Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف أثر طرح "أرامكو" على سوق الأسهم السعودية؟

حدّد القيمة السوقية الحقيقية لـ"عملاق النفط"... وعكس قوة الاقتصاد المحلي

متعامل أمام شاشة العرض في البورصة السعودية (أ.ف.ب.)

لم يكن طرح عملاق النفط السعودي "أرامكو" الأكبر في التاريخ فقط، ولكن ضَمِن مستقبلا أفضل للسوق المالية السعودية "تداول"، على صعيد تحسُّن مستويات السيولة وارتفاع التدفقات الأجنبية الوافدة إلى السوق الكبرى في المنطقة، كما يمهد لإدراجات على صعيد السوق المحلية أو الأسواق الإقليمية قريباً.

وأسهم طرح أرامكو في نمو القيمة السوقية لإجمالي الأسهم المدرجة إلى 9.025 تريليون ريال (2.41 تريليون دولار) في جلسة 31 ديسمبر (كانون الأول) 2019، مقارنة بنحو 1.858 تريليون ريال (495.7 مليون دولار) بنهاية 2018، وبنمو سنوي تجاوز 385%.

اكتتاب أرامكو

ونجح اكتتاب أرامكو في تحديد القيمة السوقية الحقيقية لشركة النفط الأضخم في العالم، بعد عقودٍ من السرية التي سادت تعاملات الشركة، كونها ذات ملكية خاصة، ولم تجد حاجة إلى الإفصاح والحوكمة.

وأوفى الاكتتاب بتعهداته، بعدما جاءت أرقامه والتقييم بحجم الترقب، إذ سجلت عملية الطرح مجموع طلبات من قِبل المؤسسات المُكتتبة مبلغاً قدره 397 مليار ريال سعودي (106 مليارات دولار)، ومع إضافة الطلبات من قِبل الأفراد بلغ إجمالي قيمة الاكتتاب 446 مليار ريال (نحو 119 مليار دولار)، وهو ما يعادل نسبة تغطية تبلغ 465% من إجمالي أسهم الطرح، بافتراض عدم ممارسة خيار الشراء، إذ بلغت قيمة الطرح 96 مليار ريال (25.6 مليار دولار).

وبعد إدراج أرامكو، احتلت السوق السعودية المركز التاسع، بين أعلى 10 أسواق، من حيث القيمة السوقية على مستوى العالم.

ارتفاع للسنة الرابعة على التوالي

أما المؤشر العام للسوق "تاسي"، فقد ارتفع بنسبة 7.19% خلال العام الماضي، ليصعد 562.5 نقطة، إلى مستوى 8389.23 نقطة، مقارنة بنحو 7826.7 نقطة بنهاية 2018.

وواصلت السوق السعودية الارتفاع للسنة الرابعة على التوالي، في أطول وتيرة للارتفاع السنوي منذ الفترة بين عامي 1999 و2005.

وبلغ إجمالي سيولة السوق خلال العام 2019 نحو 880.14 مليار ريال (234.7 مليار دولار)، مقابل870.87  مليار ريال (232.2 مليار دولار) في العام السابق له، بمتوسط شهري 73.34 مليار ريال (19.55 مليار دولار).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، سجلت كميات التداول نحو 33.414 مليار سهم خلال العام 2019، متراجعة من 37.8 مليار سهم في عام 2018.

وحدّثت هيئة السوق المالية السعودية في بداية ديسمبر 2019، منهجية حساب المؤشرات، التي تضمنت حساب الأسهم الحرة، وتمكين الانضمام السريع إلى مؤشر السوق الرئيس، وحساب وصيانة المؤشرات ذات الحد الأعلى.

وتضمن التحديث، تطبيق آلية جديدة للطروحات الكبيرة لتمكين الانضمام السريع إلى مؤشر السوق الرئيس (تاسي)، بنهاية اليوم الخامس من التداول، وهو ما طُبق على سهم أرامكو.

تنويع اقتصادي

ويعتبر إدراج أرامكو لحظة فارقة في تاريخ السعودية وخطوة على الطريق الصحيح نحو تنويع الاقتصاد المحلي بعيداً عن النفط وفق رؤية 2030.

وعكس طرح أرامكو قوة اقتصاد الرياض بين اقتصادات العالم، باعتبار هذا البلد عضوا في مجموعة العشرين، ويمتلك أكثر من 15% من الاحتياطيات المؤكدة من النفط في العالم، ليأتي في الترتيب الثاني عالمياً بعد فنزويلا، ولديه خامس أكبر احتياطي مؤكد من الغاز الطبيعي، ويمثل النفط 75% من إجمالي الصادرات تقريباً.

أداء أرامكو

مع انطلاق التداول على سهم أرامكو، يوم 11 ديسمبر الماضي، قفز السهم بالحدود القصوى (10%) في أولى جلساته في السوق، لتصل القيمة السوقية للشركة إلى نحو 1.88 تريليون دولار.

وعلى مدار الجلسات المتعاقبة، اختبر السهم أعلى مستوى خلال تعاملات اليوم الثاني، لتداوله عند 38.7 ريال (10.32 دولار)، لكنه أغلق في نفس اليوم عند سعر 36.8 ريال (9.8 دولار).

فيما اختبر السهم أدنى مستوى له منذ الإدراج في جلسة 22 ديسمبر، عند سعر 34.9 ريال (9.3 دولار)، بينما أغلق عند 36.8 ريال (9.8 دولار). وسجل أعلى إغلاق له في جلسة 16 ديسمبر عند 38 ريالاً (10.13 دولار).

ملكية الأجانب

كانت الإجراءات التي سبقت إدراج أرامكو والخاصة بترقية السوق بثلاث مؤشرات عالمية (فوتسي راسل، إم إس سي آي، إس آند بي داو جونز) سبباً رئيساً في نمو ملكية الأجانب بنسبة قياسية سجلت 128% تعادل زيادة بقيمة 111.2 مليار ريال (29.6 مليار دولار) خلال 2019.

وحسب رصد "اندبندنت عربية"، ارتفعت ملكية الأجانب إلى 198 مليار ريال (52.8 مليار دولار) في نهاية عام 2019، مقارنة بـ86.84 مليار ريال (23.16 مليار دولار) في العام السابق له.

فيما شهد العام الماضي تدفقات أجنبية للسوق السعودية بقيمة 91.2 مليار ريال (24.3 مليار دولار)، تمثل صافي مشتريات الأجانب بالسوق لترتفع بأكثر من 30 مرة عن العام السابق له، والذي سجل صافي مشتريات بقيمة 2.8 مليار ريال (755 مليون دولار).

وسجلت مشتريات الأجانب بالأسهم السعودية نحو 181 مليار ريال (48.3 مليار دولار) في 2019، مقابل مبيعات بقيمة 92.7 مليار ريال (24.7 مليار دولار).

وكانت الترقيات بالمؤشرات العالمية الحدث الأبرز والأهم لسوق الأسهم السعودية "تداول" خلال عام 2019، وتتساوى مع الطرح العملاق لـ"أرامكو" من حيث الأهمية، نظراً إلى الفائدة الأعم للأسهم المدرجة وتنظيمات السوق وإدخال منتجات جديدة وجذب تدفقات أجنبية ضخمة على نحو غير مسبوق للسوق المالية الأكبر في منطقة الشرق الأوسط.

وفي هذا الصدد، قال محللون إن الترقيات "أسهمت في دمج السوق السعودية بالأسواق العالمية على صعيد التفاعل مع الأحداث الاقتصادية حول العالم".

وتهدف السعودية إلى أن تصبح "وجهة رئيسة لرأس المال الأجنبي من خلال الإدراج بالمؤشرات العالمية للأسواق الناشئة"، وفي سبيل ذلك نفذت عدداً من الإصلاحات في إطار "رؤية 2030"، شملت إصدار مجموعة من الإجراءات التنظيمية والتشريعية لتسهيل عمليات الإدراج ودخول الشركات الأجنبية إلى السوق.

تناغم اجتماعي

وأسهم اكتتاب أرامكو في خلق حالة من التناغم الاجتماعي بعد الزخم غير المسبوق من الأفراد لشراء أسهم في الشركة الوطنية، خصوصاً بعد قرار منح المكتتبين عدداً من الأسهم المجانية.

أسهم مجانية للمواطنين

وبحسب أرامكو، يحق للمواطنين السعوديين الحصول على الأسهم المجانية، شريطة أنه في حالة تقديم نموذج طلب الاكتتاب إلى مواطن يكتتب عن نفسه وغيره من أفراد أسرته المقيدين في سجل الأسرة، سيُعد كل فرد من أفراد الأسرة مستثمراً للأسهم المجانية.

ويحق لكل مستثمر فرد مستحق للأسهم المجانية ومخصص له عدد من الأسهم ولم يتصرَّف فيها بصورة مستمرة وغير منقطعة طوال فترة 180 يوماً من أول تاريخ التداول والإدراج في السوق المالية، الحصول على سهم واحد مقابل كل 10 أسهم مخصصة له، على ألا يزيد عدد الأسهم المجانية الممنوحة والمستحقة لكل مستثمر على 100 سهم مجاني.

وستُخصص الأسهم المجانية من أسهم الحكومة، ولن تمنح كسور أسهم مجانية، ويحق لكل مستثمر مؤهل الحصول على هذا الحافز مرة واحدة فقط، وستكون الأسهم المجانية من ذات الفئة نفسها، ويتمتع أصحابها بكامل الحقوق شأنها شأن جميع الأسهم الأخرى للشركة.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة