Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أم الكل" منى واصف.. 60 عاما من العطاء الفني ونهر "الهيبة" ما زال يجري"

النجمة السورية: نجاح مسلسل الهيبة الطاغي "سحر" لم نفهمه حتى الآن

الممثلة والسينمائية السورية منى واصف في حفل افتتاح مهرجان دبي السينمائي الدولي 11 ديسمبر كانون أول (تصوير ناصر يونس، أ.ف.ب)

تعتبر النجمة السورية الكبيرة، منى واصف، إحدى أهم النجمات على مستوى الوطن العربي، وقدمت أكثر من 200 عمل فني على مدار عمرها، حيث أتمت السابعة والسبعين منذ أيام، وتحديدا يوم 1 من فبراير، وخلال 60 عاما أثرت الحياة الفنية بنوادر دخلت تاريخ السينما والمسرح والدراما، منذ أول أعمالها "العطر الأخضر"، وحتى أحدث أعمالها مسلسل "الهيبة"، والذي تشارك في الجزء الثالث منه والمنتظر عرضه في رمضان المقبل.

بدأت منى واصف حياتها كعارضة أزياء، ثم شاركت في المسرح، وانضمت إلى «مسرح القوات المسلحة» عام 1960، وقدمت مجموعة من العروض المسرحية التي كانت البداية الحقيقية للفن المسرحي في سوريا.

 ودخلت عالم الدراما عام 1961، و كان أول عمل تلفزيوني لها هو مسلسل "ميلاد ظل"، وتنوعت أدوارها المميزة، ومن أبرزها بالدراما: الجرح القديم، وزقاق المايلة، والحب والشتاء، وساري، وقادم من الضباب، وطبول الحرية، وصعاليك ولكن شعراء، والخشخاش، وخالد بن الوليد، وباب الحارة 2، وسمرا، ومدرسة الحب، وعلاقات خاصة، وبنت الشهبندر، ويا ريت، والهيبة بأجزائها.

 

وفي السينما، قدمت عشرات الأفلام مثل: سلطانة، وامرأة تسكن وحدها، وبقايا صور، ووجه آخر للحب، والمغامرة، والاتجاه المعاكس.. وعملت في السينما المصرية وقدمت العديد من الأعمال كان أبرزها على الإطلاق فيلم "الرسالة" للمخرج مصطفى العقاد، ولعبت دور هند بنت عتبة.

وفي حوار حصري لـ"اندبندنت عربية" مع النجمة الكبيرة منى واصف سألناها في البداية عن النجاح المدوي لمسلسل "الهيبة" لدرجة عمل جزء ثالث منه، وكيف سيطر هذا العمل على مشاهدي الوطن العربي باختلاف جنسياتهم؟

شاركت في مسلسلات عربية متعددة الجنسيات لأتعلم من زملائي، والعرب يصنعون المستحيل إذا توفرت الإمكانيات.

وردّت منى واصف: "منذ قراءتي لمسلسل (الهيبة) شعرت بإعجاب خاص به، وأنه قد ينجح، وتم اختيار فريق العمل بعناية وشمل عناصر مهمة جدا على كافة المستويات الفنية من تمثيل وإنتاج وإخراج وتصوير وديكور وموسيقى، ولكن النجاح المدوي للجزء الأول منذ أولى حلقاته كان مفاجئا لكل أسرة العمل، نعم هو مسلسل جيد لكن كان كالقنبلة الضخمة في نجاحه لدرجة لا تتحقق إلا لمسلسلات نادرة، ولأكون صادقة في كلامي لا أعرف سر هذا النجاح، وبمعنى أدق فنجاحه له علاقة بالسحر، لا تستطيع معرفة لماذا وكيف حدث وما أسبابه الحقيقية، غير الجودة والاجتهاد اللذين اعتدنا عليهما في كل أعمالنا، وفوجئنا بأن الناس تحفظ شخصيات العمل وتتوحد معهم، وحتى الآن نتساءل هل سر نجاح (الهيبة) لأن أحداثه قد تمثل حقائق ووقائع راهنة في بعض المناطق، أم لأن أبطال المسلسل يحبهم الناس جدا، أم لأن المسلسل يمثل صراعا حادا ومشوقا، أم لأنه يعبّر عن عائلة شديدة الترابط ويتخللها الحب والمشاعر رغم قسوة نشاطهم الأساسي.

كلها أشياء طرحناها لنعرف سر نجاح المسلسل، ولكن لم ندرك السبب الحقيقي حتى الآن، سوى أنه توفيق كبير من الله وسبب لأن نقدم أكثر من جزء من المسلسل.

قدمت منى واصف عددا كبيرا من الأعمال الناجحة أخيرا، لكنها تميزت جدا في مسلسل "سمرا" مع النجمة نادين نسيب نجيم وأحمد فهمي، وقالت عن هذا الدور: "قدمتُ دور راوية والتي كانت تلقّب بأم الكل، وأعجبتني الشخصية جدا والتي كتبتها كلوديا مارشيليان، والشخصية تدور حول امرأة قوية ولديها نفوذ وأموال وسلطة وحكمة وحنان في نفس الوقت، وتأثرت بهذا المسلسل جدا لأني كنت أتخيل أني قارئة جيدة وقرأت كثيرا عن أحوال الغجر العرب، وهي القضية التي تطرق لها المسلسل، ولكن القراءة شيء والممارسة والرؤية على أرض الواقع شيء آخر، لم أكن أتخيل أن الغجر العرب بدون قيد عائلي أو أوراق أو عناية صحية، تخيلت أني أعرف أحوالهم، لكن الحقيقة كانت أكثر سوءا من كل ما قرأته في الكتب والروايات، وهذا العمل أثّر فيّ كثيرا فتعاطفت مع الغجر والدور والمسلسل، وشكّل حالة وجدانية بالنسبة لي، وأعتقد أنه ألقى الضوء على هذه القضية المهمة وأحالها من خانة التهميش إلى خانة أخرى، وأتمنى فعليا أن يقدم أي مساعدة لهؤلاء الناس.

 

في الفترة الأخيرة ركزت منى واصف على المشاركة في الأعمال العربية المشتركة، والتي تجمع بين أكثر من جنسية عربية، مثل المصريين واللبنانيين والسوريين والسعوديين، وحول هذه النقطة قالت "منى" إنها بالفعل منذ سنوات طويلة تشارك في أعمال عربية مشتركة، وتحديدا سورية لبنانية، حيث التعاون متاح طوال الوقت بحكم القرب الجغرافي والفني، بخاصة أنها لم تترك سوريا وما تزال تعيش في دمشق، كما قدمت نحو 15 عملا من إنتاج تلفزيون دبي، وشاركت في أعمال من إنتاج سعودي ومصري وخليجي، وترى أن المشاركة العربية شيء عظيم ومثمر جدا لأنها تجمع مهارات وكفاءات مختلفة من كل الوطن العربي وتتحد تلك المهارات في عمل واحد، ويتعلم الفنانون من بعضهم الكثير من المهارات والخبرات، وأثبتت التجربة أن العمل العربي المشترك أكثر نجاحا على المستوى العربي، وحققت هذه المسلسلات نجاحا مدويا، مثل: الهيبة ومدرسة الحب وسمرا ويا ريت وعلاقات خاصة، فهذه المسلسلات شارك فيها نجوم ومخرجون ومؤلفون ومصورون وفنيون من كل أنحاء الوطن العربي، لهذا تميزت جدا، "فنحن كعرب عندما يتوفر لنا تقنيات عالية وظروف جيدة من إنتاج وتصوير وتأليف وإخراج نستطيع أن نصنع المستحيل".

من أبرز علامات ومحطات النجمة الكبيرة منى واصف فيلم "الرسالة" مع المخرج الكبير مصطفى العقاد، والذي أُنتج عام 1976، وقُدم بنسختين عربية وإنجليزية، وشاركت "منى" في النسخة العربية مع سناء جميل وعبد الله غيث وأحمد مرعي وحمدي غيث، بينما شارك النجم العالمي أنتوني كوين والنجمة إيرين باباس في نسخته الإنجليزية.

وعن هذه التجربة قالت: "المخرج الكبير الراحل مصطفى العقاد كان لديه رسالة وبدأ منذ الستينات في التحضير للعمل بنسختيه، وظل نحو 7 سنوات يتنقل من بلد إلى بلد للحصول على الموافقات، حتى حصل عليها من الأزهر الشريف، ودرس الموضوع جيدا، وقال لي إنه يريد أن يقدم العرب حتى قبل الإسلام بصورة راقية فقد كانوا تجارا وشعراء ومفكرين ومتحضرين، وعندما جاء الإسلام أو (الرسالة)، وهي موضوع الفيلم، صاروا أكثر تحضرا، ودرس هذا الموضوع بتعمق شديد، وصورنا بالمغرب وتوقف العمل، وبعد ذلك انتقل إلى ليبيا لأنه كان يصور النسخة العربية والإنجليزية في نفس الوقت، ففي نفس الديكور كان يحضر الممثلين الأجانب الذين يجسدون شخصياتنا العربية ويصوروا نفس المشهد ولكن بالإنجليزية، واستمر تصوير العمل نحو سنتين ومونتاجه سنة، وعرض في 1976، ونافسنا كممثلين عرب بقوة في النسخة العربية الممثلين الأجانب وحققنا نجاحا كبيرا، مما يعني أننا نستطيع أن نفعل المستحيل إذا توحدنا وقدمنا فناً هادفاً فلسنا أقل من الغرب في أي شيء".

المزيد من فنون