Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التيار الصدري في العراق وسيناريو الإخوان في مصر.. هل من تشابه؟

يرى خبراء أن الحضور الكبير لجمهور التيار الصدري في الاحتجاجات قرّبه من الفئات المنتفضة

متظاهرون يحملون الأعلام العراقية خلال الاحتجاجات المستمرة المناهضة للحكومة في البصرة (رويترز)

على الرغم من تصاعد حدة الاحتجاجات العراقية، ووضوح مطالبها، إلا أن مسارات حل الأزمة تبدو معقدة، ويعد مراقبون تدخل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على خط الدفع باتجاه تنفيذ مطالب المحتجين، منذ انطلاق الموجة الأولى من التظاهرات، ورسمه لخريطة طريق لتجاوز الأزمة، بات يصنع تساؤلات عدة حول إمكانية استغلال التظاهرات وتجييرها لصالح جهات سياسية.

وتبدو بوادر الانسداد السياسي واضحة للمراقبين، ففي حين يرون أن الكتل السياسية مستمرة بالتعنت وعدم الإقدام على الاستجابة الحقيقية لمطالب المحتجين، يشيرون إلى أن تلك المطالب باتت مدخلاً للاستخدام السياسي من قبل كتلة "سائرون" التابعة للتيار الصدري.

وعلى الرغم من قوة وتأثير التيار الصدري سياسياً وشعبياً، إلا أنه حتى الآن لا يستطيع حسم ما يجري والدفع باتجاه تنفيذ المطالب، فضلاً عن كون حركة الاحتجاج هذه المرة جرت بشكل عفوي وانطلقت من دون دفع التيار الصدري لها، وتمثيلها الواسع لطبقات شعبية وتيارات مختلفة غير محصورة في إطار الطائفة الشيعية.

"سائرون" مشكلة وليست حلاً

والعديد من المحتجين يعتبرون أن التيار الصدري يمثل جزءاً من المشكلة وشريكاً رئيسياً في صناعة المشهد السياسي الذي يطالبون بتغييره، ويرى خبراء أن الحضور الكبير لجمهور التيار الصدري، واشتراكه في الاحتجاجات، قرب قليلاً وجهات النظر بينهم وبين بقية الفئات المنتفضة، لكنه جمهور لا يخرج عن إطار تمثيل رؤى قياداته، بحسب مراقبين.

وقال الخبير الاستراتيجي أحمد الشريفي إن "مشكلة التيارات السياسية العراقية تكمن بأنها عبارة عن جماعات وقوى مصالح لا أكثر، ولا يمكن تشبيهها بالأحزاب، وهذه القوى تتحرك بموجب مصالحها الشخصية، مستثمرة الشعارات العامة، لكنها عندما تصطدم مصالحها مع المصالح العامة... لا تتجاوب".

أضاف لـ "اندبندنت عربية"، "المنطلقات بالنسبة للقوى السياسية كلها متعلقة بالمصالح، ولا تتعلق برؤى أو إرادة الشارع العراقي، مهما اختلف ذلك مع تصريحاتها"، مبيناً أن "المراهنة على قوى المصالح والزعامات السياسية، رهان خاسر"، وأشار إلى أن "تحالف "سائرون" وكل القوى السياسية، تستغل سياسياً مطالب المتظاهرين لصالحها، لكن كل المنتظم السياسي غير مؤهل لإدارة المرحلة المقبلة"، وأوضح أن "كل القوى السياسية تتقاطع أمام الرأي العام، لكنها في أوقات تقاسم مغانم السلطة تتفق".

تسويق المطالب سياسياً

وعن إمكانية تسويق المطالب لصالح التيارات السياسية، بيّن الشريفي أن "هذه القوى ستفشل وبضمنها "سائرون" من تسويق مطالب المتظاهرين لصالحهم، إذ إنهم غير مؤتمنين على تلك المطالب"، وتابع أنه "لا يمكن أن يتغير مزاج الجمهور الصدري بالضد من قياداته، لأن العناصر الفاعلة والمؤثرة في تحريك الرأي العام الصدري فاسدة".

وعن تأثير المرجعية الدينية، قال الشريفي "المرجعية مؤثرة وتمثل ضابطاً أعلى على المستوى الاجتماعي، لكنها لا تمتلك قدرة فرض الإرادة على القوى السياسية، فالأحزاب والميليشيات أقوى من مؤسسات الدولة والمرجعية وصوت الشعب الذي هو مصدر السلطات".

وعن قانون الانتخابات وبقية مطالب المحتجين، لفت الشريفي إلى أن "القوى السياسية لن تستطيع التوافق على قانون انتخابات أو تمرير مفوضية مستقلة لها، ولا القيام بتعديل قانون الأحزاب ولا حتى الدستور، وسيخترقون السقف الدستوري بما يتعلق باختيار رئيس وزراء بديل"، وبيّن أن "الحل الوحيد للأزمة هو بتشكيل حكومة طوارئ نتيجة الاستعصاء السياسي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

استغلال محترف

ويرى مراقبون أن كتلة "سائرون" التابعة للتيار الصدري، استغلت التظاهرات بشكل محترف لخدمتها على صعيد الجماهير والسياسة، مشيرين إلى أن المرجعية الدينية وحدها الضاغطة باتجاه تنفيذ مطالب المحتجين.

إلى ذلك، قال المحلل السياسي واثق الهاشمي "إن "سائرون" استغلت التظاهرات بشكل محترف من أجل أن تخدمها على مستوى الكسب الجماهيري والسياسي"، وأضاف لـ "اندبندنت عربية"، "تحاول كتلة "سائرون" تجيير دخول جماهيرها في سياق التظاهرات لصالحها في المرحلة المقبلة"، وتابع الهاشمي أن "المرجعية تمثل الوسيلة الضابطة الوحيدة لتنفيذ مطالب المحتجين، على الرغم من الأصوات التي انتقدتها لكنها الضامنة الوحيدة لتنفيذ مطالب المحتجين وليس أي كتلة سياسية".

سيناريو "الإخوان المسلمين"

ويشير مراقبون إلى أنه على الرغم من ثبات القاعدة الجماهيرية للتيار الصدري، إلا أن بوادر الاستغلال السياسي للحراك الاحتجاجي تبدو واضحة، مرجحين تكرار سيناريو الإخوان المسلمين في مصر، ويرى الكاتب والصحافي حيدر البدري أن "هناك حقيقة واحدة واقعية، وهي أن التيار الصدري لديه جمهور ثابت ومنظم، وسيحافظ على هذا الجمهور على الرغم من كل المتغيرات السياسية".

وقال البدري لـ "اندبندنت عربية"، إن "التيار الصدري يحلم بالوصول إلى السلطة، ولذلك هم دائماً يظهرون بمظهر المنحاز للجماهير، ويتبنى حراكهم السياسي المطالب المطروحة مع إضافة ما يخدم مصالحه عليها"، وأشار إلى أن "دليل عدم انسياق التيار الصدري إلى المطالب الجماهيرية بشكل كامل، هو عدم استقالة وزرائهم وممثليهم من مجلس الوزراء على الرغم من كل الدعوات الشعبية لذلك".

وعن التخوفات من استغلال التيار الصدري للتظاهرات، بيّن أن "ما يجري الآن يشير إلى إعادة صياغة سيناريو الإخوان المسلمين في الثورة المصرية، وهذا هو مصدر التخوف الرئيس من استغلال التيار الصدري للاحتجاجات".

رسالة الصدر

وكانت صفحة صالح محمد العراقي على فيسبوك، قد وجهت رسالة من مقتدى الصدر إلى مجلس النواب بخصوص تشريع القانون الجديد للانتخابات.

واقترح الصدر أن "يكون القانون يحتوي على دوائر متعددة بترشيح فردي بنسبة 100‎ في المئة‎ لكل محافظة مع الأخذ في الاعتبار عدد النفوس"، وطالب بـ "إلغاء تصويت الخارج ولو موقتاً أو التدقيق به بصورة جيدة أو إعانتهم للتصويت داخل العراق قدر الإمكان، وكذلك التشدد بخصوص تصويت الجهات الأمنية".

وفي ما يخص مجالس المحافظات، تابع أنه "تنتخب كل محافظة ثلاثة أشخاص فقط، وهم: المحافظ ونائبه ورئيس مجلس المحافظة، وبدورهم هم أعضاء لمجلس المحافظة فقط لا غير، وبقوانين تنفع الشعب وبهيكلية إدارية منظمة، وبحسب علمي، أن ذلك مرض للشعب"، وختم منشوره قائلاً "في حال عدم التصويت أو التسويف... فسيقول الشعب كلمته".

المزيد من العالم العربي