ارتفع الاسترليني بأكثر من 1.5 بالمئة منذ بداية الأسبوع الحالي مقابل الدولار إذ يبدو من المرجح أن يفوز حزب المحافظين بأغلبية في انتخابات الأسبوع المقبل. وأعطى هذا دفعة لليورو الذي استفاد أيضا من بيانات أفضل من المتوقع في الآونة الأخيرة، وصعد 0.6 بالمئة أمام الدولار منذ بداية الأسبوع ، في حين ارتفع اليورو قليلا أمام الدولار اليوم الخميس عند 1.1086 دولار بينما تراجعت العملة الأميركية 0.14 بالمئة أمام سلة من العملات ، وجرى تداول الجنيه الاسترليني عند ذروة جديدة في سبعة أشهر عند 1.3146 دولار وعزز مكاسبه أيضا أمام اليورو إلى مستوى جديد هو الأعلى في عامين ونصف العام عند 84.31 بنس.
وتجاوزت العملة البريطانية دولاراً وثلاثين سنتاً (1.31 دولار للجنيه)، واقترب من حاجز يورو وعشرين سنتاً (1.188 يورو للجنيه) بعد يومٍ واحدٍ من استطلاع للرأي أظهر اتساع الفجوة بين المحافظين وحزب العمال المعارض. حيث أظهر استطلاع مؤسسة "يوغف" الفارق لصالح "المحافظين" بتسع نقاط، وتراجع التأييد للعمال نقطة عن آخر استطلاع رأي.وأصبحت نسبة احتمال فوز المحافظين بأغلبية عند 70 في المئة، مقابل 66 في المئة قبل أربع وعشرين ساعة، كذلك تراجعت نسبة احتمال أن تكون نتيجة الانتخابات "برلمان معلق"، أي دون أغلبية لأي حزب. ويبدو أن الأسواق بدأت تميل إلى احتمال فوز حزب المحافظين الحاكم بأغلبية مريحة في البرلمان المقبل، ما يعني نهاية فترة الاضطراب السياسي وعدم اليقين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست). ورغم كل تلك المؤشرات على فوز الحزب الحاكم، فإن مفاجآت الانتخابات متوقعة كما شهدنا في انتخابات 2017، وفي انتخابات البرلمان الأوروبي هذا العام التي جاءت عكس كل التوقعات واستطلاعات الرأي.
تأرجح الجنيه
واعتبر المحللون وخبراء السوق سعر صرف الجنيه الإسترليني مؤشراً على ثقة السوق في سياسة الحكومة البريطانية بالنسبة إلى (بريكست)، وذلك منذ استفتاء الخروج في 2016. ووقتها فقد الإسترليني خُمس قيمته (نحو 20 في المئة)، قبل أن يستعيد بعضها تدريجياً.
وفي وقت سابق من هذا العام، ومع زيادة الفوضى السياسية والشقاق بين الحكومة والبرلمان وفشل رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي في الوفاء بموعدين لـ"بريكست" هبط سعر صرف الإسترليني إلى 1.08 يورو و1.20 دولار.
وظلّ يتأرجح صعوداً وهبوطاً مع مشكلات السياسة البريطانية وتطورات بريكست، ومنذ الإعلان عن موعد الانتخابات المبكرة الشهر الماضي، بدأ سعر صرف الجنيه يتحرّك مع كل استطلاع رأي، وكل مناظرة انتخابية.
وحتى يوم الانتخابات يتوقّع أن يظل هذا التأرجح، وإن غلب عليه اتجاه الصعود مع استمرار التوقعات بفوز المحافظين بأغلبية تمكّنهم من إعادة تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ سياستها دون تعطيل من جانب البرلمان.
ويتوقّع أن يكون سقف الصعود في سعر صرف الجنيه الإسترليني ما بين 1.35 و1.37 دولار للجنيه، مع استمرار قناعة الأسواق بفوز المحافظين بأغلبية، ولن تؤثر كثيراً فروق نسب التأييد للعمال والليبراليين الديموقراطيين ما دام ظل فارق النقط في استطلاعات الرأي بين المحافظين والعمال عدة نقاط.
توقعات السوق
يرى بعض المحللين أن هناك جانباً نفسيّاً في توقعات السوق بفوز المحافظين بأغلبية، ليس فقط لاعتبار دوائر المال والأعمال سياسات المحافظين أفضل بالنسبة إليهم من سياسات العمال، إنما لتمنّي الأسواق التخلص من حالة عدم اليقين، وبدء استعادة الثقة التي انهارت في الأشهر الأخيرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي حال صَدُقت استطلاعات الرأي ورغبة الأسواق وفاز المحافظون بأغلبية مريحة يوم 12 ديسمبر (كانون الأول)، سيكون سعر صرف الجنيه الإسترليني مرشحاً للصعود ربما إلى ما فوق حاجز الدولار وأربعين سنتاً، وإن كان ذلك سيعكس عودة الثقة في الاقتصاد إلا أنه لن يكون أمراً جيداً للصادرات البريطانية التي ستكون أقل تنافسية لقوة العملة الوطنية، كما أن قوة الإسترليني ستزيد من الواردات في مقابل تراجع الصادرات، ما يعني زيادة عجز الميزان التجاري في وقت ما بعد بريكست.
أمَّا إذا جاءت نتيجة الانتخابات متقاربة، وأصبح البرلمان معلقاً، فيتوقع كثيرون أن تهوي قيمة الإسترليني ربما إلى مستوى دولار وعشرين سنتاً للجنيه مع عودة عدم اليقين بالنسبة إلى الحكم، وبالنسبة إلى بريكست.
وإذا حدثت مفاجأة، وفاز العمال فإن هبوطاً سريعاً للجنيه بعد الانتخابات سيكون الاحتمال الأكبر قبل أن يعاود الاستقرار عند مستوى منخفض نسبياً نتيجة سياسات حزب العمال التي عبَّر عنها في برنامجه الانتخابي.
ومع صعوبة التكهن بنتيجة الانتخابات، يرجّح أغلب المحللين الماليين أن يظل سعر صرف الجنيه متأرجحاً في نطاق مرتفع حتى يوم الانتخابات، ويشهد إمَّا ثباتاً على الصعود بعد النتيجة، وإما هبوطاً معقولاً قبل أن يستقر ربما بمنتصف العام المقبل.