Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش البريطاني يجنّد "مهووسين بالرياضة والإعلام الرقمي"

وزارة الدفاع تخطط لجذب أولئك "النرجسيين" و"مدمني الهواتف الجوالة" إلى صفوف قواتها المسلحة

جنود بريطانيون يشاركون في قوات حلف الأطلسي المنتشرة في إستونيا (رويترز) 

"يا شباب بريطانيا: اتركوا هواتفكم الجوالة الذكية، وكفوا عن استخدام الانستغرام لرؤية عضلات بطونكم منعكسة على المرآة، وانتبهوا... بلدكم بحاجة إليكم!".

يمكن القول إن هذا الشعار هو الأساس الذي تقوم عليه حملة الجيش الجديدة لاستقطاب مجندين جدد له وذلك من خلال إقناع الشباب البريطاني بأن هناك إنجازا أكبر في اكتشاف الذات وفي رفقة الحياة العسكرية مع الآخرين، مما تقدمه وسائط أخرى مثل وسائل التواصل الاجتماعي والنرجسية المتجسدة في الإدمان على النوادي الرياضية.

ستركز الإعلانات والمنشورات على فكرة "الانتماء" التي تقول وزارة الدفاع إنها كانت شديدة النجاح في زيادة عدد المنضمين إلى صفوف الجيش. وشملت هذه المقاربة جذب أصحاب الذوات المضخمة (الذين يرون أنفسهم مركز العالم)، لكن هذا الأسلوب كان موضع انتقاد في بعض الأوساط التقليدية، لأنها تعطي صورة سلبية عن الجيش.

وتتضمن الإعلانات تأكيدا بأنها تستهدف "الشباب المولودين ما بين أوائل الثمانينات من القرن الماضي وأوائل هذا القرن"، و"مهرجو الصفوف المدرسية"، و"المدمنين على القمار" و"المهووسين بهواتفهم الجوالة" و"المسكونين بصور السيلفي" إضافة إلى "أصحاب الذوات المضخمة"، مشددة على أنه بالرغم من كل التسميات التي تصف هذه الشريحة من الأفراد  فالمطلوب أيضا أن يتمتع هؤلاء بإيمان قوي بالنفس، وروحا، وحافزا، وتعاطفا وثقة تمكّنهم من التكيف مع أصعب الظروف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحسبما أفادت وزارة الدفاع البريطانية فإن الحملة نجحت في جذب 90 ألف شخص قدموا للانضمام إلى الجيش، وهذا يعني تغطية 90 في المائة من عدد الأفراد الذين تستهدف الوزارة جلبهم إليها سنويا. ويشكل هذا الرقم زيادة في نسبة المتقدمين للخدمة العسكرية بمقدار 46 في المائة، عن السنة السابقة، وهي  كذلك أعلى نسبة تجنيد خلال عشر سنوات، ونتيجة لذلك ابتدأ التدريب الأولي مع المتقدمين المقبولين في سبتمبر (أيلول) 2019. وفي الوقت نفسه، ازداد التجنيد لقوات الاحتياط بنسبة 30 في المائة.

من بين الصور المكرسة للإعلان الجديد كانت هناك واحدة تتكون من كولاج لجسم رجل بعضلات قوية، مع تعليق تحته: "يمكن بناء الثقة لموسم الصيف فقط أو يمكن أن تستمر طوال العمر"، وفي صورة أخرى، كتب ما يلي: "من الممكن أن تستمر الثقة بالقدر الذي تريد، أو أن تبقى طوال العمر".

وتجدر الإشارة إلى أن أسباب اتباع هذا الطريق لجذب المتطوعين تكمن في دراسة أجريت عام 2018 من قبل "برِينس تراست وشركة الخدمات المالية ديلوات" The Prince’s Trust and Deloitte، حيث وجدت الدراسة أن 54 في المائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و25 مقتنعون بأن فقدان الثقة بأنفسهم يعيقهم، بينما هناك ما يقرب من النصف (46 في المائة) يرون أن حياتهم مقارنة بحياة الآخرين، على مواقع التواصل الاجتماعي، تجعلهم يشعرون بأنها غير مناسبة لهم، وفي المقابل، ليس هناك سوى واحد في كل أربعة (24 في المائة) يقول إن عمله يمنحه دعما مناسبا لتطوير ثقته بنفسه.

كذلك كان النقص الذي تعاني منه القوات المسلحة البريطانية في عدد كوادرها خلال السنوات الأخيرة، حافزا لحملة التجنيد هذه، إذ تظهر الأرقام هبوطا في عدد المجندين المتقدمين للخدمة العسكرية. وكانت "اللجنة الخاصة بشؤون الدفاع في مجلس العموم"  قد أكدت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن للجيش 77 ألف عنصر مدرَّب بشكل كامل فقد في حين أن العدد المنشود أن يكون لدى القوات المسلحة 82 ألف عنصر مدربين.

وفي هذا السياق قال بَن والاس وزير الدفاع البريطاني: "أعرف من تجربتي الشخصية أن من الممكن أن تقدم القوات المسلحة الثقة والإيمان بالنفس والرفقة. وعكست حملة التجنيد الأخيرة هذه الفرص الفريدة وأنا آمل أنها ستبني على نجاح حملة السنة الماضية، التي أدت إلى رقم قياسي في عدد المتقدمين مقارنة بالسنوات الأخيرة".

وفي هذا الصدد قال العقيد  نِيك ماكينزي "رئيس قسم التجنيد في الجيش البريطاني : "أنا مسرور أن يقرر عدد كبير من الأشخاص الانضمام إلى الجيش هذه السنة، وهذا نتيجة لحملتنا الإعلانية الناجحة والعمل الشاق والتفاني لكل أولئك المساهمين في عملية التجنيد.

وأضاف العقيد ماكينزي قائلا: "في حملة 2020 ، نريد أن نؤكد أن المهنة في الجيش لا تقدم فرصا مثيرة، وتحديات ومغامرات فقط، بل تقدم لكم أيضا ثقة دائمة (بالنفس) لا يمكن الحصول عليها في المهن الأخرى. والحملة الدعائية هذه تحكي قصة بناء شخصية (عسكرية) تتأسس على الرفقة والسعي للنجاح، وعلى ثقة قوية بالنفس مبنية على أساس التغلب على التحديات".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات