Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نيوهامبشاير: بايدن يجاهد للبقاء مع تقدم ساندرز

ميدان المنافسة أضيق الآن ويعتمد أكثر على الناخبين البيض

نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن والساعي للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة (أ.ب) 

لعل أهمية أكثر الخطابات البارزة التي ألقيت في نيو هامبشاير، لا تكمن في مضمونها بل في مكان إلقائها.

كان جو بايدن قد بدأ حملته الانتخابية في مدينة كولومبيا حين برزت أرقام نتائج الانتخابات التمهيدية، ثم طار منها قبل أن تتقرر رسميا.

غير أن ذلك لا يعني شيئا، أن يأتي في المرتبة الخامسة وراء بيرني ساندرز وبيت بوتيغيغ وآمي كلوبوشار وإليزابيث وارن، ويكدّ للحصول على 10 في المائة من الأصوات، فإن نائب الرئيس السابق كان بإمكانه الذهاب  إلى القطب الجنوبي، أو حتى ساوث كارولاينا، ومع ذلك فإنه يبقى غير قادر على الهروب من الحقيقة.

فأمام أنصاره، قال بايدن "نحن سمعنا فقط رأي ولايتين من بين خمسين ولاية. ولايتان فقط وليس كل الوطن، أو نصف الوطن، أو ربع الوطن، وليس حتى 10 في المائة بل اثنين".

وأضاف "المكان الذي جئت منه هو شهد افتتاح السباق الانتخابي وليس نهايته. فالمعركة لإنهاء فترة ترمب الرئاسية بدأت لتوها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فعلى عكس بوتيغيغ، وعلى عكس ساندرز عام 2016، كان لنائب الرئيس السابق دعما قويا ودائما بين الأميركيين من أصول أفريقية وكاريبية في ساوث كارولاينا ونيفادا، وهو ما ظلت استطلاعات الرأي تؤكده، لكن لا يبدو ان ذلك الدعم كان من دون شروط.

إذ أن هذا التأييد يقوم على أساس الدور الذي لعبه، كنائب للرئيس باراك أوباما، ولوجود قناعة بأنه يمتلك حظوظا أفضل لهَزْيمة دونالد ترمب في نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل. وإذا اختفت هذه الإمكانية، فإن الناخبين سيبدأون بالبحث عن مرشحين آخرين لم يؤخذوا بنظر الاعتبار سابقا.

وإذا كان على بايدن أن يتصنع الشجاعة، لا من أجل أنصاره فحسب بل من أجل نفسه أيضا. فإن الأمور، مع ذلك، لا تبدو جيدة. فهو ليس المرشح الوحيد في السباق الانتخابي من حيث تقدم العمر، لكنه على عكس حملة الاشتراكي بيرني ساندرز، سيناتور ولاية فيرمونت، بدت على حملته مظاهر التراخي والإرهاق، ويبدو أنه لن يمضي وقت طويل قبل توقفها.

لعل إليزابيث وارين هي الأخرى، عليها أن تتخذ قرارات صعبة أيضا، في وقت أقرب مما كانت تتوقع. ففي يوم الثلاثاء الماضي تمكنت بالكاد أن تحتل الموقع الرابع في نيو هامبشاير، حيث جاءت وراء كلوبوشار متخلفة عنها بعشر نقاط،  فبعد حصولها على الموقع الثالث في انتخابات ولاية آيوا التمهيدية، كانت بحاجة إلى كسب الموقع الأول أو الثاني كي تعطي نفسها زخما جديدا.

مع ذلك، وعلى الرغم من أن تغيير السياق بعد تصويت أول ولايتين صعب عادةً، فإنه ليس مستحيلا؛ ففي عام 1992 لم يفز بيل كلينتون في الانتخابات التمهيدية لعدة ولايات حتى تمكن من أخذ ولاية جورجيا يوم "الثلاثاء الكبير" أو (سوبر تيوسداي) الذي تصوت فيه عدة ولايات بشكل متزامن لاختيار المرشح الرئاسي الديمقراطي.

غير أن حملة كلينتون بدأت بشكل جيد منذ البداية، إذ احتل الموقع الثاني في ولاية نيو هامبشاير، وهو ما كان بايدن ووارين يتمنيان تكراره. بدلا عن ذلك، فإن الزخم انتقل إلى حملة كلوبوشار، السيناتورة عن ولاية مينيسوتا التي تبدو وكأنها بدأت تكسب زخما بسرعة، بعدما كانت استطلاعات الرأي قد وضعتها في مرتبة تلي كل من بايدن ووارين.

بل حتى قبل إعلان النتائج، كانت هامبشاير قد غربلت ميدان السباق الانتخابي، إذ أعلن أندرو يانغ عن انسحابه من المنافسة، مثلما هو الحال مع مايكل بَينيِت. وهذا ما أثار قلقا لدى أولئك الذين يتمنون احتفاظ الديمقراطيين بميدان سباق متنوع. كذلك، فإن ديفال باتريك هو الآخر، رجح انسحابه منه.

وإذا أحرز ساندرز وبوتيغيغ تقدما الآن، وأحدهما يمثل الجناح التقدمي في الحزب والآخر وسطه، فإن هناك حالة عدم يقين عن الكيفية التي ستتطور المنافسة وفقها خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

فمايكل بلومبيرغ الذي وضَع جانبا انتخابات الولايات الأربع الأولى، قد أنفق ملايين الدولارات من ماله الخاص على الإعلانات في الكثير من الولايات التي من المرجح أن تكون ميادين المعارك الانتخابية الحاسمة لانتخابات 2020 الرئاسية. وفي يوم 3 مارس(آذار) المقبل سنرى إذا كان إنفاق تلك الأموال مفيدا.

© The Independent

المزيد من دوليات