Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ليبيا… تفاؤل بالمسار الأمني رغم الشكوك

حذر الأمين العام للأمم المتحدة من استمرار انتهاك قرارات مجلس الأمن

خرق إعلان الهدنة مستمر من قبل طرفي الأزمة الليبية (غيتي)

في الوقت الذي بدا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة شديد التفاؤل بالتوصل إلى مخرجات مرضية من حوار واجتماعات اللجان الأمنية والعسكرية الليبية المشتركة "5+5" في جنيف، تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، تواصلت الخروقات للهدنة في غرب ليبيا وشملت غارات جوية وتبادلاً للقصف بين قوات الطرفين، اللذين تتفاوض لجنتاهما بالعاصمة السويسرية جنيف.

وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، في بيان، إن "مقاتلات السلاح الجوي التابعة لقوات القيادة العامة، استهدفت آليات عسكرية تابعة لحكومة الوفاق، من مصراتة، جنوب منطقة زمزم".

ونقلت وسائل إعلام ليبية أن "ثلاثة عناصر من قوات حكومة الوفاق قتلوا خلال معارك اليوم الثلاثاء ضد الجيش في منطقة أبوقرين شرق مصراتة".

وأفادت بأن "اشتباكات متقطعة وتراشقاً بالمدفعية وقعا بين قوات الوفاق والجيش، بينما لا يزال الوضع الميداني كما هو، حيث تسيطر قوات الجيش على منطقة الوشكة وضواحي أبوقرين الشرقية، بينما تسيطر قوات الوفاق على غرب أبوقرين وتقيم سواتر ترابية في المنطقة".

تحذير وتفاؤل

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من استمرار انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي، المتعلقة بحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا ووقف إطلاق النار.

وقال غوتيريش، في مؤتمر صحافي بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، مساء الثلاثاء، إن "قرارات مجلس الأمن بشأن ليبيا تنتهك قبل أن يجف الحبر الذي كتبت به"، واصفاً ما يحدث في البلاد بـ "الفضيحة".

وعلى النقيض، بدا سلامة متفائلاً بالتوصل إلى اتفاق ينص على استدامة الهدنة الحالية في محاور القتال، قائلاً "بدأنا بمناقشة قائمة طويلة من النقاط المدرجة في جدول أعمالنا، لتحويل الهدنة إلى هدنة أكثر صلابة، بل إلى اتفاق حقيقي لوقف دائم لإطلاق النار".

وأعلن سلامة عدم جلوس اللجنتين العسكريتين على طاولة حوار واحدة حتى الآن، قائلاً "نحن بدأنا بجلسات منفردة، وحين يحين الوقت لا استبعد أن يجتمع الطرفان معاً".

وحول ما تم تداوله عن تولي جنود من الاتحاد الأوروبي مهمة مراقبة وقف إطلاق النار قال سلامة إنه "قرار يجب أن يتخذه الليبيون بأنفسهم".

وتابع "هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها ضباط رفيعو المستوى من الجانبين. لذا، لا نتوقع أن تتم تسوية جميع هذه القضايا في اجتماع واحد، لكن بالتأكيد سيتم خلال هذا الأسبوع طرح الاقتراح الأوروبي على الطاولة".

وأكد أن "هناك استعداداً حقيقياً لدى الطرفين لتحويل الهدنة إلى وقف إطلاق نار حقيقي ودائم"، مشيراً إلى أن "هناك بعض التردد من جانب حفتر"، موضحاً أن محادثات جنيف تهدف إلى الاستماع بعناية إلى موقف الجانبين بشأن شروطهما.

لكن المستشار السياسي السابق لرئيس حكومة الوفاق أشرف الشح شكّك في ما أعلنه سلامة حول اتفاق مبدئي بين الطرفين، قائلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن "سلامة أعلن اتفاق الـ 5+5 على وقف إطلاق النار. وعندما سئل هل التقى الوفدان واتفقا على شروط وقف النار، أجاب بالنفي. والسؤال هنا كيف اتفقا إذاً على وقف إطلاق النار؟".

محادثات اليوم الأول

وكشف القيادي في قوة "ثوار طرابلس"، التابعة لحكومة الوفاق، عاطف برقيق كواليس ما نوقش خلال المحادثات العسكرية بين الوفدين في جنيف، قائلاً عبر حسابه في "فيسبوك" إن وفد حفتر قدم خريطة لتمركز قواته لتثبيتها، في حين اشترط وفد الوفاق على أن تكون المرجعية السياسية لأي حوار هي اتفاق الصخيرات، و"انسحاب قوات المعتدي من جنوب العاصمة".

وأضاف أن "سلامة يمارس ضغوطاً على وفد الوفاق لعدم رفع سقف المطالب، بسبب انعدام (احتمالات) تحقيق تقدم ميداني لقواتها".

خطوة إيجابية أم فشل جديد؟

اعتبر نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي السابق عبد الحفيظ غوقة في حديث إلى "اندبندنت عربية" أن مجرد قبول الطرفين بالاحتكام لطاولة الحوار يعتبر خطوة إيجابية.

وأضاف "بدء المسار التفاوضي في حد ذاته خطوة إيجابية، ونحن سعداء بانطلاق حوارات المسار الأمني، لأنه من دون حل المسار الأمني لن يكون هناك مسار سياسي".

وأشار إلى أن "المسار الأمني إذا قاد إلى تفاهمات تفضي إلى وقف إطلاق النار وتوحيد المؤسسة العسكرية، فستكون خطوة جبارة لأنها تعني أن أي سلاح خارج يد هذه المؤسسة سيكون غير شرعي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتمنى أن "تؤدي المفاوضات إلى ترتيبات أمنية حقيقية تُخلي العاصمة من كل الجماعات المسلحة".

وحول فرص نجاح الحوارات بالمسارات الثلاثة، قال غوقة "وجهة نظري أن اجتماع برلين كان أفضل اجتماع متعلق بليبيا، بداية من مستوى الحضور الرفيع ومستوى التفاهمات التي حصلت خلاله، والتي من أهمها النجاح في تثبيت الهدنة على الرغم من الخروقات التي تحدث"، مشيراً إلى أن "المسارات المنبثقة منه فرصة حقيقية للتوصل إلى حلول سياسية سلمية تنهي الأزمة".

وشكك الصحافي الليبي عوض البرغثي في فرص نجاح حوارات جنيف، قائلاً لـ "اندبندنت عربية"، "لا أتوقع أن يقدم حوار جنيف شيئاً جديداً، مثله مثل كل الحوارات والاتفاقات السابقة"، معتبراً أن "عدم صدور قرارات ملزمة من مجلس الأمن بحسب الصلاحيات التي يمنحها له القرار 1973 الصادر عام 2011 سيجعل كل الاتفاقات حبراً على ورق".

شروط البرلمان الخمسة

وأثارت الشروط الخمسة التي وضعها مجلس النواب الليبي في بنغازي للمشاركة في حوارات المسار السياسي جدلاً وانقساماً حولها، بين من اعتبرها حقاً مشروعاً للبرلمان ومن اعتبرها شروطاً تعجيزية، تهدف إلى إفشال المباحثات قبل أن تبدأ.

وأوضح عضو مجلس النواب صالح افحيمة الأسباب التي دفعت البرلمان لوضع شروطه، بالقول إنها "جاءت بسبب الغموض الذي يكتنف خطوات المبعوث الأممي. وفي اعتقادي، لو قدم سلامة تصوراً واضحاً لما ستكون عليه لقاءات جنيف، لما اضطر مجلس النواب لوضع هذه الشروط التي قد يراها البعض تعجيزية، في حين إذا أمعنا النظر فيها قليلاً سنجدها حقاً أصيلاً".

وسأل افحيمة ألا يمكن أن يعتبر "الشرط المتعلق بضرورة أن يصدر عن البعثة كتاب رسمي يوضح وبدقة المهام كافة التي ستوكل للجنة... حقاً لمجلس النواب؟ وأيضاً الشرط المتعلق بضرورة معرفة آلية عمل اللجنة واتخاذ القرارات فيها ومدة عملها. هل هذا شرط تعجيزي؟ وهل يمكن القول إنه ليس من حق مجلس النواب أن يكون له علم بهذه الأمور قبل أن يقرر المشاركة من عدمها؟".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي