Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف يمكن لتشريع تعاطي حشيشة الكيف أن يقضي على العنف وتجارة المخدرات 

سيسحب السوق المُنّظم على نحو مناسب البساط من تحت أقدام العصابات كما سيتيح أيضاً للأفراد فرصة الحصول على منتجات سليمة وسيوفر ملايين الجنيهات

يعتقد البعض أن تجارة المخدرات سبب رئيسي لتزايد العنف والجريمة المنظمة في كل مكان (غيتي)   

أخيراً، بدأ النقاش حول المخدرات يدور بوتيرة أسرع، فقد حثت "لجنة الصحة التابعة لمجلس العموم " الحكومة على تبني تغيير راديكالي بما يخص سياستها تجاه المخدرات. وأعلن المحافظ الحالي يوم الجمعة  الماضي أنه منفتح على إعادة التفكير في القوانين المتعلقة بـ "القنب الهندي".

يمكن القول إن تغير موقف صادق خان أمر مثير للاهتمام. فقد جاء قبل أشهر قليلة من موعد انتخابات المحافظ الجديد لمدينة لندن، بعدما تجاهل هذه المسألة خلال ولايته كلها، وعجز عن معالجة أزمة جرائم الطعن بالسكاكين، وهي على علاقة وطيدة بتجارة المخدرات. لذلك، فأنا أرحب بكل المبادرات التي تفضي إلى مقاربة جديدة، لكننا بحاجة إلى إجراءات عاجلة أخرى، فوقت الكلام انتهى. وعلينا الآن أن نعمل من أجل رفع الحظر القانوني عن القنب الهندي، وهو إجراء لطالما دعوت إليه.

أنا مقتنعة تماما بأن على لندن أن تكون في صدارة المحاولات لتجريب مقاربات جديدة. وأناقش منذ  زمن طويل بهدف عدم تجريم القنب الهندي وتشريع استخدامه  في لندن، إضافة إلى دعم الأشخاص المدمنين على أنواع أخرى من المخدرات.

الإدمان على المخدرات هو السبب الأساسي للتشرد في شتى أنحاء العاصمة. وللأسف، فإن الزيادة الأكبر من حالات الموت الناجمة عن ظاهرة التشرد تُعزى إلى الإدمان والمخدرات، بما فيها الهيرويين والكوكايين. لكن النقطة المهمة التي تبعث على الأمل والواجب تذكرها هو أن السياسات التي تشمل خدمات المعالجة، والتدخلات لتقليل إلحاق الأذى بالنفس، والتعليم الأفضل والدعم الاجتماعي، تُؤثر على الأرجح بشكل  إيجابي وتساعد حقا المدمنين بدلا من تجريمهم أكثر من أي وقت سابق.

هناك حجج قوية أخرى تبرّر وجوب لعب لندن الدور الرائد  في إجراء إصلاحات تتعلق بالسياسات المتبعة تجاه المخدرات؛ أحدها هو المال. فكندا شرّعت استخدام القنب الهندي عام 2018. وأوتاوا، عاصمتها التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، تقدّر ما كسبته من الضرائب المفروضة على مبيعات "القنب الهندي" بما يعادل 60 مليون جنيه إسترليني، في السنة الأولى فحسب. وإذا افترضنا أن ضريبة مماثلة  فُرضت عندنا وكانت نسبة مستخدمي القنب الهندي  في لندن التي يبلغ عدد سكانها 8 ملايين نسمة معادلة لنسبة أولئك الذين يتعاطونه في أوتاوا، فإن عدم تجريمه في العاصمة البريطانية سيحقق دخلا عاما يقدر بمليار جنيه سنويا. وهذا يغطي تكلفة تشغيل 10 آلاف عنصر شرطة أو ثلث عدد العاملين في شرطة ميتروبوليتان اللندنية.

لا تُنفق حالياً الأموال المتأتية من تجارة المخدرات، بالطبع، على الخدمات العامة، بل إن جزءاً كبيرا منها يذهب إلى جيوب كبار تجار المخدرات المحظورة. وباعتباري عضوة في "لجنة عنف الشباب" التي تضمّ ممثلين عن الأحزاب كلها، فقد رايت أدلة دامغة  تربط جرائم السكاكين بعصابات المخدرات المنظمة. فالعصابات تلجأ إلى العنف المفرط  لحماية تجارتها غير المشروعة والمربحة، وكل المجموعات الإجرامية على أتم الاستعداد لاستغلال الشباب الضعفاء للحفاظ على امتيازاتها. وقد أسفرت عملية قامت بها الشرطة ضد العصابات عام 2018 عن مصادرة 140 سلاحا بينها المسدسات والسيوف والسواطير والسكاكين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إن تأسيس سوق قانوني ومنّظم للقنب الهندي، وهذا واحد من مقترحاتي بخصوص لندن، من شأنه أن يسحب البساط من تحت هذه العصابات ويجعل عاصمتنا أكثر أماناً بالنسبة للجميع. وفي الوقت نفسه، سنستطيع أن نوفر الكثير من وقت الشرطة والنظام القضائي الذي يضيع حالياً في النهوض بأعباء التعامل مع مخالفات تتعلق بحيازة القنب الهندي. وسيكون بوسعنا أيضاً تخفيف وطأة الضرر الذي تُلحقه بحياة الناس  الإدانات بارتكاب مخالفات تتصل بالقنب الهندي. جدير بالذكر أن القانون يعاقب على حيازة كمية من هذه المادة  بالسجن لمدة قد تصل إلى خمس سنوات، أو بدفع غرامة غير محدّدة أو بكليهما معاً.  واللافت أن تلقي المرء تنبيها بشأن القنب الهندي سيؤدي إلى إدراج اسمه في قوائم المحكومين وبالتالي إلى نسف فرصه المهنية في المستقبل. وفي عام 2017  وحده وُجهت تنبيهات بسبب حيازة القنب الهندي لـ 6500 شخص في المملكة المتحدة.

وبوسع سوق مُنظم على نحو مناسب أن يتحكم بنوعية وقوة القنب الهندي المتوفر. وهذا سيعني أن المستخدمين لن يحتاجوا إلى شرائه من تجار المخدرات الذين قد يعرضون عليهم أيضاً  أصنافا خطيرة تدخل ضمن خانة المخدرات (أيه)، أوقنباً هندياً قوياً جدا (يعرف باسم سكانك)، أو مخدرات مخلوطة بمواد مضرة أخرى.  إضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هناك أدلة من الولايات المتحدة تُظهر أن المراهقين يستخدمون القنب الهندي هناك بعد تشريعه بمعدل أقل.

يفهم الجمهور هذه المناقشات، وهذا هو السبب الذي جعل نتيجة استطلاع الرأي الأخير الذي أُجري في لندن، أن 63% من المشاركين أعربوا عن تأييدهم لتشريع استخدام القنب الهندي للترفيه عن النفس. ولا مفر للسياسيين من تلقي أسئلة عمّا إذا كانوا قد تعاطوا يوما المخدرات. أستطيع أن أقول بكل صدق، إنني لم أتعاطاه، ويبدو أن هذا يجعلني سياسية نادرة. لكن ما أعرفه عن المخدرات، هو أنني سأدفع   باتجاه عدم تجريم استخدام القنب الهندي إذا فزت بمنصب محافظ العاصمة، وذلك لشلّ عصابات المخدرات، ولجعل العاصمة أكثر أمنا للشباب واستخدام الضريبة المفروضة على القنب الهندي لتغيير وجه لندن. 

( شابون بينيتا مرشحة حزب الديمقراطيين الأحرار لمنصب محافظ لندن)

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء