Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تجارة الحشيش ومنتجاته توفر لسكان كندا الأصليين المال والراحة

"كلّ من يبحث عن عمل يجده. وقطاع البناء مزدهر. المكاسب الاجتماعية هائلة"

قطاع مزدهر: القيود التشريعية على تجارة القنب لا تشمل قوم الموهاك في خليج كوينت (أ.ب.) 

 يلعب سكان كندا الأصليون دوراً رائداً في موجة الرخاء الذي تنشره في البلاد سوق القنّب الناشئة التي تقدّر قيمتها بمليار دولار.

ويعدّ أكبر مركز لهذه التجارة محمية تيينديناغا الصغيرة موطن قبيلة موهوك، على بعد ساعتين الى  الشرق من تورونتو. وتتوزع فوق قطعة أرض صغيرة بعرض 3 أميال وعمق 12 ميل، أكثر من 60 نقطة بيع تعرض كل أنواع السلع ذات العلاقة، من الحشيش إلى حلوى منتجات القنّب.

يقول روبرت تيهونيكونرات، المعروف أيضاً باسم فيشر، إن شعبه عمل في مختلف الأشغال طوال القرون الماضية. يملك ابنه متجر العلاج وآخر لبيع الحشيش وصيدلية أدوية بير. ويؤكد لـ "اندبندنت"  أن أبناء قبيلته  " أكثر الشعوب رأسمالية في العالم".

بالإضافة إلى تجارة القنّب، تسيطر قبيلة موهوك أيضاً على تجارة وقود تبلغ قيمتها مليار دولار أيضاً داخل محميتها، وأيضاً على القسم الأكبر من تجارة التبغ في أونتاريو. وجاء تشريع كندا تعاطي القنّب في 17 أكتوبر (تشرين الأوّل) الماضي، بعد مقدمات لهذا القرار، ولاسيما أن  بذار هذه الصناعة  كانت موجودة سلفاً في المجتمع. 

ومع أن الدولة فرضت قوانين قاسية على تجارة القنّب، فهذه القوانين لا تؤثر على سكّان خليج كوينت من قبيلة موهوك الذين يسنّون قوانينهم الخاصة. وتقوم على جزء من الطريق الثاني السريع  لافتات تعلن عن عروض خاصة وتحث على الشراء. لكن تيينديناغا ليست محمية عادية.

لم يتنازل سكّان خليج كوينت من الموهوك عن أراضيهم قطّ لصالح الملكية البريطانية وتمكنوا كشعب مستقل وذو سيادة من فهم تجارة القنّب أكثر مما فهمتها الحكومة الكندية إلى الحين. ويقول تيهونيكونرات "أولئك (الحكومة الكندية) سيفسدون كل شيء هنا".

يعيش في المحمية نحو 4 آلاف شخص يعمل الكثير منهم في تجارة القنّب القانونية التي أدت إلى ازدهار قطاع البناء. وتحمل مراكز بيع القنب أسماء مختلفة منها "أفضل الحشيش" و"متجر الحشيش" و"ورقة الحشيش" و"أحلام مشروعة" و"دخان على الماء"  و  "إرث من تدخين القنّب".

تنتصب الكثير من اللافتات على جانب الطريق، على غرار النموذج الأميركي، خارج هذه المتاجر، التي بُني بعضها من طوب فيما تأسّس بعضها الآخر داخل مقطورات للسكن تحوّلت إلى حوانيت. وتعلن اللافتات عن بيع حلوى وعصائر مصنوعة من الحشيش أو غيره من منتجات القنب لقاء 12 دولار (9 جنيه استرليني)، وعن عروض حسب وزن الحشيش وبطاقات جوائز للزبائن، وعروض خاصة على لوازم تدخين الحشيش.

وتصطف أمام هذه المتاجر كل أنواع السيارات من "البي إم" إلى سيارات "إم جي" القديمة وسيارات الدفع الرباعي وشاحنات البيك أب و"تويوتا كامري". وتوفر بعض الحوانيت خدمة سريعة لركاب السيارات الذين يمكنهم الدخول إلى منطقة البيع بسياراتهم عبر ممرات خاصة لشراء القهوة والبيتزا على مدار الساعة.  ويعرض دكان كاناكيور منتجات قنّب من نوع "ساور باتش كيدز" و"بروس بانر" لجذب مختلف أنواع الزبائن.

 تعرّف جاي كويلين عن نفسها بلقب "فتاة حشيش" موضحة أنها لا ترغب بنشر اسمها الحقيقي أو صورتها هنا، شأنها شأن كثيرين غيرها ممن يعملون في تجارة الحشيش. وهي تلفّ لك السجائر وتتحدث معك وحتى أنها تضعك على المسار الصحيح الذي يلائم مزاجك. وتقول "درّت هذه التجارة الكثير من المال على المجتمع هنا".

وفيما عانت الحكومة كي تفهم طريقة التعاطي مع قطّاع القنب، استطاع أبناء قبيلة موهوك أن يستوعبوا تماماً أسلوب التعامل مع هذه الصناعة. فالبضاعة تنفد من المتاجر الحكومية التي تبيعها بأسعار عالية جداً برأي المنتقدين. ويصل الفرق في السعر إلى 10 دولارات لقاء الغرام الواحد.

ويقول تيهونيكونرات " أقترح أن يطلبوا مشورتنا بدل أن يملوا علينا تصرّفاتنا.. كندا صديقتنا وأنتم دائماً موضع ترحيب هنا إنما لا تنسوا أن هذه منطقتنا ونحن شعب سيادي.. كلّ ما أردناه يوماً هو أن تدعنا الدولة وشأننا. هذا كل شيء".

وفقاً لأصحاب المتاجر وغيرهم من السكان المحليين، تقوم الشرطة ببعض زيارات المجاملة من أجل مشاركة المعلومات وتحذير السكان من عمليات سرقة أو لاحتساء كوب من القهوة فقط.

وقال جيسون برانت ، وهورئيس شرطة تيينديناغا موهاك، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إنه من المستحيل حراسة المتاجر بمساعدة قوة شرطة تقتصر على سبعة أفراد فقط.

أُقيمت أول محطة لبيع الوقود في المحمية في أوائل سبعينيات القرن الماضي، وبسبب عدم فرض أية ضريبة عليها وهذا من دواعي استياء الحكومة، ازدهر هذا القطاع. وفي تسعينيات القرن الماضي ازدهرت تجارة التبغ أيضاً في تيينديناغا.

ويشير تيهونيكونرات إلى أنّ " تشهد منطقتنا نشاطاً أكثر منها في أي وقت مضى.. كلّ من يبحث عن عمل يجده. وقطاع البناء مزدهر. المكاسب الاجتماعية هائلة والروابط العائلية أوثق. وأفراد شعبنا لم يعودوا مضطرين لقيادة سياراتهم لمدة ساعة أو ساعتين إلى أماكن عملهم وباتوا يستطيعون العودة إلى المنزل وقت العشاء".

ويعلّق "جو"، وهو مدير دكان "دخان على الماء"، الذي لم يرغب بالإفصاح عن اسم عائلته، قائلاً "هذه تجارة جيدة...لا متاعب فيها، والزبائن رائعون. أمّا الحكومة، فتحاول أن تدير تجارة القنّب مثل عصابات المافيا".

ويضيف "بلغت نسبة البطالة هنا اصفراً. لكن الحكومة وضعت حدّاً لمنافع التجارة. من المؤسف أنّ المجتمعات المحلية الأخرى، الأصلية وغيرها، لم تستطع أن تقوم بهذا... ولو فعلت لكنا رأينا عندها فوائد تجارة القنّب بالنسبة لباقي البلاد".

© The Independent

المزيد من تحقيقات ومطولات