Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيارة بوتين الخاطفة إلى سوريا لضبط الإيقاع وتبريد الأجواء الساخنة

جرى بحث الأوضاع في إدلب والجزيرة السورية والتدخل الأميركي لوضع اليد على حقول النفط في شمال شرقي البلاد

من زيارة بوتين للجامع الأموي الكبير في دمشق (صفحة الرئاسة السورية)

ليس غريباً أن يُدرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارةً مفاجئة ومن دون إعلان رسمي مسبق كعادته إلى سوريا، ضمن برنامج جولاته مع بداية هذا العام، في ظل تراكم ملفات ساخنة محلية وإقليمية.
وإن بدت هذه الزيارة الثانية من نوعها منذ عام 2017 في ظاهرها بهدف تهنئة قواته والنظام في دمشق بعيد الميلاد لدى الأرثوذوكس والعام الجديد، إلاّ أنّ التطورات المتسارعة إثر مصرع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في العراق، سببت ارتدادات على المنطقة كلها.

 
تبريد الأجواء
 
في المقابل، وإن حملت الزيارة الخاطفة لزعيم الكرملين إلى سوريا دعماً لبشار الأسد وظهوره معه في مركز القيادة الروسية في البلاد، إضافةً إلى زيارات موازية إلى الكنيسة المريمية والجامع الأموي الكبير في دمشق، إلاّ أنّ الملف الإيراني الساخن اليوم وتوقعات رد الفعل وما سيؤول إليه الصراع في المنطقة، أخذت المساحة الأوسع من وقت الرئيسين.
وعكست وقائع الجلسات ارتياحاً إلى ما سُمّي بـ"النصر الروسي"، إذ أعادت موسكو ثلث البلاد من قبضة المعارضة المسلحة إلى سيطرة النظام بعد اندلاع الأحداث قبل 10 سنوات خلت.
ورجّح مراقبون أن الأوضاع في إدلب والجزيرة السورية والتدخل الأميركي لوضع اليد على حقول النفط في شمال شرقي البلاد كان حاضراً إلى جانب الملف الأبرز، وهو أصداء قرع طبول حرب مرتقبة بين واشنطن وطهران.

 


"أوستينوف" في الطريق
 
وحيال هذه التطورات وتزامناً مع زيارة بوتين إلى دمشق، تحركت حاملة الصواريخ الروسية "أوستينوف" نحو البحر المتوسط عابرةً مضيق البوسفور، وهو أمر يعزوه المراقبون إلى توقعات موسكو التي باتت أقرب إلى اليقين بحرب ستشهدها المنطقة. كل ذلك يبرّر قدوم الرئيس الروسي بهذا الشكل المفاجئ واستماعه إلى عرض عسكري، حضره وزيرا الدفاع الروسي والسوري وقادة عسكريون، بينما سيحط الرئيس الروسي بطائرته في أنقرة بجولة سريعة لحل ملفات شائكة، منها الحرب في إدلب وتداعيات الحرب المرجح اندلاعها في المنطقة إثر مقتل سليماني.
 


سيناريوهات محتملة

 

في سياق متصل، تعدّدت الاستنتاجات المتلاحقة حول وصول عرّاب السياسة الباردة في روسيا الاتحادية لإضفاء نوع من تبريد للأجواء الساخنة التي اشتعلت إبان يوم الجمعة 3 يناير (كانون الثاني) الحالي، عقب قتل سليماني قرب مطار بغداد، آتياً من دمشق وفي رواية أخرى من بيروت. 
وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عقب وصول الرئيس الروسي مطار دمشق الدولي، أن "بوتين التقى نظيره السوري في مركز القيادة في العاصمة واستمعا إلى تقارير عسكرية في مناطق مختلفة من البلاد".
ورجّحت مصادر مأذونة أن وقائع الجلسات بين القيادتين السورية والروسية تمحورت حول دراسة السيناريوهات المحتملة في حال اندلاع حرب وشيكة، أسهبت التوقعات السياسية والاستراتيجية في احتمال أن يدفع اندلاعها إلى حرب عالمية ثالثة، ما لم يمارس أطراف الصراع ضبط النفس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الرد المضاد

 

واستبقت الولايات المتحدة أي رد فعل إيراني، متوعدةً طهران بعدم التهاون بالرد المباشر والسريع على أي تهور للانتقام لمقتل سليماني. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الضربة التي وُجّهت لقائد فيلق القدس جرت "مراجعتها قانونياً قبل التنفيذ. مهمتنا حماية أرواح الأميركيين وحفظ الاستقرار في الشرق الأوسط. العقوبات الأميركية جعلت النظام الإيراني يعاني".
وتنظر أطراف محايدة إلى الزيارة الروسية باعتبارها تحركاً ليس فقط لتهدئة الأوضاع، بل لضبط إيقاع المنطقة بعد المد الإيراني، وما أثاره مقتل سليماني من تحضيرات قد تصل إلى فتح جبهات سوريا الجنوبية واستهداف إسرائيل، أو ضرب أهداف أميركية في شمال شرقي سوريا على يد ميليشيات إيرانية.
يحدث ذلك وسط زيادة التقارب الروسي - الإسرائيلي الذي ظهر علناً عقب إسقاط تل أبيب طائرة روسية، في حين نقلت موسكو رفات جندي إسرائيلي قُتل في ثمانينيات القرن الماضي. ولم يتوقف تنسيق العمليات بين البلدين وأضحى أكثر انسجاماً وبدت تفاصيله في تنسيق العمليات والأهداف التي تضربها طائرات إسرائيلية باتجاه مواقع إيرانية أو أخرى تابعة لميليشيات لبنانية موالية لطهران، ما دفع تلك الأخيرة إلى الانكفاء من جنوب البلاد في ريف دمشق إلى الحدود الشرقية المتاخمة للعراق، لتبني فيها أكبر القواعد الإيرانية في سوريا.

المزيد من العالم العربي