Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أين البريطانيون الذين ذهبوا للانضمام إلى داعش؟

لم يعرف بَعد مصير أكثر من 200 بريطاني

محمد إمزاوي المعروف بـ"الجهادي جون" (أ.ف.ب)

غادر حوالي 900 مواطن بريطاني بلادهم للانضمام إلى داعش خلال السنوات السبع الماضية.

وأسهمت فوضى الحرب الأهلية السورية في تحوّل الجماعة الإرهابية من جماعة تمرّد سريّة إلى تنظيم يتمدّد. وأدى تمدّده إلى إعلانه في نهاية المطاف "دولة إسلامية" في العراق وسوريا.

وعود التنظيم المتطرّف بتوفير سبل العيش في كنف تفسيره المتشدّد للإسلام، كانت نقطة جذب للمقاتلين البريطانيين والمتعاطفين معه.  وبعضهم ذهب للقتال لصالح التنظيم، وآخرون للعيش كمواطنين في "الدولة" التي أعلنت نفسها أحادياً.

أثار هذا النزوح أزمة أمنية بالنسبة إلى أجهزة الاستخبارات البريطانية التي كانت تخشى من عودة هؤلاء البريطانيين ذات يوم لتنفيذ هجمات في بلادهم.

وتوارى العديد منهم عن الانظار سنوات، وهم يعيشون في الأراضي التي استولت عليها الجماعة المتطرّفة، لكن مع انهيار "دولة الخلافة" بدأوا في الظهور من جديد.

شميمة بيغوم، واحدة من ثلاث فتيات مراهقات تركن حياتهنّ في بيثنال غرين في لندن في العام 2015، ظهرت في مخيم للنازحين في شمال سوريا هذا الأسبوع، وأعربت عن رغبتها في العودة إلى المملكة المتحدة.

لم يعرف بَعد مصير أكثر من 200 بريطاني التحقوا بداعش، ويُعتقد بأن هناك حوالي 20 امرأة وطفلاً بريطانياً في مخيمات النازحين في شمال سوريا، وربما أكثر من 12 امرأة لا يزلن عالقات في معقل داعش الأخير.

كاديزا سلطانة وأميرة عباس وشميمة بيغوم

هربت الصديقات الثلاث، اللاتي كانت تتراوح أعمارهن بين 15 و16 سنة في ذلك الحين، إلى سوريا عبر تركيا بعد اختفائهن خلال عطلة عيد الفصح في العام 2015.

ويعتقد بأن طالبات "أكاديمية بيثنال غرين"، تطرّفن على الإنترنت من خلال تشجيعهنّ على الانضمام إلى داعش. وكانت الشرطة البريطانية استجوبتهنّ في ديسمبر (كانون الأول) 2014 بعد أن سافرت إحدى تلميذات المدرسة ذاتها إلى سوريا، لكن الشرطة لم تجد وقتها أنهنّ عرضة للخطر.

وقالت عائلة كاديزا إن ابنتها أصيبت بخيبة أمل بعد وصولها إلى الرقة وموت زوجها، وهو مقاتل أميركي من أصل صومالي. وبلغ والديها أنها قتلت في غارة جوية روسية على المدينة في مايو (أيار).

أما بيغوم فلم يُسمع عنها الكثير إلى حين ظهورها في مخيم الهول في شمال سوريا هذا الأسبوع. وفي مقابلة مع صحيفة التايمز، أعلنت بيغوم، التي تبلغ الآن الـ 19 من العمر، أنها تريد العودة إلى ديارها.  "لست نادمة على المجيء إلى هنا، أريد فقط أن أعود إلى البيت لأضع طفلي. سأفعل كل ما يقتضيه الأمر لأتمكن وحسب من العودة إلى البيت والعيش بهدوء مع طفلي".

وقالت إنها سمعت بأن أميرة عباس، إحدى الشابتين اللتين فرّت معهما إلى سوريا، ربما لا تزال على قيد الحياة.

محمد إموازي المعروف بـ "الجهادي جون"

محمد إموازي كان مبرمج كمبيوتر انتقل من الكويت إلى لندن وهو في السادسة من العمر ودرس بعد ذلك في جامعة وستمنستر. كانت وكالات الاستخبارات ترصد إموازي، لكنه تمكن من التسلل والسفر إلى سوريا في العام 2013.

هناك انضم الى فرقة الإعدام المكونة من أربعة بريطانيين داعشيين عُرفوا بـ "البيتلز" بسبب لهجاتهم البريطانية. وذاع صيت إموازي في العالم بعد ظهوره في مقاطع فيديو لإعدام الرهائن الغربيين، بما في ذلك الصحافي الأميركي جيمس فولي، وعامل الإغاثة البريطاني ديفيد هينز وسائق سيارة الأجرة آلان هينينغ. وقُتل إموازي في غارة لطائرة من دون طيار، درون، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015.

الشافعي الشيخ وألكسندا آمون كوتي - ملقبان بـ "البيتلز"

كان كلّ من ألكسندا آمون كوتي والشافعي الشيخ وإيموازي أعضاء في فرقة إعدام سُميت "البيتلز"، وهي فرقة سيئة الصيت، ويُعتقد بأن المجموعة مسؤولة عن قطع رؤوس أكثر من 27 رهينة وتعذيب آخرين كثيرين.

عمل الشيخ، وهو ابن لاجئين سودانيين، في تصليح السيارات قبل أن يغادر إلى سوريا في العام 2012. أما كوتي فولد في المملكة المتحدة لأب غاني وأم قبرصية يونانية.

اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) كوتي والشيخ في يناير (كانون الثاني) 2018 أثناء محاولتهما الفرار من أراضي داعش، ولا يزالان رهن الاعتقال لديها. وتشير تقارير إلى أن بريطانيا سحبت منهما الجنسية، وتُعد لترحيلهما إلى الولايات المتحدة لمقاضاتهما هناك.

وفي مقابلات سابقة أنكر الإثنان أن يكونا لعبا دوراً في عمليات الإعدام.

أقصى محمود

سافرت الفتاة البالغة من العمر 21 سنة إلى سوريا من منزل عائلتها في غلاسغو الأسكتلندية في نوفمبر في العام 2013، وصارت ناشطة في ترويج بروباغندا داعش على الإنترنت.

وذاع صيت مدونة هذه الطالبة الجامعية السابقة وحساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت تُعرف بـأم ليث، وحُذفت في وقت لاحق هذه المدونة والحسابات حيث أشادت بالهجمات الإرهابية في تونس وفرنسا.

وكانت أقصى تدعو اليافعات البريطانيات في شكل متكرر إلى الالتحاق بداعش في سوريا، ويشتبه بأنها ساعدت فتيات بيثنال غرين الثلاث للوصول إلى سوريا.

تزوجت من مقاتل داعشي، ويقال إنها ترقّت في صفوف داعش لتصبح شخصية قيادية في لواء الخنساء، وهي القوة النسائية المرعبة التي كانت تفرض تفسير التنظيم للشريعة على النساء والأطفال.

وشملت عقوبات "الخنساء" الاعتقال والضرب ضد اللواتي يخرجن من دون مرافقة محرم، والجلد جزاء ارتداء عباءات ضيقة أو "خدش الحياء". وفي العام 2017، كانت "محمود" من بين 150 شخصاً يشتبه بأنهم مقاتلون "جهاديون" سُحبت منهم الجنسية البريطانية للحؤول دون عودتهم إلى المملكة المتحدة. وإلى اليوم أثرها مفقود.

سيدهارثا دار الملقب بـ "الجهادي سيد"

عمل سيدهارثا دار في السابق مندوباً لبيع ألعاب للأطفال على شاكلة قصور مطاطية في منطقة وولثامستو شرق لندن، وأفرج عنه بكفالة في انتظار محاكمته بتهم جرائم إرهاب في المملكة المتحدة عندما هرب إلى سوريا للانضمام إلى داعش.

اعتُقل المسلم البريطاني الهندي، إلى جانب الداعية المتطرّف أنجم تشودري في العام 2014 للاشتباه بانتمائه إلى منظمة "المهاجرون" الإرهابية المنحلة، حتى أنه أجرى مقابلة لفيلم وثائقي مع القناة الرابعة بعنوان "الجهاديون المقيمون في الجوار" ومع ذلك، تمكن من الهروب وانتهاك شروط الكفالة، والسفر إلى سوريا حيث ظهر في فيديو رهيب في العام 2016 يسجل عملية إعدام عدد من سجناء داعش اتهمهم التنظيم بالتجسس لصالح بريطانيا. وأدرجت وزارة الخارجية الأميركية اسمه على قائمة الإرهابيين العالميين في العام 2018، وقالت إنه حلّ محل الجهادي جون كقائد الإعدامات. ومكانه اليوم غير معروف.

غريس التي صارت خديجة داري

كانت السيدة البالغة من العمر 24 سنة، واحدة من أوائل النساء البريطانيات اللواتي ذهبن إلى سوريا، وهي غادرت في العام 2012 مع ابنها الرضيع عيسى للانضمام إلى العمل "الجهادي".

وكانت داري، وهي كانت مسيحية نشأت في جنوب لندن قبل أن تعتنق الإسلام في سن المراهقة، تتردّد على المسجد ذاته الذي كان يرتاده قتلة الجندي البريطاني لي ريغبي. وهربت من لندن إلى سوريا في العام 2012 وعادت للظهور في العام التالي في فيلم وثائقي أعدته القناة الرابعة حول انضمام النساء البريطانيات إلى "الجهاد".

قدمت نفسها في الوثائقي باسم "مريم"، وظهرت في الصور إلى جانب زوجها السويدي الجنسية، وهو جهادي يعرف باسم أبوبكر، قُتل في وقت لاحق. وقيل إن الزوجين كانا ينتظران مولودهما الأول، وتعهّدت داري بالبقاء في سوريا لتربية أطفالها.

وصارت خديجة ناشطة على تويتر باسمها المستعار "المهاجرة في الشام"، وهي احتفت بإعدام جيمس فولي وتعهّدت بأن تكون المرأة الأولى في المملكة المتحدة التي تقتل بريطانياً أو أميركياً.

كما نشرت عبارات تمجيد لعمليات الإعدام العلنية الرهيبة التي كان يرتكبها داعش، ودعت المسلمين البريطانيين إلى السفر إلى سوريا، كما قامت بنشر صور طفلها "عيسى" مع أسلحة نارية. ومكانها اليوم غير معروف.

سالي جونز

اشتهرت هذه السيدة البالغة من العمر 47 سنة، والمعروفة باسم "أم حسين البريطاني" بتهديداتها الإرهابية المتكررة ضد بريطانيا وأميركا وأوروبا، ودعت أنصارها إلى شن هجمات. وكانت متزوجة بـ جنيد حسين، قرصان إلكتروني داعشي قُتل في هجوم شنته طائرة درون في العام الماضي. وقالت في تغريدة على تويتر "فخورة بمقتل زوجي على يد أكبر أعداء الله، رضي الله عليه".

جونز، التي اعتنقت الإسلام وتتحدر من مقاطعة كنت جنوب شرق إنجلترا، كانت هي الأخرى نشيطة في الدعاية لداعش ونشرت "قوائم أهداف القتل" وأعلنت عن رغبتها في قطع رؤوس المسيحيين على الإنترنت.

قبل هروبها إلى سوريا مع ابنها البالغ من العمر 10 سنوات في العام 2013، كانت تبيع العطور، وقبلها كانت تأخذ المعونات الاجتماعية وتعزف على الغيتار مع فرقة لموسيقى البانك. ويعتقد بأنها قتلت في غارة جوية أميركية مع ابنها في العام 2017.

الأخوات داود

خديجة (30 سنة)، زُهرة (33 سنة)، وصغرى (34 سنة)؛ هنّ 3 نساء أخريات غادرن مدينة برادفورد شمال إنكلترا بصحبة أطفالهنّ التسعة للانضمام إلى داعش.

إثر ذهابهن إلى الحج في المدينة المنورة في السعودية، سافرن في رحلة جوية إلى إسطنبول، وعبرن براً إلى سوريا عوض مواصلة رحلتهن إلى بريطانيا.

وقيل إن الأخوات الثلاث انضممن إلى أخيهنّ أحمد داود، الذي كان يقاتل في صفوف التنظيم منذ أكثر من عام من مغادرتهنّ، وفرض عليهنّ حظر سفر خارج المملكة المُتحدة قبل أشهر من مغادرتهنّ، وذلك عقب إيقافهنّ واستجوابهنّ خلال محاولة السفر من مانشستر إلى جدّة في مارس (آذار) 2015. وكانت تتراوح أعمار فتياتهنّ الخمس وأولادهنّ الأربعة بين 3 و15 سنة حين غادرت الشقيقات وأولادهنّ البلاد، وانقطعت أخبار العائلة منذ العام 2015.

جاك ليتس المعروف بـ "الجهادي جاك"

أصبح جاك ليتس أول بريطاني أبيض ينضم إلى داعش عندما سافر إلى سوريا في العام 2014 وكان في الثامنة عشرة من العمر، اعتنق الإسلام أثناء دراسته في مدرسة شيرويل في أكسفورد، ووصفه والداه بأنه "ساذج ومتدين للغاية".

 في مقابلات أجراها من سوريا نفى ليتس أكثر من مرة انتسابه إلى داعش، ولكن القوات الكردية اعتقلته أثناء محاولته الفرار من معركة الرقة في العام 2017. وأشارت تقارير لاحقة إلى أنه تزوج من امرأة عراقية ولديه طفل.

ولا يزال "ليتس" رهن الاعتقال لدى قوات قوات سوريا الديمقراطية، وتشير تقارير إلى احتمال ترحيله إلى كندا، فهو كذلك يحمل جنسيتها.

© The Independent

المزيد من تحقيقات ومطولات