Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أميركا تصطاد رؤوس "الثوري" و"الحشد"... وإيران في حالة صدمة

ترمب: أمرت بقتل سليماني لمنع حرب لا لإشعالها... إيران: سننتقم في المكان والزمان المناسبين... الجيش الإسرائيلي في حال تأهب ... بومبيو: سليماني كان يخطط لعمل كبير... فصائل عراقية: فلنستعد للقتال... البنتاغون وافق على إرسال 3000 جندي

بعد ساعات من مقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، الذي اغتيل في ضربة أميركية في بغداد، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن المسؤول العسكري الإيراني "كان يجب أن يُقتل قبل سنوات عدة".
وقال ترمب في كلمة ألقاها أمام وسائل الإعلام إنه أمر بقتل سليماني لمنع حرب لا لإشعالها، مشيراً إلى أن الأخير كان يخطط لهجمات وشيكة ضد أميركيين.
وأبلغ الرئيس الأميركي الصحافيين في منتجعه مار-الاغو بولاية فلوريدا "سليماني كان يخطط لهجمات وشيكة وشريرة ضد دبلوماسيين وجنود أميركيين لكننا ضبطناه وقمنا بتصفيته". وأضاف "تحركنا الليلة الماضية لمنع حرب. لم نتحرك لإشعال حرب" مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى تغيير النظام في إيران.
وأكد أن الهجمات الأخيرة على أهداف أميركية في العراق والهجوم على السفارة الأميركية في بغداد تمّت بتوجيهات من سليماني. وأضاف "استخدام إيران لمقاتلين بالوكالة لزعزعة استقرار دول الجوار يجب أن يتوقف الآن".
وكان ترمب غرّد في وقت سابق قائلاً إن "الجنرال قاسم سليماني قتل أو أصاب آلاف الأميركيين بجروح بالغة على فترة طويلة، وكان يخطط لقتل عدد أكبر بكثير... لكنه سقط!"، وكان ترمب اكتفى بعد الضربة بتغريد صورة العلم الأميركي، وتعليق كتب فيه أن "إيران لم تفز يوما بحرب، لكنّها لم تخسر مفاوضات".

أما إيران فقد توعدت بالرد "في الزمان والمكان المناسبين"، وقال بيان للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إن "الهجوم الاجرامي على الفريق سليماني، كان أكبر خطأ استراتيجي للولايات المتحدة في منطقة غرب آسيا، وأن الادارة الأميركية لن تفلت بسهولة من تداعيات حساباتها الخاطئة".
وأضاف البيان الصادر عن المجلس عقب اجتماع طارئ عقده إثر مقتل سليماني أن "على المجرمين أن يترقبوا انتقاما قاسيا في الوقت والمكان المناسبين".

إلى ذلك فقد نقل عن مسؤولين أميركيين، أن البنتاغون وافق على إرسال نحو 3000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط كإجراء احترازي في ضوء تصاعد التهديد.

وقد سارعت إيران إلى تعيين إسماعيل قاآني قائداً جديداً لفيلق القدس خلفاً للجنرال قاسم سليماني الذي اغتيل فجر الجمعة الثالث من يناير (كانون الثاني) بغارة أميركية. وكان قاآني نائباً لسليماني، وفي أول تصريح له أعلن إن "أربعة من كبار الضباط كانوا يرافقون سليماني".  وعلى الأثر، أعلنت وزارة النفط العراقية أن الأميركيين العاملين في شركات النفط بدأوا بمغادرة العراق.

وفي التفاصيل، وفي عملية عسكرية نوعية، ويُنتظر أن تحمل دلالات عدة، أكدت هيئة الحشد الشعبي، وهو تحالف الفصائل المسلّحة الموالية بغالبيتها لإيران والذي بات رسمياً جزءاً من القوات الحكومية العراقية، أنّ نائب رئيسها أبو مهدي المهندس والجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قُتلا في "غارة أميركية" استهدفت سيارتهما في بغداد. كذلك قتل في الغارة محمد رضا الجابري مسؤول تشريفات هيئة الحشد الشعبي. وأيضاً قتل صهر عماد مغنية المسؤول في "حزب الله" والذي اغتيل في دمشق، سامر عبد الله. وتحدثت وسائل إعلام إيرانية لاحقاً عن أن  حصيلة القتلى في الهجوم الأميركي الذي أسفر عن مقتل سليماني بلغ 12 شخصاً.

ونفى "حزب الله" "الإشاعات عن سقوط قياديين له في الغارة الأميركية على العراق".

وأكّد البنتاغون في وقت لاحق أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أصدر الأمر بـ"قتل" الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الذي اغتيل في ضربة صاروخية قرب مطار بغداد الدولي فجر الجمعة.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان إنّه "بناء على أمر الرئيس اتّخذ الجيش الأميركي إجراءات دفاعية حاسمة لحماية الطواقم الأميركية في الخارج من خلال قتل قاسم سليماني".

أما وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو فقد قال في تغريدة له على تويتر أن الولايات المتحدة "ملتزمة بخفض التصعيد" بعد مقتل سليماني.

وقال بومبيو في وقت لاحق إن سليماني كان يخطط "لعمل كبير" يهدد "أرواح مئات الأميركيين".

التعليق الإيراني

 

حداد ثلاثة أيام

المرشد الأعلى علي خامنئي الذي أعلن الحداد ثلاثة أيام على اغتيال سليماني، حذّر الولايات المتحدة من انتقام شديد لـ"جريمتها" باغتياله. وشارك خامنئي للمرة الأولى في اجتماع مجلس الأمن القومي لبحث الرد على اغتيال سليماني.

وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن طهران استدعت السفير السويسري للمرة الثانية اليوم الجمعة لتسليمه ردها على رسالة أمريكية وذلك بعد ساعات من نقل رسالة من الولايات المتحدة إلى إيران عبر دبلوماسي سويسري فيما يتعلق بمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

السيستاني: لضبط النفس

وفي موقف عراقي لافت، دعا المرجع الديني العراقي علي السيستاني كل الأطراف إلى ضبط النفس والتصرف بحكمة، معتبرا في الوقت عينه أن الغارة الأميركية خرق سافر للسيادة العراقية والمواثيق الدولية.

وأضاف أن هذه الوقائع وغيرها تنذر بأن البلد مقبل على أوضاع صعبة جداً.

الصدر... لعودة نشاط جيش المهدي

رئيس ​التيار الصدري​ ​​مقتدى الصدر​ دعا إلى "الاستعداد لحماية ​العراق​ وعودة نشاط جيش المهدي"، معتبراً أن "استهداف قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني سليماني​، هو استهداف للجهاد والمعارضة والروح الثورية"، وشدد على أنه "يجب على الجميع التحلي بالحكمة والحنكة بعد مقتل سليماني"، مؤكدا "أنهم لن ينالوا من عزمنا وجهادنا".

الجيش العراقي: خروج واضح عن مهام القوات الأميركية

وندد الجيش العراقي بالضربة الجوية التي نفذتها القوات الأميركية على مطار بغداد وأسفرت عن مقتل القيادي أبو مهدي المهندس.
وقال الجيش في بيان "إن ما حصل هو انتهاك صارخ لسيادة العراق وخروج واضح عن مهام القوات الأميركية المحددة لمكافحة داعش وتقديم الدعم والإسناد للقوات العراقية".

انتقام عنيف

وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف سارع إلى اعتبار العملية الأميركية تصعيداً خطيراً وطائشاً، وذلك على حسابه في تويتر. وأول تعليق إيراني جاء على لسان قائد الحرس الثوري السابق رضائي الذي هدد على تويتر أيضاً "بانتقام عنيف ضد أميركا" ردا على مقتل سليماني.

بدوره، قال التلفزيون الإيراني إنّ "الحرس الثوري يعلن أنّ (...) الحاج قاسم سليماني استشهد في هجوم أميركي استهدف مطار بغداد هذا الصباح".

وبحسب التلفزيون الإيراني فإن الضربة الصاروخية نفّذتها مروحيات أميركية.

هذه العملية النوعية ستثير مخاوف من أن تؤدّي إلى تصعيد كبير في المواجهة الدائرة بين الولايات المتحدة وإيران والتي شهدت قبل ثلاثة أيام هجوماً غير مسبوق شنّه مناصرون لإيران على السفارة الأميركية في العاصمة العراقية. التمهيد لإعلان مسؤولية واشنطن بدأ بما نقلته "رويترز" عن مسؤولين أميركيين من أن الولايات المتحدة قصفت هدفين على صلة بإيران في بغداد يوم الخميس المنصرم. وأحجم المسؤولون الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم عن ذكر أي تفاصيل أخرى. وفي إشارة إلى مسؤولية واشنطن وضع الرئيس الأميركي دونالد ترمب صورة العلم الأميركي على حسابه في منصة "تويتر".

عراقياً، رأى رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي أن "اغتيال قائد ​فيلق القدس​ ​ونائب رئيس قوات ​الحشد الشعبي​ أبو مهدي المهندس تصعيد خطير"، وشدد على أن "القيام بعمليات تصفية ضد شخصيات قيادية عراقية أو من بلد شقيق يعد خرقاً سافراً للسيادة العراقية"، ودعا عبد المهدي إلى عقد جلسة استثنائية للبرلمان.

نصر الله يعزي 

الأمين العام لـ"حزب الله"​ حسن نصرالله​ تقدم من ​السيد علي الخامنئي​ ومن مسؤولي ​إيران بالتعزية، وشدد على أننا "سنكمل طريقه وسنعمل في الليل و​النهار​ لنحقق أهدافه، وسنحمل رايته في كل الساحات و​الميادين​ والجبهات، وستتعاظم انتصارات محور ​المقاومة​ ببركة دمائه الزكية كما كبرت بحضوره الدائم وجهاده الدؤوب، كما أن القصاص العادل من قتلته المجرمين الذين هم أسوأ أشرار هذا ​العالم​ سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين والمجاهدين على امتداد العالم".

وأكد ان "القتلة الأميركيين لن يستطيعوا أن يحققوا أياً من أهدافهم بجريمتهم الكبيرة هذه، بل ستتحقق كل أهداف الحاج قاسم بفعل عظمة روحه ودمه".

 

 

 

التلفزيون العراقي يؤكد

التلفزيون العراقي أعلن في وقت لاحق مقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، في قصف صاروخي استهدف فجر الجمعة موكب سيارات في مطار بغداد الدولي.
ونقل التلفزيون عن مصادر في هيئة الحشد الشعبي، أنّ سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس قتلا في القصف الصاروخي. وقد أكّد هذه المعلومات عدد من قادة الحشد والمسؤولين الأمنيين العراقيين. ونقل عن مصادر "أن الأميركيين أطلقوا على عملية الاستهداف اسم (البرق الأزرق) والتي بدأت منذ فجر الثاني من يناير (كانون الثاني) بمراقبة أهداف ثمينة بينهم قائد قوة القدس قاسم سليماني من خلال طائرات استطلاع أميركية انتشرت بكثافة في سماء بغداد، وتم استهداف الموكب وهو في طريقه إلى مطار بغداد حيث تم اختيار المكان بعناية لتجنب وقوع إصابات جانبية".

أول تعليق أميركي

‏وفي اول تعليق سياسي من واشنطن، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الديمقراطي كريس ميرفي "كان سليماني عدواً للولايات المتحدة. هذا ليس سؤال. السؤال هنا كما تشير التقارير، هل اغتالت أميركا للتو، دون أي إذن من الكونغرس، ثاني أقوى شخص في إيران، مما أدى عن علم إلى اندلاع حرب إقليمية ضخمة محتملة؟".

وبحسب قناة فوكس الأميركية فإن القوات العسكرية الأميركية وضعت في حال تأهب قصوى بعد هذه العملية. ولم يصدر في الحال أي تعليق رسمي أميركي على هذا القصف الذي يثير مخاوف من أن يؤدّي إلى تصعيد كبير في المواجهة الدائرة بين الولايات المتحدة وإيران والتي شهدت قبل ثلاثة أيام هجوماً غير مسبوق شنّه مناصرون لإيران على السفارة الأميركية في العاصمة العراقية.

وقد سارع مشرعون جمهوريون إلى التعبير عن دعمهم القوي للهجوم الذي أمر به الرئيس الأميركي دونالد ترمب باغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، فيما حذّر آخرون من تداعيات العملية.
وقال النائب الجمهوري البارز في مجلس النواب كيفن ماكارثي في بيان "في تجسيد للتصميم والقوة، ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة".
وكتب السناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام، أحد حلفاء ترمب المقربين، على تويتر "أنظر بتقدير إلى العمل الشجاع للرئيس دونالد ترمب ضد العدوان الإيراني".
وأضاف "أقول للحكومة الإيرانية: إذا كنتم تريدون المزيد فستحصلون على المزيد"، مضيفا "إذا تواصل العدوان الإيراني وكنت أعمل في مصفاة إيرانية للنفط، فسأفكر في تغيير عملي".

إلا أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إليوت إنغل (ديموقراطي) قال في بيان إن "هذه الضربة تمت بدون إخطار الكونغرس أو التشاور معه".
وأضاف أنّ "قاسم سليماني كان العقل المدبر لعنف هائل وآلام وعدم استقرار، ويداه ملطختان بدماء أميركيين، ولن أبكيه"، متابعا "لكن كثيرين سيعتبرونه شهيدا وأشعر بقلق عميق من انعكاسات هذه الضربة".

 

بغداد بين طهران وواشنطن

وتبذل بغداد منذ سنوات قصارى جهدها للحفاظ على توازن في علاقاتها مع حليفيها الأميركي والإيراني، في ظل التوتر المتصاعد بينهما وصولاً إلى مرحلة العداء الشديد حالياً.
وتنعكس هذه الخصومة بين طهران وواشنطن على المؤسسة الأمنية العراقية، إذ قامت الولايات المتحدة بتدريب وتسليح وحدات النخبة ولاسيما وحدات مكافحة الإرهاب، فيما قامت إيران بتمويل وتسليح وتدريب معظم قوات الحشد الشعبي التي تم دمجها في قوات الأمن العراقية بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
وتعتبر الولايات المتحدة أنّ وحدات الحشد الشعبي ذات الغالبية الشيعية والتي قاتل الكثير منها القوات الأميركية بعد غزو العراق عام 2003، تخدم مصالح إيران أكثر مما تخدم مصالح العراق، وتكرس نفوذ الجمهورية الإسلامية في البلد.
وتتّهم واشنطن تحديداً كتائب حزب الله العراقي، الفصيل المنضوي في الحشد الشعبي، بالوقوف خلف هجوم صاروخي استهدف قاعدة في شمال العراق وأدّى إلى مقتل متعاقد أميركي.
وليل الأحد شنّت واشنطن غارات جوية على قواعد لكتائب حزب الله العراقي أسفرت عن مصرع 25 من مقاتلي الفصيل الموالي لإيران.
وأثارت هذه الغارات استياءً في العراق بلغ ذروته الثلاثاء بمهاجمة آلاف العراقيين المؤيدين لفصائل مسلحة موالية لإيران السفارة الأميركية في بغداد.
وانسحب المتظاهرون من محيط السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء الأربعاء لكن هجومهم غير المسبوق الذي تخلّله رشق السفارة بالحجارة وكتابة عبارات على جدرانها وإضرام النيران حولها، أثار مخاوف من أن يتحول العراق إلى ساحة لتسوية الخلافات بين إيران والولايات المتحدة.

وظهر عند الرابعة والنصف فجراً بتوقيت بغداد فيديو لمتظاهرين عراقيين يحتفلون بمقتل المسؤولين الكبيرين.

 

تأهب إسرائيلي

وفي أول ردود الفعل الإسرائيلية على الحدث، أعلن الجيش الإسرائيلي حالة التأهب القصوى وقطع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زيارة إلى اليونان. وقال في مطار أثينا إن "من حق الولايات المتحدة الدفاع عن نفسها بقتل القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني".
وقال نتنياهو في بيان أصدره مكتبه "مثلما لإسرائيل حق الدفاع عن النفس، تتمتع الولايات المتحدة بنفس الحق".
وأضاف "قاسم سليماني مسؤول عن مقتل مواطنين أميركيين وغيرهم من الأبرياء وكان يخطط لشن مزيد من هذه الهجمات".
وتابع "الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب يستحق كل الإشادة للتحرك سريعا وبقوة وحزم. إسرائيل تقف مع الولايات المتحدة في كفاحها العادل من أجل السلام والأمن والدفاع عن النفس".

موظفون أميركيون يغادرون العراق

وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة النفط العراقية مغادرة عدد من الموظفين الأميركيين العاملين في قطاع النفط للبلاد، بموجب طلب سفارة بلادهم مغادرة العراق "فوراً".

وقال المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد، إن "العديد من الموظفين حاملي الجنسية الأميركية غادروا العراق استجابة لطلب حكومتهم"، بعد ساعات من دعوة السفارة الأميركية في بغداد مواطنيها لمغادرة العراق "فوراً".
وأكد بيان رسمي للوزارة أن "الأوضاع طبيعية في الحقول النفطية في جميع أنحاء العراق ولم تتأثر عمليات الإنتاج والتصدير".
وكان العديد من العاملين الأميركيين في قطاع النفط قد غادروا العراق قبل أشهر، وفقا لمصادر نفطية.
و دعت وزارة الخارجية الأميركية المواطنين الأميركيين إلى مغادرة العراق "فورا".

مواقف عربية ودولية

وفي ردود الفعل العربية، نقل التلفزيون السعودي عن مصدر رسمي قوله إن "السعودية تدعو لضبط النفس لمنع التصعيد بعد الضربة الأمريكية في العراق".

وفي أبوظبي، غرّد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه بتويتر "في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة لا بد من تغليب الحكمة والاتزان وتغليب الحلول السياسية على المواجهة والتصعيد".
وتابع "القضايا التي تواجهها المنطقة معقدة ومتراكمة وتعاني من فقدان الثقة بين الأطراف، والتعامل العقلاني يتطلب مقاربة هادئة وخالية من الانفعال".

ومن جهته قال الرئيس السوري بشار الأسد في برقية تعزية إلى مرشد الجمهورية الإيرانية إن الشعب السوري "لن ينسى" وقوف القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، إلى جانب جيش بلاده بعد اندلاع النزاع المستمر منذ نحو تسع سنوات.

وفي إطار التداعيات الدولية للهجوم الأميركي، قالت وزارة الخارجية السويسرية إن أحد دبلوماسييها سلم رسالة من الولايات المتحدة إلى إيران بشأن مقتل قاسم سليماني.
وقالت الوزارة في رد بالبريد الإلكتروني على استفسار من رويترز "تم إبلاغ القائم بالأعمال بموقف إيران وفي المقابل سلم رسالة من الولايات المتحدة".
وتمثل سويسرا المصالح الأميركية في إيران مما يتيح وجود قناة تواصل دبلوماسية بين البلدين.
أما المتحدث باسم الخارجية الصينية غينغ شووانغ فقال "على الجميع احترام سيادة ووحدة واستقلال العراق، وعلينا حماية السلم والاستقرار في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج. نحن نحث الأطراف المعنية خصوصا الولايات المتحدة على الهدوء وضبط النفس لمنع التصعيد”.

وأوضحت أولريكا ديمر، نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية، أن اغتيال سليماني "رد أميركي على سلسلة استفزازات إيرانية، وللتذكير فقط هناك الهجمات على ناقلات النفط في مياه مضيق هرمز ومنشآت النفط السعودية، ونحن كنا قد نددنا بالهجمات على قوات التحالف في العراق، وأخيرا الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية في بغداد".

بوتين وماكرون وغوتيريش

من موسكو حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن اغتيال سليماني يهدد "بتفاقم خطير للوضع" في الشرق الأوسط.
وقال الكرملين في بيان "لقد لوحظ أن هذا الإجراء يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع في المنطقة بشكل خطير"، مضيفا أن فلاديمير بوتين وإيمانويل ماكرون أعربا عن "قلقهما" بعد وفاة الجنرال الإيراني.

ومن جانبه، قال الرئيس الفرنسي إنه يريد "تجنب تصعيد جديد خطير" ودعا إلى ضبط النفس. وأضاف إن على إيران أن تحجم عن أي استفزاز.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إيران إلى تجنب أي رد فعل على مقتل الجنرال سليماني، الأمر الذي سيؤدي إلى "أزمة انتشار نووي خطيرة"، وفقًا لبيان صادر عن وزارته.

أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فقال إن "العالم لا يمكنه تحمل حرب جديدة في الخليج".

مظاهرات في طهران

إلى ذلك خرج عشرات آلاف المتظاهرين إلى شوارع طهران وعدد من المدن الأخرى للتنديد بـ"الجرائم" الأميركية، عقب مقتل سليماني.

وخرجت حشود بعد صلاة الجمعة إلى وسط العاصمة الإيرانية ورددوا "الموت لأميركا".
وحمل المتظاهرون صور الجنرال سليماني، وجاب رجال ونساء، بينهم العديد من كبار السن، شوارع وسط طهران حاملين أيضا صور المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي. ورددوا "محور الشر هو الولايات المتحدة" و"الموت لأميركا" و"أيها قائد ثورتنا، تعازينا، تعازينا".
وقامت مجموعة من الرجال بتمزيق العلم الأميركي وأضرمت فيه النار.

وكان من بين المحتجين محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري والذي يرأس حاليا مجلس تشخيص مصلحة النظام.
كما شارك في الاحتجاجات عشرات من أعضاء الحرس الثوري وهم يرتدون الزي الأخضر وقد بدا عليهم الحزن والوجوم.

 

الموالون لإيران: فلنستعد للقتال

نحّت قيادات شيعية عراقية متنافسة الخلافات التي دارت بين فصائلها في الأشهر القليلة الماضية ودعت إلى طرد القوات الأمريكية من العراق.

ونقل التلفزيون الرسمي عن هادي العامري، الذي يقود منظمة بدر المدعومة من إيران قوله "نناشد كل القوى الوطنية توحيد صفوفها من أجل إخراج القوات الأجنبية التي أصبح وجودها عبثا في العراق".
ونعى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي يرفض التدخل الإيراني كما يرفض التدخل الأمريكي في العراق ويقود أكبر كتلة برلمانية، سليماني ودعا كل الأطراف إلى التحلي بالحكمة والحنكة.
لكنه أصدر أوامره لأتباعه بالاستعداد لحماية العراق وذلك بعد أيام من إعلانه استعداده للعمل مع القيادات السياسية المتنافسة لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق من خلال الوسائل السياسية والقانونية.
وقال في بيان "إنني كمسؤول عن المقاومة العراقية الوطنية أعطي أمرا بجهوزية المجاهدين لا سيما (جيش الإمام المهدي) و(لواء اليوم الموعود) ومن يأتمر بأمرنا من الفصائل الوطنية المنضبطة لنكون على استعداد تام لحماية العراق".
وأمر قيس الخزعلي عضو تحالف العامري الذي يقود فصيل عصائب أهل الحق الشيعية مقاتليه بالاستعداد للقتال.
وقال الخزعلي إن على جميع المقاتلين أن يكونوا على أهبة الاستعداد للمعركة القادمة مرددا أن ثمن دماء "القائد الشهيد أبو مهدي المهندس" هو النهاية الكاملة للوجود العسكري الأمريكي في العراق.

 

تعليق رحلات جوية إلى العراق

من جهتها قالت الخطوط الجوية الملكية الأردنية في بيان إنها علقت الرحلات الجوية إلى مطار بغداد الدولي حتى إشعار آخر بسبب الوضع الأمني في أعقاب ضربة جوية أميركية.

وعلقت شركة طيران الخليج رحلاتها من وإلى مدينتي بغداد والنجف في العراق وحتى إشعار آخر بسبب الوضع الأمني.
 

المزيد من العالم العربي