Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فلسطينيون يواجهون خطة ترمب بمبادرات فردية

تلاقي هذه الردود تفاعلاً على الرغم من بساطتها

صاحب محل للأحذية الجلدية يطلب اعتذاراً من من الأميركيين والبريطانيين (اندبندنت عربية)

لقبوه بـ "المجنون" وأثبت جنونه فعلاً لا قولاً، بعدما علق يافطة على باب محله، وسط مدينة رام الله، تشترط على زبائنه من الأميركيين والبريطانيين الاعتذار عن سياسات بلديهما السابقة والحالية، التي سببت الألم والحسرة في حياة الفلسطينيين. فالحاج عماد الحج محمد (55 سنة)، وهو صاحب محل للأحذية الجلدية، لم يجد طريقة للتعبير عن غضبه واستيائه من خطابات وقرارات الرئيس دونالد ترمب، سوى بلفت نظر الزبائن الأميركيين والبريطانيين إلى سياسات بلديهما تجاه الدول والشعوب الأخرى، خصوصاً أن 75 في المئة من زبائنه من الأجانب.

يقول الحج محمد لـ "اندبندنت عربية"، "وضعت اللافتة بعدما أعلن ترمب في 6 ديسمبر (كانون الأول) 2017 القدس عاصمة لإسرائيل، كمبادرة للفت الانتباه إلى القضية الفلسطينية. واليوم، أكرر الأمر وسأعدل على اليافطة لتشمل مطالبات أوسع، خصوصاً بعدما أعلن الرئيس الأميركي ما يعرف بصفقة القرن، التي تجهض حق الفلسطينيين في أرضهم. فهو فعل تماماً كما فعل وعد بلفور، بأن أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق".

ويضيف "كل الزبائن الأميركيين عند دخولهم إلى المحل يقدمون الاعتذار، ويبدون خجلهم من سياسات ترمب الموالية لإسرائيل. وبشكل يومي يلتقطون الصور بجانب اللافتة، وكلي أمل في أن تعمم فكرة الاعتذار على كل المحال والمؤسسات التي تستقبل الأجانب في الضفة الغربية. فهذا أقل ما يمكن أن يقدموه استنكاراً لتلك القرارات الأميركية".

حذاء باسم ترمب

لم يكتف الحج محمد بتعليق يافطته، بل قام بتصميم حذاء يحمل اسم "ترمب". وهو يقدم خصماً لكل من يشتريه ويسير به إلى الولايات المتحدة.

ويشير إلى أنه استوحى "لون الحذاء من لون شعر ترمب. وهو مصنوع بعناية من الجلد الأصلي. ووفق خبرتي، فإن الحذاء سيعيش أكثر من ولاية ترمب القذرة، وقد بعت منه كميات كبيرة، وصدرت منه إلى الخارج أيضاً. وهذا يؤكد أن هناك إجماعاً شعبياً وغربياً يرفض تلك السياسات، وقد علمت من أصدقاء لي في المهجر، أن زبوناً أميركياً كان قد عبر عن غضبه في إحدى الجلسات البرلمانية الهامة في بلاده بقوله إن مواطناً في رام الله أجبرني على الاعتذار. وهذا الأمر أفرحني جداً وأثار شهيتي على تصميم مزيد من الأحذية التي تحمل رسائل سياسية. فهناك حذاء يحمل اسم نيكي هيلي، نسبة إلى اسم مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، وآخر يحمل اسم وعد بلفور، وهو اسم وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور. وهناك حذاء آخر اسميه الزر النووي، أسخر فيه من رد ترمب على رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، بأنه يمتلك زراً نووياً أكبر وأقوى مما لدى الأخير".

فلسطين كما نريد

الحج محمد لم يكن وحده من قام بمبادرة شعبية ضد السياسات الأميركية الأخيرة. فالشاب مهدي الدنبك، من مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية)، وفور رؤيته خريطة فلسطين المستقبلية التي نشرها ترمب على "تويتر"، تحت عنوان "رؤية السلام"، قام بطباعة نسخ من خريطة فلسطين التاريخية كاملة تحت شعار "نحن نريد فلسطين هكذا"، وباشر بتوزيعها على المارة في الشوارع والسيارات. وبعد ساعات من نشره للمبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي، انضم إليه العشرات من النشطاء.

ويقول الدنبك لـ "اندبندنت عربية" إن المبادرة على الرغم من بساطتها لاقت الكثير من الدعم، فهي تسعى إلى رفع الوعي وتنشيط الذاكرة الفلسطينية، وتعريف الأجيال الناشئة بفلسطين من بحرها إلى نهرها.

ويشير إلى أن ناشطين ومؤسسات مجتمعية ورسمية، "تواصلت معنا للمشاركة في توزيع الخريطة، بالإضافة إلى مدارس حكومية وخاصة".

وسم فلسطين حرة

ورفضاً لخطة السلام الأميركية، أطلق ناشطون وصحافيون وفلسطينيون حملة إلكترونية لمواجهة كتم الرواية الفلسطينية، وتزوير خريطة فلسطين، مغردين عبر وسم "فلسطين الحرة FreePalestine" الذي تصدر الترند العالمي على "تويتر" بعد أقل من ساعتين على إعلان الخطة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولأن "المعركة الإعلامية" مع السياسات الأميركية والإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي لا تقل شراسة عن المعركة الميدانية، استنكر مركز "صدى سوشال" حملة التضييقات والانتهاكات التي تشنها إدارة مواقع التواصل الاجتماعي ضد المحتوى الفلسطيني، حيث قامت مؤخراً بحذف وحظر عدد من الحسابات والصفحات الفلسطينية على خلفية نشر تغريدات ذات صلة بالقضية الفلسطينية.

ووثق المركز حوالى 1000 حالة من الانتهاكات بحق المحتوى الرقمي الفلسطيني على مختلف المنصات الرقمية مثل "فيسبوك" و"واتس آب" و"تويتر" و"يوتيوب".

مدير "صدى سوشال" إياد الرفاعي قال لـ "اندبندنت عربية" إن السياسات التي تفرضها منصات التواصل الاجتماعي فضفاضة ولا تراعي خصوصية الشعوب، وهي سياسات غير عادلة وغير قابلة للتطبيق في زمن الفضاء الإلكتروني المفتوح، مطالباً "مؤسسات حقوق الإنسان والجهات الرسمية الفلسطينية والمجتمع المدني، بالوقوف بوجه هذه الانتهاكات بشكل جدي وحازم، للحفاظ على مساحة حرة للرواية الفلسطينية عبر الفضاء الرقمي".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي