Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إغلاق معرض لفنانة كويتية بعد اتهامات بعرض أعمال تتضمن إيحاءات

الفنانة تؤكد احترامها القانون وعدم المس بالأخلاق

لوحة للرسامة الكويتية شروق أمين (اندبندنت عربية)

لم يكد يستمر معرض الفنانة والشاعرة الكويتية شروق أمين أسيوعاً في غاليري "كاب"، بعنوان "مثل الدمى الروسية، نعيش في ذواتنا الماضية"، وهو جملة من قصيدة للشاعرة الأميركية ديان أكيرمان، حتى قامت جهات رسمية بإغلاقه، عقب انتشار ردود فعل في "السوشيال ميديا" تتهمه بأنه تضمن "محتوى إباحياً"، في مقابل إشادة البعض بجرأة أعمال الفنانة في كشف المسكوت عنه في المجتمعات الخليجية. وأحدث إغلاق المعرض سجالاً ثقافياً عميقا ما زال قائماً، ويدور حول قضايا عدة، مثل الحق في التعبير، الحرية الفنية، عدم السكوت عن أمور مكبوتة.

في أعمال أمين بصفة عامة اشتغال ما بعد حداثي، لا يتعامل مع فضاء العرض على نحو سكوني ونمطي، ولا يكتفي بلصق اللوحات على الحوائط. ومن ثم تقدم الفنانة رؤى مبتكرة في توظيف مواد مختلفة وأعمال مركبة، مأخوذة بالصراع المكتوم ما بين قيم الحداثة وتقاليد العصور الغابرة.

شروق أمين هي أم لأربعة أطفال، حاصلة على الدكتوراه، وقدمت أكثر من خمسة عشر معرضاً شخصياً، على مدى ربع قرن، وهي أيضاً تكتب الشعر باللغة الإنجليزية، وتعمل في السلك الأكاديمي. 

عن عنوان "دُمى روسية" التي اختارته لمعرض عن موضوعات كويتية، توضح ل"اندبندنت عربية" قائلة: "لأن الدمى الروسية أو الماتريوشكا تعتمد على دمية داخل دمية بأحجام متناقصة. فهي رمز إلى أننا كبشر لا نتعلم من التاريخ ولا من أخطائنا، حتى بالنسبة إلي، عندما أغلقوا معرضي "إنه عالم الرجل" عام 2012 ساعد ذلك في لفت الأنظار إليّ عربياً ودولياً. وعلى الرغم من ذلك عادوا وأغلقوا معرضي قبل أيام. لم يتعلموا أن المنع يشهر لوحاتي ويجعلها متداولة أكثر، وهو عكس ما يسعون إليه". وتضيف: "بعد المنع أو الغلق، لم يتحدث معي أحد. الكلام كان مع إدارة الغاليري من خلال بعض الجهات الرسمية. وعلى حد علمي لم نرتكب أي شيء يخالف دستور الكويت، وهو ما حدث أيضاً في 2012 فلم يحدث شيء ضد القانون ومناقشة العادات والتقاليد في الأعمال الفنية ليست جريمة".

 

يُلاحظ  في بعض اللوحات جلوس المرأة على الكراسي، فما المقصود من هذا الجلوس؟ تقول: "الكراسي كناية عن المناصب، كما تشير إلى هيمنة السلطة الأبوية والأفكار التي تمنع الحوار والتطور والتغيير والحركة. فالكراسي أيضاً تشير إلى الجمود والثبوت. في معرض 2012 ركزت أكثر على ارتداء الأقنعة وتكميم الأفواه في إشارة إلى العجز عن قول الحقيقة، وإلى التناقض والازدواجية. هذه المرة أزلت الأقنعة لأن الشخصيات اختلفت ورؤيتي أيضاً تغيرت".

 وتضيف:"على الرغم من أننا في 2020 وأصبح كل شيء متاحاً وسهل العثور عليه. كذلك لا أعرف لماذا يغضب البعض من إحدى لوحاتي عن "القبلة" بين رجل وامرأة؟ فهل الحب يدعو إلى الغضب؟ عدا عن ظلام اللوحة كان الورد الأبيض حاضراً ويعبر عن سمو الحب الطاهر وعن قوة الجمال. هل المنطقي أن يذهب المتفرج الكويتي إلى السينما ويرى القتل والذبح والدم وقطع الرؤوس كأفعال مقبولة. أما "القبلة" على الشاشة فهي مرفوضة ويتم منعها! كأننا نعلم أطفالنا أن الحب حرام والعنف حلال".

مع تكرار إغلاق معرضين لها... هل ستستمر الفنانة على النهج نفسه، أم ستكتفي بالعرض خارج الكويت؟ تجيب: "عقب المنع الأول قبل ثماني سنوات حاولوا إسكاتي فبدأت أركز أكثر على عرض أعمالي خارج الكويت. وعرضت لوحاتي كلها في "السوشيال ميديا"، وأصبح هناك اهتمام أوسع بها، ووجدت المساندة من جمهوري ومن شرائح واسعة في المجتمع لا تحب هذا النفاق. ومهما حدث لن أتوقف. وما يؤسفني أنّ المبدعين لن ينجحوا في مواجهة الرقابة للأسف. فمنذ أن أغلق معرضي السابق لم يتكلم أي فنان، على الرغم من أنه يفترض علينا كزملاء أن تكون هناك مساندة في ما بيننا.  وما أسعدني حقاً عند افتتاح معرض "دمى روسية" أن 80 في المئة من الحضور كانوا من الشباب تحت الثلاثين، وهؤلاء من سوف يدفعون الحركة الفنية إلى الأمام".

المزيد من ثقافة