Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تشجير حدود غزة... جدار جديد تشيّده إسرائيل لحماية جنودها

تزرع الجهات الأمنية الإسرائيلية أشجار "أوكالبتوس" ذات النمو السريع

جدار الكثبان الرميلة الذي شيدته إسرائيل قبل بدء مسيرة العودة على الحدود مع غزّة (اندبندنت عربية)

من وراء جدران الفصل العازل بين غزّة وإسرائيل، شرعت الأخيرة في إقامة جدارٍ شجري جديد، يعمل على حماية جنودها، والتمويه على مقاتلي الفصائل المسلحة في ساحة القطاع، جاء ذلك بقرارٍ من وزارة الدفاع الإسرائيلية بعد تحقيقها في مقتل مستوطن قُرب الحدود المحاذية لغزّة في مايو (أيار) الماضي، بصاروخ من نوع "كورنيت" أُطلق من القطاع، وفي محاولة لعدم تكرار مثل هذه الحادثة.

أشجار أوكالبتوس

بدأت الجهات الأمنية الإسرائيلية في زراعة العديد من أشجار أوكالبتوس، ضمن عملية التشجير الأمني، ويهدف هذا الجدار إلى حماية الجنود والآليات العسكرية المنتشرة قُرب غزة، وكذلك لمنع استهداف القطار العابر بالقرب من الحدود مع القطاع، الذي لا يزال مكشوفاً بالنسبة إلى فصائل غزة، بالإضافة إلى إخفاء وحماية شارع "الطريق السريع 34" في إسرائيل.

يقول المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، نائل عبد الهادي، إنّ "فكرة جدار جديد من الأشجار حول غزة، تأتي ضمن مشروع التشجير الأمني، المموّل من الصندوق القومي اليهودي، وبدأت تلك الخطة في بداية الخمسينيات، بهدف حماية المستوطنين من الرصد وإطلاق النار".

ويوضح عبد الهادي أنّ فكرة التشجير الأمني توقفت لمدة طويلة، ثم عادت إلى الواجهة في عام 2018، بعد استخدام الطائرات الورقية الحارقة، التي اعتبرت خطراً أمنياً جدياً على حياة المستوطنين والجنود المنتشرين هناك.

بإشراف الأمن الإسرائيلي

وفي العادة، تعمل شركات خاصة على زراعة الحدود، لكن بإشراف من وزارة الأمن الإسرائيلية التي تحدد مواقع العمل، وتستخدم نوعية أشجار "أوكالبتوس" ذات الأخشاب الصلبة ويصل ارتفاعها إلى نحو 100 متر، وتمتاز بالنمو السريع.

وبحسب متابعة "اندبندنت عربية"، فإنّه لوحظ خلال الأيام الماضية، عمل عشرات العمال بالقرب من الحدود بين غزّة وإسرائيل على زراعة أشجار طويلة فوق الكثبان الرملية، قُرب معبر "إيرز" الذي تسيطر عليه إسرائيل (مخصص لنقل الأفراد فقط) شمال قطاع غزّة.

ويشير عبد الهادي إلى أنّ تكلفة عملية تشجير الحدود، ستصل إلى 4 ملايين دولار أميركي، وستدفع بالمناصفة بين وزارة الدفاع الإسرائيلي والصندوق القومي لحماية المستوطنات، ومن المتوقع أن تستغرق نحو خمسة أشهر.

وسائل فاشلة

وبحسب عبد الهادي فإن عملية التشجير الأمني قد لا تنجح في حجب الرؤية لدى مقاتلي الفصائل المسلحة، خصوصاً عند قيام معركة قتالية بين الطرفين، وكذلك قد لا توفر حماية كبيرة للمستوطنات في حال جرى إطلاق صواريخ، لكن قد تحمي من خطر الطائرات الورقية الحارقة في حال العودة إلى استخدامها من جديد ضمن فعاليات مسيرة العودة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويؤكد ذلك الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، مصعب البريم، في قوله إن الفصائل المسلحة لديها الخطط الكافية لمواجهة كل تحصينات الإسرائيليين، بما يضمن كسب أي معركة مقبلة، وأن عناصر الفصائل يعدّون بشكلٍ جيد لمواجهة الجدران العنصرية التي شيدت حول قطاع غزة، واصفاً عملية التشجير الأمني بـ"الفاشلة".

يضيف البريم أن "المعركة المقبلة هي صراع أدمغة إلى جانب كيفية استخدام سلاح الفصائل، ولن يتوقع الإسرائيلي كيفية المواجهة التي تطور الفصائل أساليبها".

ثلاثة جدران

وسبق أن شيّدت إسرائيل حول قطاع غزة ثلاثة جدران مختلفة، لحماية حدودها وجنودها، من هجمات مقاتلي الفصائل المسلحة، فأقامت الجدار الأول بعد انسحابها من القطاع عام 2005، ويمتد على طول الشريط الحدودي، وهو على شكل سياج شائك ممغنط بالكهرباء.

أما الجدار الثاني فهو عبارة عن جدار عازل إسمنتي، ويمتد على طول الشريط الحدودي مع غزة، لكنه يقع داخل الأراضي الإسرائيلية، وتبلغ تكلفته نحو 11 مليون دولار أميركي، ويعمل على تدمير الأنفاق الهجومية التي حفرتها فصائل لمحاولة اختراق الحدود وتنفيذ هجمات داخل الأراضي الإسرائيلية.

والجدار الثالث، عبارة عن سلسلة كثبان رملية في مناطق متفرقة قريبة منتشرة في المناطق الجنوبية لقطاع غزة، وهدفه منع كشف مواقع التدريب الإسرائيلية القريبة من محافظة خانيونس جنوبي غزة، وشيّدته إسرائيل عقب محاولة قتل جنود رصد كانوا موجودين في المنطقة، بالإضافة إلى محاولة منع إحداث عمليات تسلل للفلسطينيين باتجاه إسرائيل.

ويعتقد مراقبون للساحة الفلسطينية والإسرائيلية أن محاولة تشييد جدران حول غزة، تأتي في سياق فصل القطاع عن الضفة الغربية، وهدفها منع إقامة دولة فلسطينية، وبوابة لإقامة كيان مستقل في غزة، وهو ما ترمي إليه سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بما ينسجم مع "صفقة القرن" التي يطمح إليها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي