Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مؤتمر فيينا... نحو ميثاق شرف إعلامي ضد خطاب الكراهية

ملتقى دولي ينظمه مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز للحوار بين الأديان والثقافات في العاصمة النمسوية

دور الإعلام بوجه خطاب الكراهية شكل محوراً رئيساً في الملتقى الدولي لمناهضة خطاب الكراهية (اندبندنت عربية)

دور الإعلام في التعاطي مع خطاب الكراهية شكل المحور الأهم في النقاشات والحوارات التي دارت في الملتقى الدولي لمناهضة خطاب الكراهية، الذي ينظمه مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز للحوار بين الأديان والثقافات في العاصمة النمسوية فيينا.

اختلاط المفاهيم والمسؤولية القانونية

الخلط بين الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام البديل، كان واحداً من أكثر القضايا التي تركز عليها النقاش، فوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة لها في المجمل ضوابط مهنية وتخضع لقوانين الدول التي تعمل فيها، واستعمالها أو تمريرها لهذا الخطاب يكون بحسب الصحافي برهان الوزير إذا كان هناك ضوء أخضر أو رضا صامت عن هذا الخطاب، لأن الأطراف الإعلامية التي تمرر خطاب الكراهية تعلم أنها لن تكون تحت سلطة القانون وتتصرف بحرية في استعماله بما يخدم مصالح وأجندات أطراف تشجع عليه، بينما تشهد منصات التواصل الاجتماعي حالات انتشار كثيرة لهذا الخطاب ضمن ما يسمى بحرية التعبير، والتي اعتبرتها المحامية التشيكية كارلا كالينوفا المختصة في الدفاع عن ضحايا خطاب الكراهية، مهددة للحياة الخاصة للضحايا وتشكل تشجيعاً على تجاوز الخطاب إلى ممارسة العنف والحقد كمخرجات لهذا الفكر.

واعتبرت المحامية كالينوفا أن القوانين التي تم تطبيقها في دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة هذا الخطاب أعطت نتائج إيجابية جداً، إذ انخفضت نسبة هذه الجرائم بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي منذ ثلاث سنوات مقارنة بما كانت عليه في السابق، وهذا يؤكد أن مواجهة خطاب الكراهية بالقانون تعطي نتائج إيجابية مقارنة بالسابق.

من جهته، اعتبر الأب رفعت بدر رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام في الأردن، أن الوقت قد حان في كثير من دول العالم لتجريم هذا الخطاب، وليس الاكتفاء بأن تتقدم الضحية بشكوى لشرطة الجرائم الإلكترونية، لأن الهجوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي جريمة عامة ومسؤولية من يحمي القانون والمطالب بإنفاذه واضحة لحماية الضحية والمجتمع، وللأسف الكثير من هذه الجرائم لا يتم الإبلاغ عنها لأن الضحايا تخاف أو لا تملك الإمكانيات المادية أو المعنوية لإثبات شكواها أمام القضاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الفصل بين حرية التعبير وخطاب الكراهية

كيف يمكن الحديث عن حرية التعبير في ظل تشديد القوانين التي تحارب خطاب الكراهية؟ وأين حدود الفصل مع حرية التعبير ومن سيضمن عدم ملاحقة المواطنين بالقانون على ما يعبرون عنه؟ وهذا قد يفتح الباب مجدداً لقمع الحريات الشخصية وإغلاق الأفواه، هذه المخاوف تعتبرها السيدة أليساندرا كوبولا الناشطة الشبابية الإيطالية مبررة ومنطقية، وتطالب بأن تكون هناك ضوابط محددة لمنع استعمال هذه القوانين كبوابة لقمع الحريات، خصوصاً للشباب الذين يعتبرون وسائل التواصل الاجتماعي منفذهم الأول نحو العالم الافتراضي الآخر.

مخاطر الفوضى الاعلامية

وانتشار وسائل الإعلام والمنصات والمواقع شكل تغييراً كبيراً في التعاطي مع الإعلام، وبحسب تقدير الإعلامي السعودي سلطان القحطاني في حديث لموقع "اندبندنت عربية"، فالإعلام له دور كبير في مواجهة خطاب الكراهية إذا فهم الرسالة الحقيقة لدوره في الأمر.

وأضاف القحطاني نحن نعاني من فوضى إعلامية، في حقيقة الأمر لم تعد هناك منصة اعلامية واحدة قادرة على أن تقود مشروعاً للتصدي لخطاب الكراهية وإشاعة خطاب التسامح، ولكن على الرغم من كل هذه الفوضى فالتفاؤل يطرح نفسه بقوة خاصة وهناك بوادر تجميع وتوحد إعلامي لمحاربة هذه النماذج المتطرفة بالحوار وفي الأفكار الإعلامية التي يمكن تطويرها بالعمل المشترك إعلامياً، ما سيساهم بشكل كبير في القضاء على هذا الخطاب بسرعة كبيرة والأمر ليس سهلاً ولكنه ليس مستحيلاً.

واعتبر القحطاني أن أهم الآليات التي على الإعلام العمل بها تتركز في إشاعة ثقافة الحوار وثقافة تقبل الآخر، هذه الثقافة إذا نجح إيصالها للشباب بسن مبكرة، وإدخالها للمدرسة والمؤسسات الدينية، فسيكون هناك دور تكاملي لأنه لا يستطيع أحد أن يحتكر محاربة خطاب الكراهية لأنه نتاج عن قضايا عدة ليست منحصرة في الإعلام فقط، وهناك خطاب الكراهية المجتمعي، وخطاب الكراهية الديني، وفي كل مناحي الحياة، هناك خطاب متطرف ومواجهته تبدأ أساساً بالتثقيف والحوار خط الدفاع والحماية الأول.

ميثاق شرف إعلامي

الانتقال من التصدي لخطاب الكراهية إلى التعاطي الإعلامي المهني في مواجهة هذا الخطاب، شكل محوراً مهماً في أعمال الملتقى حيث طرحت فكرة ميثاق شرف إعلامي مناهض لخطاب الكراهية يكون أساساً يبنى عليه العمل الإعلامي المقبل، ويلتزمه به الصحافيون والعاملون في المؤسسات الإعلامية كمرحلة أولى ويكون بالتدريج ملزماً للمؤسسات الاعلامية في المستقبل.

البرفيسور محمد أبو النمر كبير مستشاري المركز، اعتبر أن الهدف من هذا الملتقى الدولي والعدد الكبير من المشاركين من أوروبا والعالم العربي قد تحقق، بتسليط الضوء على موضوع خطاب الكراهية ودور المؤسسات الدينية وصانعي القرار السياسي والاعلام في محاربة ومناهضة خطاب التطرف والكراهية.

وقال أبو النمر إن طرح فكرة ميثاق شرف إعلامي لمواجهة خطاب الكراهية وتضمينها في وثائق الورشات شيء مهم وله ضرورة كبيرة، ومثل هذه الوثيقة على المستويات العربية والأوروبية والعالمية نحن بحاجة لها، وبحاجه لترتيبات كيف ننشرها، لا سيما مع جيل الصحافيين الشباب الذين يملكون القدرات المهنية الرقمية، وهذه فكرة جميلة يمكن أن نعمل عليها وتحقق نتائج كبيرة جداً.   

واعتبر أن مثل هذا الحيز الزمني الذي إتاحه الملتقى خلال يومين، منح المشاركين مساحات زمنية يتكلمون فيها عن أفكار ومخططات عينيه يمكن أن تنجح إذا كان هناك عمل مستقبلي مشترك بينهم، وأن خطط العمل التي خرج بها الملتقى، خطط عمل عينية ويمكن تطبيقها، وليست نسيجاً خيالياً، بل تأتي من مشاركين لهم تجربة على الأرض ورؤى واقعية قابلة للتطبيق وهذا نجاح كبير.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات