Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ليبيا... مخرجات موسكو تضغط على مؤتمر برلين

حصلت "اندبندنت عربية" على مسودة الاتفاق وفيها 3 مسارات سياسية وأمنية واقتصادية

تدعو مسودة مؤتمر برلين إلى الحفاظ على سيادة ليبيا ووحدتها الوطنية (رويترز)

أقفل ملف المفاوضات الليبية- الليبية التي رعتها واستضافتها العاصمة الروسية موسكو، من دون التوصل إلى اتفاق يوقف إطلاق النار، إذ رفض وفدا الجيش والبرلمان التوقيع على مذكرة المبادرة لعدم رضاهما عن بعض بنودها ورغبتهما في إضافة نقاط أخرى. وفي نهاية المهلة التي طلبها قائد الجيش المشير خليفة حفتر للتشاور بدأ النقاش يتسع في شأن مؤتمر برلين الذي ينطلق الأحد، 19 يناير (كانون الثاني)، ويعتبره البعض فرصة أخيرة للسلام في ليبيا قبل أن يعود السلاح ليقول كلمته.

وسُربت نسخة من مسودة مشروع الاتفاق الذي سيتم النقاش في شأنه في مؤتمر برلين. وركزت المسودة، التي حصلت "اندبندنت عربية" على نسخة منها، على ثلاثة مسارات للحل، مسار سياسي وثانٍ أمني والثالث اقتصادي. وانطلقت من رؤية للحل مقدمة من رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة.

المسار السياسي

شددت النسخة المسربة في بند المسار السياسي على أهمية الحفاظ على سيادة ليبيا ووحدتها الوطنية، من خلال دعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة عبر بعثتها للدعم في ليبيا.

وتدعو إلى حل الأجسام التنفيذية القائمة بالتزامن مع توحيد المؤسسات الليبية وإنشاء مجلس رئاسي فاعل يتكون من رئيس ونائبين وتشكيل حكومة وطنية تعتمد من مجلس النواب بغالبية الثلثين، وإذا ما فشل البرلمان في اعتمادها من الجلسة الأولى تعتمد تلقائياً.

... والأمني

في سياقها الأمني، تحث المسودة الجهات الدولية على الالتزام بالامتناع عن التدخل الخارجي في ليبيا، وتدعو إلى هدنة شاملة ودائمة وإنهاء التحركات العسكرية في البلاد، وإلى اتخاذ تدابير لبناء الثقة وتبادل الأسرى والجثامين بين الأطراف المتحاربة. كذلك نزع سلاح المجموعات المسلحة بإشراف الأمم المتحدة.

وتطالب الأطراف بالانفصال عن الجماعات الإرهابية المدرجة على قائمة الأمم المتحدة، وحظر السفر وتجميد أموال الأطراف المرتبطة بتلك الجماعات. وتتضمن المسودة المقترحة فرض عقوبات من مجلس الأمن على من ينتهك وقف إطلاق النار، وتأييد إنشاء قوات الأمن الوطني والقوات العسكرية الموحدة تحت سلطة مركزية في ليبيا واحتكار الدولة السلاح.

... والاقتصادي

وفي المسار الاقتصادي، تطالب المسودة بإيجاد صيغة تضمن التوزيع العادل للثروة العامة بين المناطق في ليبيا وإنهاء حال المركزية وتعزيز الحكم المحلي وانتخاب المجالس المحلية قبل نهاية عام 2020 وتفعيل القانون الرقم 59 الخاص بإنشاء المجلس الأعلى للحكم المحلي، وتفعيل الإجراءات المتخذة سابقاً لتوحيد المصرف المركزي وإتمام عملية المراجعة والتدقيق لحساباته بإشراف دولي والالتزام بالقوانين والإجراءات المصرفية في ما يتعلق بصلاحيات أعضاء المصرف.

وتطالب المسودة المقترحة بإنشاء أجسام اقتصادية يتفق عليها، تختص بإعادة الإعمار في ليبيا وتحسين مستوى أداء المؤسسات الاقتصادية الليبية وتعزيز شفافيتها.

المشري يعلق على المسودة

مباشرة بعد تسريب نسخة المسودة الخاصة بمؤتمر برلين، علق رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، كاشفاً أنه "طُلب من حكومة الوفاق أن تسمي خمسة ضباط من أجل العمل على توحيد المؤسسة العسكرية وفك الاشتباك".

وعن المسار الاقتصادي، قال إن "أكبر مصيبة بالمسار الاقتصادي هي محاولة طمس الحقيقة في ما يتعلق بالصرف (التمويل) من الجهة الأخرى"، وفق تعبيره. وتابع "سيكون هناك توضيح لكل الجهات في الدولة، وسيُعقد اجتماع موسع يضم البلديات والجهات الرسمية ممثلة في مجالس الرئاسي والدولة والنواب ومندوبين عنهم وإحاطة شاملة من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج على الأحداث السابقة".

نقد برلماني للمسودة

ووجد رئيس لجنة الحوار في مجلس النواب الليبي في طبرق عبد السلام نصية أن "ما نشر عن مسودة مؤتمر برلين يؤكد أنه لا يختلف عن باريس 1 وباريس 2 ومؤتمر باليرمو". وتابع "نفاق دولي وغموض وتناقض وكلام عام من دون آليات تطبيق ولا سلطة إلزام". واعتبر أن "التمسك بوقف إطلاق النار والذهاب إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية لتجديد الشرعيات هو الحل الأمثل".

هل يشارك حفتر؟

وعلمت "اندبندنت عربية" من مصادر خاصة أن قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر سيشارك في مؤتمر برلين بعد رواج أخبار عن رفضه المشاركة في أي حوار بشأن ليبيا تشارك فيه تركيا، وهو السبب الذي دفعه إلى رفض التوقيع على اتفاق الهدنة الروسي في موسكو.

وربطت المصادر هذه الأنباء بزيارة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى بنغازي، الخميس 16 يناير، للقاء حفتر، قائلة "إنها جاءت في سياق مساعٍ ألمانية لإقناع حفتر بالمشاركة في مؤتمر برلين لتعزيز فرص نجاحه في التوصل إلى حل سلمي للأزمة الليبية، وقد نجحت في ذلك".

والخميس، أعلن ماس عبر تويتر أن حفتر يرغب في المساهمة في إنجاح مؤتمر برلين ومستعد من حيث المبدأ للمشاركة. كما وافق على الالتزام بوقف إطلاق النار".

بعد ذلك، سافر حفتر إلى العاصمة اليونانية اثينا لاجراء محادثات تسبق مؤتمر برلين، وفق ما افاد مصدر قريب من المفاوضات الخميس.

وذكرت وسائل اعلام يونانية ان حفتر سيجري الجمعة محادثات مع رئيس الوزراء اليوناني ووزير الخارجية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان ماس قال قبل توجهه إلى بنغازي "من خلال عملية برلين، لدينا الفرصة الأفضل منذ فترة طويلة للبدء بمباحثات السلام لأجل ليبيا". أضاف "منذ شهور نتفاوض بشأن الطريقة التي يمكننا من خلالها وقف التدفق المميت للأسلحة والمقاتلين من الخارج والتوصل إلى اتفاق في هذا الشأن، وقد دعونا الأطراف الفاعلة ذات الصلة إلى طاولة الحوار".

وسيتوجه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى برلين للمشاركة في المؤتمر، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية، التي اعتبرت أن الأولوية لتعزيز وقف إطلاق النار الهش والضغط على القوى الخارجية للانسحاب من الصراع الليبي.

فرص للنجاح

ويلاحظ الصحافي الليبي عبد المعز بوخطوة في تحليل للمشهد قبل انطلاق مفاوضات مؤتمر برلين أن نقاط الخلاف بين الطرفين كثيرة، والمشكلة أنها في شأن قضايا جوهرية لصوغ الحل. ويقول "لا أعتقد أن ظروف التوصل إلى اتفاق في برلين أهون مما كان في موسكو، فالمتفق عليه ثانوي والمختلف بشأنه جوهري، ووجهات النظر حوله متباعدة إلى أبعد الحدود، ولا أعتقد أن نقاطاً مثل الانسحاب من طرابلس بالنسبة إلى قوات الجيش وحل الميليشيات بالنسبة إلى حكومة الوفاق ومسألة من يقود الجيش هي مسائل ستحل بسهولة، وهذا ما لمسناه في محادثات موسكو".

ورجح بوخطوة أن "ينجح مؤتمر برلين في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الدولية بشأن المسألة الليبية وتشكيل موقف موحد منها بعد خلاف طال حولها وساهم في تعميق الأزمة، وتبقى المسألة التي يترقبها الجميع، وقد تكون فاصلة، هي هل سيتفق المجتمع الدولي في برلين على معاقبة من ينتهك وقف إطلاق النار، مستنداً إلى القرار 1973 لعام 2011 الذي ما زال سارياً ويمنح صلاحيات لمجلس الأمن لاتخاذ إجراءات كهذه".

غوتيريش ينضم إلى القائمة

في سياق متصل أعلنت الأمم المتحدة مشاركة أمينها العام أنطونيو غوتيريش، في مؤتمر برلين الدولي الذي يبحث الأزمة في ليبيا ودعم جهود المصالحة بين الأطراف الليبية.

وأعلن المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك أن "الأمين العام سيتوجه إلى برلين للمشاركة في المؤتمر، وسيرافقه كل من ممثله سلامة ووكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، وسيعود إلى نيويورك مساء الاثنين".

وأفاد دوجاريك خلال المؤتمر الصحافي في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك، الأربعاء، بأن "الأمين العام أرجأ أعمالاً وزيارات أخرى كانت على جدول أعماله للتوجه إلى برلين، في إشارة منه إلى أهمية المؤتمر".

ظلال موسكو في برلين

ويرجح محللون في ليبيا أن تلقي الخلافات التي تسببت بفشل التوصل إلى اتفاق في موسكو بظلال قاتمة على سير المحادثات في مؤتمر برلين، خصوصاً مع توسع الهوة بين قيادة الجيش والبرلمان وتركيا بعد لقاء موسكو وارتفاع حدة التصريحات بين الطرفين، لا سيما من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي هدد صراحة حفتر إذا اختار الحل العسكري لإنهاء الأزمة الليبية.

وقالت مصادر ليبية إن معلومات استخبارية تؤكد عزم أردوغان على توجيه ضربة إلى مقر قيادة الجيش قرب بنغازي ومقار عسكرية في شرق ليبيا، انطلاقاً من قواعد جوية في الجزء الذي تحتله تركيا في قبرص، تنفيذاً لتهديده بـ"تلقين المشير حفتر درساً قاسياً" إذا انتهك وقف إطلاق النار وحاول مجدداً دخول طرابلس معقل حليفتها حكومة الوفاق".

وفي حديث مع "اندبندنت عربية" اعتبر عضو لجنة الدفاع في مجلس النواب الليبي بشير الأحمر أن "تصريحات أردوغان بشأن ليبيا تندرج في إطار أحلامه بإحياء التراث العثماني في ليبيا، وتدل على تحويل الرجل خلافه مع حفتر من عداء سياسي إلى عداء شخصي"، واصفاً رغبة الرئيس التركي بالتدخل العسكري في ليبيا بأنها "زج لبلاده في مستنقع ليبيا الذي سيكتشف بعد فوات الأوان صعوبته وانعكاساته السلبية على نظامه". وقال إن "تدخل تركيا في ليبيا هو عقد الأزمة برمتها، وسيعقد فرص التوصل إلى اتفاق في برلين أو غيرها، لأن الجيش والبرلمان لن يقبلا بفرض شروط ومقترحات من الجانب التركي، بل سيرفضان جلوسه طرفاً محاوراً إلى طاولة المفاوضات".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي