Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اشتعال معركة الصراع حول خلافة عباس مع اقتراب الانتخابات الرئاسية

نبيل عمرو: القادة التاريخيون لحركة فتح رحلوا وبالتالي لن يكون هناك مرشح تلقائي كما جرت العادة

عباس خلال ترؤسه مجلس الوزراء في مقر الرئاسة برام الله (وفا)

"دعونا نصطّاد الذئب ثم نتكلم عن جلده"، هكذا رد أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب على سؤال حول إمكان إعادة ترشيح الرئيس الفلسطيني محمود عباس للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وجاء هذا السؤال الذي طُرح على الرجوب عقب تصريح سابق له قال فيه، إن عباس لا يرغب بالمنافسة في الانتخابات الرئاسية كما أنه لا يقبل أن يكون مرشحاً فيها، مضيفاً أن عباس يريد أن يكون "أباً روحياً لتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي".

 

لا نقاش رسمي بعد

ولفت الرجوب إلى أن "عباس يقترب من عامه الخامس والثمانين"، داعياً إلى إدراك "أهميته الإستراتيجية لصالح القضية الفلسطينية ولصالح إنجاز المصالحة الوطنية وإقامة الدولة الفلسطينية".
ونفى الرجوب مناقشة قيادة حركة "فتح" ترشيح عباس أو غيره للانتخابات الرئاسية التي لم يصدر بعد مرسوم رئاسي بإجرائها.
وعقب تصريح الرجوب، أصدر أمناء سر أقاليم حركة "فتح" في الضفة الغربية بياناً عقب "اجتماع طارئ" عقدوه السبت الماضي في رام الله، أكدوا خلاله أن عباس هو المرشح الوحيد للحركة لخوض الانتخابات المقبلة.
وشدد أمناء السر على أن ترشيح عباس يأتي بسبب "حضوره ومكانته التي يتمتع بها على المستوى الداخلي والخارجي، من خلال فكره ومنهجه الواقعي، وصلابة مواقفه وصموده أمام كل التحديات التي تواجهنا".
وجاء اجتماع أمناء سر "فتح" بحضور نائب رئيس الحركة محمود العالول وأعضاء لجنتها المركزية، حسين الشيخ وعزام الأحمد ودلال سلامة وجمال محسين.
وكان عباس الذي يتولى السلطة منذ عام 2005 أكد أكثر من مرة عدم رغبته بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، على الرغم من وجود توصية من المجلس الثوري لحركة "فتح" منذ سنتين بترشيحه.

 

أجواء خلافية
 
وقالت مصادر مأذونة لـ"اندبندنت عربية" إن التنافس بين أقطاب حركة فتح حول خلافة عباس بلغ حد الصراع في ما بينهم. وأبدى القيادي في "فتح" نبيل عمرو استغرابه إثارة قضية خلافة عباس حتى قبل تحديد موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية، مضيفاً أن ذلك "ربما يعكس أجواء الاختلافات حول مَن سيخلفه".
وشدد عمرو في مقابلة مع "اندبندنت عربية" على أن "من الصعب على حركة فتح ترشيح شخص للرئاسة في ظل حياة الرئيس عباس بدليل عدم إعلان أحد نفسه كمرشح". وأشار عمرو إلى أن "التوصية بترشيح عباس تأتي هروباً من المشكلة"، مضيفاً أنه "في ظل وجود عباس بالرئاسة، لا توجد مشكلة"، إلا أنه "في حال موته فإنه من الصعب على قبائل حركة فتح الإجماع على مرشح واحد".
وأوضح عمرو أن "القادة التاريخيين لحركة فتح رحلوا عن الحياة، بالتالي لن يكون هناك مرشح تلقائي كما جرت العادة في السابق"، مشيراً إلى وجود "مجموعة أشخاص لا يحظى أي منهم بالغالبية". وأضاف "عند وفاة القائد ياسر عرفات قبل 15 عاماً كان محمود عباس هو المرشح التلقائي... عملية انتقال السلطة حينها كانت أسلس عملية انتقال سياسي تحصل في تاريخ الشعب الفلسطيني".
ولفت القيادي الفتحاوي إلى أن أمر إجراء الانتخابات الرئاسية لم يُحسَم بعد وحتى لو حُسم، لا يمكن الجزم بفوز المرشح الرسمي لحركة فتح.
وقال عمرو إن إمكان فوز حركة فتح في الانتخابات التشريعية التي ستسبق الرئاسية غير مضمونة، مضيفاً أن "حركة هُزمت أمام حركة حماس في انتخابات عام 2006 على الرغم من أنها كانت حينها أقوى مما هي عليه الآن"، ملمحاً إلى إمكان عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في حال عدم فوز حركة فتح في التشريعية.
 

الصراع الداخلي
 
وقال المحلل السياسي جهاد حرب إن "عدم وجود زعيم في فتح أو مرشح يحظى بالغالبية داخل اللجنة المركزية للحركة، يُبقي مسألة ترشيح عباس مطروحة حتى لا يدب الصراع بين أعضاء اللجنة بشأن مَن سيترشح". وأضاف حرب أنه "لا يوجد أحد يرغب بالحديث عن خليفة الرئيس عباس في ظل عدم وجود زعيم تاريخي يخلفه والخوف من اندلاع صراع في صفوف قيادات حركة فتح".
وأوضح حرب أن مشكلة حركة فتح هي أنه لا يوجد فيها "تدافع أجيال"، بالتالي فهي لا تنتج قيادات شابة، مضيفاً أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي "هو الوحيد القادر على منافسة عباس شعبياً"، على الرغم من وجوده في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو 18 سنة.
ونوّه الرجوب إلى أن "عباس يرأس دولة فلسطين إلى جانب رئاسته منظمة التحرير التي تُعدّ مرجعاً للفلسطينيين كافة"، مضيفاً أن السلطة الوطنية الفلسطينية مسؤولة فقط على أراضي عام 1967.
وتطرّق حرب إلى تقليل الرجوب من أهمية منصب رئاسة السلطة الفلسطينية، قائلاً إن "رئيس السلطة هو الرجل القوي في النظام السياسي الفلسطيني الحالي وذلك لأنه يتحكم بالمال والعسكر"، مضيفاً أن "رئيس دولة فلسطين ليس له أي معنى في النظام السياسي سوى في ما يتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل والتمثيل الخارجي".
وتابع حرب أن "قوة رئيس السلطة تأتي أيضاً من أنه منتخب شعبياً عكس رئيس دولة فلسطين الذي ينتخبه المجلس الوطني الفلسطيني".
اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي