Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أعراض الحرب التجارية... أميركا تنتعش والصين معرضة لأزمة مصرفية

"وول ستريت" تواصل قفزاتها... وبكين تتدخل لإنقاذ بنك خامس من الإفلاس هذه السنة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الصيني شي جين بينغ قبل اجتماع ثنائي خلال قمة مجموعة العشرين (رويترز)

واصلت البورصات الأميركية ارتفاعاتها، لكن بزخم أقل مع بداية الأسبوع أمس الاثنين. وحطّمت البورصات مستويات تاريخية جديدة أمس، مع استمرار الأمل بوجود حل للأزمة التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين بعد أشهر من الحروب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وفي المقابل، تدخلت بكين أمس "لإنقاذ خامس بنك كاد ينهار هذه السنة وطُلب من الحكومة التدخل لانتشاله، في موجة قد تمتد إلى بنوك أكبر وتهدّد القطاع المصرفي الصيني"، بحسب محللين اقتصاديين.  

ووصل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، الذي يقيس أكبر 500 شركة، إلى مستويات تاريخية عند 3122 نقطة مرتفعا بشكل طفيف لا يتجاوز 0.05%، بينما لحقه مؤشر "ناسداك"، الذي يقيس الشركات التكنولوجية، في تسجيل مستوى قياسي جديد عند 8550 نقطة ومرتفعا بنسبة 0.11%، في وقت سجّل فيه مؤشر "داو جونز"، الذي يقيس الشركات الصناعية، مستوى 28036 نقطة، مرتفعا بنسبة 0.11% أيضا.

تأثير الحرب التجارية

ويبدو أن الحرب التجارية الدائرة بين واشنطن وبكين بدأت تؤثر فعليا في حجم التجارة العالمية، إذ قالت منظمة التجارة العالمية، أمس، إن حجم النمو في تجارة السلع العالمية من المتوقع أن يظل "دون المعدلات" في الربع الرابع من العام، وسط توترات وزيادة الرسوم الجمركية في قطاعات رئيسة.

وكانت الإدارة الأميركية رفعت الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى أميركا بنسبة وصلت إلى 25% في مايو (أيار) الماضي، لتقوم بكين بالمثل في وقت لاحق، وما زال الملف التجاري ينتظر انتهاء مشاورات بين مسؤولي البلدين لإنهاء الأزمة.

وأظهر أحدث مؤشر فصلي للمنظمة التجارة نموا نسبته 0.2 بالمئة في تجارة السلع العالمية في الربع الثاني مقارنة مع 3.5 بالمئة في الفترة نفسها من 2018، بحسب ما نقلت "رويترز".

الأزمة الصينية

ويبدو أن الصين ستكون أكثر عرضة لاهتزازات مالية واقتصادية بسبب الضغوط الآتية من الحرب التجارية وضعف النمو في اقتصادها. ويقول الرئيس التنفيذي في مركز "كروم" للدراسات الاستراتيجية، طارق الرفاعي، لـ"اندبندنت عربية"، إن "هناك مؤشرات مصرفية خطيرة في الصين، فقد انهارت 4 بنوك حتى الآن هذه السنة، وطُلب من الحكومة الصينية التدخل لإنقاذها، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إنقاذ البنوك الصينية منذ العام 1998".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف "أمس تم إنقاذ بنك خامس، هو بنك (هاربين Harbin Bank)، لكن هذا البنك يختلف عن البنوك الأخرى كونه متوسط الحجم بأصول تبلغ 87 مليار دولار، البنوك الأصغر تنهار الآن والأمر سيتوسع ليشمل البنوك الأكبر، لقد بدأ ذلك الآن، والصين لن تكون قادرة على تجنب الأزمة المصرفية".

الرئيس الأميركي يجتمع مع البنك المركزي

وكانت واشنطن طلبت من بكين التزام شروط عدة لإتمام اتفاق ثنائي، بينها "وقف سرقة الملكية الفكرية والتكنولوجية وعدم التدخل لتخفيض العملة الصينية اليوان التي تعطي أفضلية للمنتجات والسلع الصينية على حساب الأميركية".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقد غير مرة سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بسبب عدم تخفيض أسعار الفائدة إلى مستويات صفرية لإضعاف الدولار، بهدف إعطاء تنافسية للسلع والمنتجات المصدرة من الولايات المتحدة.

واجتمع ترمب أمس مع رئيس مجلس الاحتياطي جيروم باول وناقشا موضوعات شتى، بما في ذلك أسعار الفائدة السلبية وتيسير السياسة النقدية وقوة الدولار والتجارة مع كل من الصين والاتحاد الأوروبي.

ترمب يغير لهجته تجاه باول

وكتب ترمب في تغريدة على تويتر "انتهى للتو اجتماع جيد جدا وودي في البيت الأبيض مع جاي باول رئيس مجلس الاحتياطي. جرى مناقشة كل شيء بما في ذلك أسعار الفائدة، والفائدة السلبية، والتضخم المنخفض، وتيسير (السياسة النقدية) وقوة الدولار وتأثيرها على قطاع التصنيع، والتجارة مع الصين والاتحاد الأوروبي وآخرين.. إلخ".

وأعلن مجلس الاحتياطي عن الاجتماع في بيان صحافي، قائلا إن "الاجتماع لم يناقش توقعات باول للسياسة النقدية في المستقبل". وخفّض المركزي الأميركي أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام، بعد أن شهد النمو الاقتصادي تباطؤا بسبب الحرب التجارية لإدارة ترمب مع الصين.

وأفادت "رويترز"، بناء على بياناتها التاريخية، بأن "الاجتماعات بين رؤساء مجلس الاحتياطي الاتحادي ورؤساء الولايات المتحدة نادرة، على عكس الجلسات شبه الأسبوعية التي يعقدها رئيس البنك المركزي مع وزير الخزانة".

الصين تبيع السندات الأميركية

وثمة بيانات أخرى تكشف بعضا من خلفيات الصراع الدائر بين واشنطن وبكين، حيث أظهرت بيانات من وزارة الخزانة الأميركية أمس "هبوط الحيازات الصينية من أذون وسندات الخزانة الأميركية في سبتمبر (أيلول) إلى 1.102 تريليون دولار، مواصلة التراجع لثالث شهر على التوالي".

وبيّنت معلومات الخزانة الأميركية أن الأجانب باعوا أذون وسندات خزانة أميركية في سبتمبر (أيلول)، وأن الأموال الخارجة سجلت أعلى مستوى لها منذ ديسمبر (كانون الأول) 2018، بحسب بيانات "رويترز"، حيث بلغ إجمالي الأموال الأجنبية الخارجة 34.324 مليار دولار في سبتمبر (أيلول)، ارتفاعا من 30.479 مليار دولار في الشهر السابق.

بريق الذهب يعود

في ظل هذه المعلومات المتباينة، عاد البريق للذهب أمس، بعد خسائر في جلسات عدة نتيجة تحول المستثمرين نحو الأسهم، حيث زاد الذهب في السوق الفورية 0.3% إلى 1471.92 دولار للأوقية (الأونصة) في أواخر جلسة التداول. وارتفعت العقود الأميركية للذهب 0.2%، لتبلغ عند التسوية 1471.90 دولار للأوقية.

وبعد ارتفاعات قياسية في الأسبوع الماضي بالاتساق مع الأسهم الأميركية، لم يواصل النفط زخمه، حيث أغلقت أسعار النفط منخفضة أكثر من 1%، حيث تراجعت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 86 سنتا، أو 1.4%، لتبلغ عند التسوية 62.44 دولار للبرميل. وهبطت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 67 سنتا، أو 1.2%، لتسجل عند التسوية 57.05 دولار للبرميل.

وسجل الخامان القياسيان ثاني مكاسب أسبوعية على التوالي الأسبوع الماضي، مع صعود برنت 1.3%، والخام الأميركي 0.8 %، بحسب بيانات "رويترز".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد