Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإمارات تسحب قواتها من عدن وتسلمها للقوات السعودية

طمأنت الشعب اليمني في بيانها " سنواصل الجهود لمصلحة اليمنيين بعد تأمين عدن " .

مغادرة القوات الإماراتية تمت بعد 3 مراحل هي التحرير والتأمين والتمكين (أ ف ب)

أعلنت حكومة الإمارات عبر وكالتها الرسمية (وام) أنها غادرت اليمن بعد تحرير ثاني أكبر المحافظات اليمنية (عدن ) وتأمينها وتسليمها للسعودية وللشرعية اليمنية".

وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية في بيانها الصادر الأربعاء 30 أكتوبر( تشرين الأول) إن عملية تسليم عدن تمت وفقا لاستراتيجية ممنهجة لضمان المحافظة على الانجازات العسكرية المتحققة، وقد انتهت العملية بنجاح تام، مضيفة في بيانها " أن قواتها قامت بتحرير عدن من ما أسمتها "الميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية" بدءا من 17 يوليو ( تموز ) 2015 ولم تغفل القوات المسلحة الإماراتية الدور الذي قامت به حليفتها السعودية قائدة التحالف العربي تجاه " الانقلاب الحوثي والتغلغل الإيراني " الذي يهدف كما تقول في بيانها "للسيطرة على اليمن".

مراحل المغادرة

وبحسب البيان الإماراتي فإن المغادرة تمت بعد 3 مراحل هي " التحرير ، والتأمين، والتمكين " وذكرت أن القوات الإمارتية وبعد إنهائها المراحل الثلاث، قامت ببناء خطط استراتيجية معتمدة من قيادة التحالف العربي يقضي بعد ذلك بتسليم عدن إلى القوات السعودية واليمنية الشقيقة لمواصلة تأمين المدينة الواعدة على بحر العرب جنوب البلاد، والتي تعد أيضا ثاني أكبر المدن اليمنية بعد صنعاء".

وطمأنت الإمارات في بيانها الشعب اليمني قائلة "سنواصل تقديم ما بوسعنا لمصلحة اليمنيين، كما أننا قمنا بتأمين المدينة عسكريا وتثبيت الاستقرار"بجانب جهود السعودية بحسب البيان الذي قالت فيه " أنها تمكنت من ملاحقة فلول الإرهابيين والقضاء على كافة بؤر التهديد اليمني وتعزيز الاستقرار في أرجاء المحافظة بعد تدريبها وتسليحها وتأهيلها للقوات اليمنية ".

القيادة الإماراتية قالت أنها " ستواصل حربها ضد التنظيمات الإرهابية في المحافظات اليمنية الجنوبية والمناطق الأخرى بالتعاون مع القوات الشقيقة " مشيدة بالدور الذي حققته قواتها منذ تحرير عدن في العام 2015 ".

وفور عودة القوات الإمارتية العائدة من عدن، كان في استقبال كتيبتها وزير الدولة لشؤون الدفاع محمد بن أحمد البواردي والفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية.

وصول قوات سعودية 

ووصلت إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، على دفعتين، وحدات عسكرية من القوات السعودية، في إطار عملية التبادل التي جرت مؤخرا بين السعودية والإمارات، شريكا التحالف العربي.

وبحسب مصدر محلي في عدن، فقد شهد  ميناء الحاويات في مدينة المعلا بمحافظة عدن، وصول سفينتين عملاقتين، تحملان على متنهما المئات من الجنود والضباط السعوديين، وعشرات العربات العسكرية المدرعة ومعدات عسكرية أخرى.

وأكد المصدر لـ"اندبندنت عربية"، أن الدفعة الثانية من القوات السعودية التي وصلت مساء أمس، تضم في صفوفها وحدات عسكرية تابعة للقوات البحرينية، في إطار عملية التموضع المتفق عليها مؤخرا بين المملكة والإمارات الذي أعلنت عنه قيادة قوات التحالف الإثنين الماضي، موضحا أن قوافل القوات العسكرية السعودية، اتجهت فور وصولها، إلى مقر التحالف العربي الواقع بمدينة البريقة غربي مدينة عدن.

سبق ذلك، انتشار قوات سعودية في عدد من المواقع الحيوية الهامة في المدينة، من بينها مطارها الدولي، وقصر معاشيق (الرئاسي)، وميناء المدينة والمعسكرات المحيطة بمنطقة البريقة حيث مقر قوات التحالف الرئيس.

تتويج اتفاق الرياض

وفي ترجمة فعلية لاتفاق الرياض، أعلن التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، الإثنين، إعادة تموضع قواته في الأراضي اليمنية، وفقاً لمتطلبات العمليات الراهنة على الأرض، التي استدعت أن تكون العاصمة اليمنية المؤقتة (عدن) بقيادة السعودية.

وأعلنت قيادة قوات التحالف في بيان، أنه "في إطار جهودها المستمرة لتنسيق خطط العمليات العسكرية والأمنية في اليمن وتعزيز الجهود الإنسانية والإغاثية، إضافة إلى تعزيز الجهود لتأمين الممرات المائية المتاخمة للسواحل اليمنية عموماً، ومكافحة الإرهاب على كامل الأراضي اليمنية، فقد تم إعادة تموضع قوات التحالف في (عدن) لتكون بقيادة المملكة وإعادة انتشارها وفق متطلبات العمليات الحالية".

وبحسب ما ذكرته صحيفة " الشرق الأوسط " اللندنية" عن مصادرها فإن ما اسمته بـ"اتفاق جدة" الذي تستضيفه السعودية " يناقش الجوانب الخلافية بين "الشرعية والانتقالي" على جميع الأصعدة السياسية والأمنية والعسكرية والإدارية مع وجود ضمانات للتنفيذ تشرف عليها لجنة مشتركة تقودها السعودية ".

وسيشهد الاتفاق حضور المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى جانب سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن وسيناقش الاتفاق عدة نقاط هي: تشكيل حكومة جديدة، وتشكيل لجنة خاصة مناصفة بعضوية الانتقالي والتحالف لمراقبة أداء الحكومة والإشراف عليها، وإيقاف جميع الملحقين في السفارات وإعادة هيكلة الوظاف الدبلوماسية والوكلاء في الوزارات الحكومية ، وأخيرا " أن تودع إيرادات الدولة في البنك المركزي بعدن ".

ومن المتوقع أن يطوي الاتفاق تداعيات الأزمة التي أدت لاحتدام المواجهات العسكرية بين القوات الحكومة اليمنية والقوات الموالية " للانتقالي الجنوبي "والتي أسفرت عن سيطرة للانتقالي على مدينة عدن ولحج وأجزاء من محافظة أبين".

إشادة يمنية 

والإثنين الماضي، أشاد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، خلال اجتماع استثنائي بهيئة مستشاريه، بحضور كافة قيادات حكومته، بـ"الجهود الحميدة التي بذلتها وتبذلها على الدوام المملكة في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار وإرساء معالم السلام في اليمن عبر جهودها المضاعفة ميدانياً وسياسياً ودعماً تنموياً"، تبع ذلك بساعات، إعلان مدير مكتبه، عبد الله العليمي، عن التوصل إلى "صيغة وطنية لحل أزمة التمرد في عدن بجهود كبيرة بذلتها المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان".

في حين قال نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك في تغريدة له على صفحته في "تويتر"، "إنه يناشد الجميع ترك كل المناكفات وبدء مرحلة جديدة مع الاتفاق الذي هو طوق الخلاص في هذه المرحلة، وتغليب مصلحتنا جميعا وهو الانتصار للحق بتوحيد كل الجهود في مواجهة الشر الأكبر إيران وحلفائها ولا نلتفت للاستفزازات ولا لخطابات الكراهية. ثقتنا بالتحالف بقيادة السعودية من الوهلة الأولى".

خطوة لتحقيق السلام

وفي تعليق له عبر صفحته الرسمية على "تويتر"، وصف رئيس الوزراء اليمني السابق، أحمد عبيد بن دغر، ‏اتفاق الرياض بأنه "سيكون الخطوة الأولى لتحقيق السلام في المحافظات المحررة وبناء الدولة الاتحادية التي توفر القدر المناسب من العدالة، وتحترم المواطنة المتساوية وترفض الإقصاء والتهميش ويضمن دمج الوحدات العسكرية والأمنية تحت مظلة وزارتي الدفاع والداخلية وإعادة عمل كافة مؤسسات الدولة".

ترحيب إماراتي

من جانبه، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي أنور قرقاش، في تغريدات على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن "بيان التحالف حول تموضع القوات في عدن، وإعادة انتشارها، محصلة جهود سعودية خيّرة ومُقدرة".

وأضاف أن "أدوات التحالف السياسية مكملة لقدرته العسكرية، ونمضي معاً بثقة في توحيد الصف وتعزيزه، وستبقى الإمارات الداعم والعضيد للمملكة، لما فيه مصلحة اليمن الشقيق، وتحقيق أهداف التحالف".

المزيد من العالم العربي