وهو تحوّل شرعت العمليات المشتركة في سلاح البحرية في محاكاته في برامجها وانتشار قطعها منذ عامين على أقلّ تقدير.

ولا يمكن عزل الحركة البحرية للجيش الأميركي عن عمليات القوات البرية خارج الحدود، وفي مقدمها استكمال نشر الدرع الصاروخي في أكثر من موقع استراتيجي في العالم، خصوصاً بعد تفعيل المرحلة الأولى من الدرع بكامل طاقته، الصيف الماضي، في خطوة تعتبرها "بكين" و"موسكو" استفزازاً مباشراً، على الرغم من أن الهدف المعلن لنشر الدرع هو احتواء البرنامج النووي الإيراني والبرنامج الصاروخي الباليستي لكوريا الشمالية.

غير أنّ أجزاء المنظومة وانتشارها وطبيعتها تثبت أنها موجّهة إلى روسيا بالدرجة الأولى ثم الصين، إذ تنتشر مكوّنات الدرع في بريطانيا وبولندا ورومانيا وتركيا والبحر المتوسط والمحيط الهادئ.

وبحلول نهاية هذا العام، يكتمل الدرع الصاروخي ليشمل 50 منصة برية و200 منظومة دفاع جوي طراز "ثاد" و700 منظومة بحرية. هذه المنصات والمنظومات مخصّصة جميعها لاعتراض الصواريخ الباليستية والأقمار الصناعية داخل وخارج الغلاف الجوي.

وينبع القلق الصيني – الروسي – الإيراني من الدرع من شكوك حول قدرة واشنطن على استبدال صواريخ الدفاع الجوي بأخرى من طراز "توما هوك"، أي تحويل الدرع من الدفاع إلى الهجوم.

المزيد من تقارير