Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موقف صيني معتدل قفز بالبورصات لمستويات تاريخية

بكين تحت الضغوط الاقتصادية والمالية ترضخ لشروط واشنطن... وترفع النفط وتخفض الذهب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ مع كبار رجال الأعمال في قاعة الشعب الكبرى في بكين (رويترز)

على عكس التشاؤم الذي ساد جلسات الأسبوع الماضي في الأسواق الأميركية، عادت مؤشرات البورصات مع افتتاح الأسواق أمس إلى مواصلة قفزاتها التاريخية، التي بدأتها قبل نحو شهرين، على وقع التفاؤل بقرب حل للحرب التجارية الدائرة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين.

وسجل مؤشر داو جونز الصناعي، الذي يقيس الشركات الصناعية، قفزة جديدة بالغا مستويات 28065.39 نقطة، وبنسبة ارتفاع قاربت 0.7%، بينما واصل مؤشر ستاندرد آند بورز 500، الذي يقيس أكبر 500 شركة، ارتفاعاته بالغا 3133.56 نقطة، بنسبة صعود بلغت 0.75%. وقد قفز مؤشر ناسداك المجمع، الذي يقيس الشركات التكنولوجية، بنسبة كبيرة بلغت 1.32% إلى 8632.49 نقطة، على اعتبار أن الشركات التكنولوجية هي الأكثر استفادة من اتفاق محتمل بين واشنطن وبكين، حيث إن معظم الشركات الكبيرة تصنّع في الصين مستفيدة من اليد العاملة والمواد الأولية الرخيصة والأسواق الآسيوية الضخمة.

الإشارات الصينية

وجاءت هذه الارتفاعات القياسية على خلفية إشارات إيجابية أطلقتها وزارة الخارجية الصينية أمس، بعد أن قالت إنها "تأمل في أن تعمل الولايات المتحدة مع بكين على أساس المساواة والاحترام المتبادل فيما يتعلق بالمفاوضات التجارية الثنائية الجارية". وأدلى بتلك التصريحات قنغ شوانغ، المتحدث باسم الوزارة خلال إفادته الصحافية اليومية التي نقلتها "رويترز"، ليؤكد على موقف بكين القائم بشأن المفاوضات التجارية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الوقت نفسه، نقلت صحيفة "غلوبال تايمز"، التي تديرها صحيفة "الشعب" اليومية الرسمية التابعة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، أمس، أن الصين والولايات المتحدة "قريبتان جدا" من إبرام اتفاق المرحلة "واحد" التجاري، لتفند بذلك تقارير "سلبية" لوسائل إعلام ظهرت في الأسبوع الماضي.

وقالت "غلوبال تايمز"، عبر حسابها على "تويتر"، ونقلته "رويترز"، إن "بكين ما زالت أيضا ملتزمة مواصلة المباحثات بشأن المرحلة اثنين، أو حتى المرحلة ثلاثة من اتفاق مع الولايات المتحدة".

الأميركيون يزيدون الضغوط

وفي الأسبوع الماضي، قال خبراء في التجارة وأشخاص مقربون من البيت الأبيض إن إتمام اتفاق "المرحلة واحد"، الذي كان متوقعا في نوفمبر (تشرين الثاني)، قد يتأخر إلى العام الجديد، ما ترك الأسواق المالية في حالة من التخوف، هوت بالمؤشرات للمرة الأولى بعد ستة أسابيع من الارتفاعات المستمرة.

وهناك تخوف صيني من أن يدخل شهر ديسمبر (كانون الأول) من دون التوصل إلى اتفاق ثنائي، ما يؤدي إلى زيادة أخرى في الرسوم الجمركية تنوي واشنطن فرضها على بضائع صينية بمليارات الدولارات وتصل إلى 25%. وكانت الولايات المتحدة الأميركية فرضت رسوما بنفس النسبة على ورادات صينية منذ مايو (أيار) الماضي، وتبعتها بكين بفرض رسوم بالمثل، في حرب تجارية هددت بركود اقتصادي عالمي.

حلحلة صينية تفاديا للأسوأ

ويبدو أن الضغوط الاقتصادية والمالية التي تعيشها بكين تدفعها إلى تسريع حلحلة ملف التجارة مع واشنطن، وربما الرضوخ للشروط الأميركية جميعها، لتفادي رسوم جديدة والعودة إلى الوضع السابق للرسوم الجمركية. فإضافة إلى ما واجهته بنوك صينية من تعثر وطلبها التدخل الإنقاذي من الحكومة، قال بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) أمس إن الصين تحتاج إلى مواجهة المخاطر المالية القائمة، ويجب أن تتصدى للمخاطر من تقلبات السوق "غير المعتادة" التي تنجم عن صدمات خارجية، وذلك في ظل إعطاء بكين الاستقرار المالي أولوية وسط تنامي التحديات.

وقال البنك المركزي، في تقريره السنوي عن الاستقرار المالي، الذي نقلته "رويترز"، إن الأسواق المالية شديدة الحساسية حيال أوضاع التجارة العالمية وزيادة الضبابية فيما يتعلق بالسيولة العالمية، مضيفا أنه سيزيد الإشراف الآني على أسواق الأسهم والسندات والنقد الأجنبي لتفادي انتشار المخاطر بين القطاعات.

 النفط يقفز من جديد

ويبدو أن أسعار النفط تسير بشكل متوازٍ مع مؤشرات البورصات ومسار الاتفاق التجاري المحتمل بين أميركا والصين، حيث ارتفعت أسعار النفط أمس، وأنهت العقود الآجلة لخام برنت الجلسة مرتفعة 26 سنتا، بما يعادل 0.4% إلى 63.65 دولار للبرميل، في حين تحدد سعر التسوية لخام غرب تكساس الوسيط على ارتفاع 24 سنتا أو 0.4 % إلى 58.01 دولار للبرميل.

وكانت الأسعار انخفضت من أعلى مستوياتها في قرابة شهرين مع نهاية الأسبوع الماضي، بالاتساق مع هبوط أسواق المال الأميركية.

الذهب يتراجع

في المقابل، تراجعت أسعار الذهب لأدنى مستوى في أسبوع أمس، في ظل هذا التفاؤل في أسعار الأسهم، إذ انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 1460.85 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن انخفض لأدنى مستوياته منذ 18 نوفمبر (تشرين الثاني( في وقت سابق من الجلسة، بحسب بيانات "رويترز". وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2% إلى 1460.80 دولار للأوقية.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد