Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صفاء سلطان: المشاهد تحول إلى ناقد لاذع لا يرحم

تتمنى الممثلة السورية أن تصبح هناك سينما عربية مشتركة

الممثلة السورية صفاء سلطان (حساب "فيسبوك" الخاص بها)

غادرت صفاء سلطان مصر بعد مشاركتها في الدورة 35 لـ "مهرجان الإسكندرية السينمائي" متوجهة إلى بيروت ومن بعدها إلى سوريا لمتابعة نشاطها الفني.

صفاء سلطان أكدت أنها المرة الأولى التي تشارك فيها في مهرجان فني يقام في مصر، مبدية إعجابها بأجواء مهرجان الإسكندرية السينمائي وبجمعة الفنانين فيه، مشيرة إلى أنها كانت محظوظة لأنه في دورته الأخيرة كرّم نبيلة عبيد لأنها تحبها كثيراً، مضيفة "هي تاريخ وأيقونة فنية، وأنا فرحت كثيراً جداً لأنه تم تكريمنا في يوم واحد، وكان اسمي متصدراً إلى جانب اسمها في الصحافة المصرية، وهذا ما جعلني أشعر وكأنني قمت ببطولة فيلم سينمائي".

درب السماء واعتراف

سلطان التي شاركت في المهرجان عن فيلم "درب السماء" لم تتح أمامها الفرصة لمشاهدة كل الأفلام، كما قالت بسبب تضارب مواعيد عرضها. وأضافت "كل الأفلام المشاركة كانت مهمة جداً وفيلم درب السماء فاز بجائزتيّ أفضل فيلم وأفضل ممثل التي ذهبت إلى الفنان أيمن زيدان، كما فازت ديما قندلفت بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم الاعتراف للمخرج باسل الخطيب، وهذا الأمر أسعدني كثيراً. ومع أنني لم أفز بجائزة عن الفيلم الذي شاركت فيه، لكني شعرت أن وجهي كان خيراً عليه، خصوصاً أن ظروفه كانت قاسية، وتناول الأزمة النفسية التي يعاني منها السوريون بسبب الحرب. الكل تعاطف مع الحالة الإنسانية التي أضاء عليها هذا الفيلم حتى أن البعض بكى في الصالة عند عرضه".

وعما إذا كانت تعتبر أن الدراما السينمائية في سوريا تفوقت على الدراما السينمائية في مصر، كونها حصدت كمّاً كبيراً من الجوائز، أوضحت سلطان "لبنان فاز أيضاً بجوائز وكذلك مصر، ولكن كان هناك تعاطف مع سوريا، لأن الجانب الإنساني كان طاغياً وأثّر في أعضاء لجان التحكيم، هذا عدا أن نوعية الأفلام السورية جيدة وتُنافس بشراسة. صناعة السينما في سوريا تتميّز بمستواها العالي، ويوجد عندنا مخرجون مهمون جداً ومواضيع تطرح بطريقة احترافية وصورة ناطقة".

في المقابل، تمنّت سلطان أن تصبح هناك سينما عربية مشتركة، كما حصل في الدراما التلفزيونية، مشيرة إلى إنها في حال وجدت فسوف تنجح كما حصل في التلفزيون، على أن تعالج الأفلام قضايا عربية مشتركة يمكن أن تكون سياسية أو عاطفية أو اجتماعية، معتبرة أن هذا الأمر يتوقف على همّة المنتجين العرب وصناع السينما.

عمل بدوي في الأردن

كما أشارت سلطان إلى أن الدراما السينمائية في سوريا لم تتفوق على الدراما التلفزيونية، بل هما تسيران بشكل متوازٍ. وتابعت "في فترة من الفترات تفوقت الدراما السورية وبشدة، ولكنها ما لبثت أن تراجعت بسبب الحرب، وما لبثت أن نهضت مجدداً وأصبح لها جمهور واسع يتابعها".

إلى ذلك، أوضحت سلطان بأنها انتهت من تصوير عمل بدوي في الأردن سوف يُعرض في رمضان 2020، معقبّة أنها المرة الأولى التي تشارك في عمل بدوي، وأن النص شجعها على خوض هذه التجربة، وكذلك الدور لأنه جديد ومختلف عن كل ما قُدِّم سابقاً، كما أنها تشارك في الجزء الثاني من "ببساطة" مع باسم ياخور.

وعن ارتباط اسمها باسم الفنانة ليلى مراد التي قدمت سيرتها الذاتية في عمل درامي تلفزيوني، مع أنها قدمت الكثير من الأعمال الناجحة خلال مشوارها الفني، أوضحت سلطان "لأنني كنت بطلة العمل، حتى أن بعض المصريين ينادونني الست ليلى مراد. عادة يقترن اسم الفنان باسم الشخصية التي يلعبها، خصوصاً في أعمال السيَر الذاتية، مثلاً يقال لعابد فهد الحجّاج ولسلوم حداد الزير سالم، كما يمكن أن يحصل هذا الأمر أيضاً عندما يتعلق الناس بعمل ما، فيحفظون أسماء شخصياته وينادون الفنان باسمها، فالبعض ينادينني نجوى وهي الشخصية التي قدمتها في مسلسل الولادة من الخاصرة. ارتباط اسم الفنان باسم الشخصيات التي يلعبها يفرحه كثيراً لأنه يؤكد أنه بذل جهداً وتعباً كبيريْن فيها، وتكون جائزته الحقيقية مناداة الناس له بأسماء تلك الشخصيات، وليست الجوائز التي يحصدها في المهرجانات".

سلطان التي يختارها المخرجون للأدوار الصعبة والمركبة، أوضحت أن هذا الكلام أكده لها المخرج سامر البرقاوي عندما اختارها للمشاركة في مسلسل "دولار". وأضافت "أي دور صعب ومرّكب بالنسبة إليّ، هو امتحان ومتعة في آن. الدور السهل يمضي وينتهي، بينما نحن نستمتع بالأدوار الصعبة وننتظر الأصداء حولها، لأن الحكم النهائي عليها يعود للناس وحدهم. اليوم، تحول المشاهد إلى ناقد لاذع وهو لا يرحم، وهنا أتحدث عن النقد وليس عن التجريح لأن بعض الناس لا يرضون عن الفنان مهما قدّم لهم".

خلافات وتقليد

من ناحية أخرى، علّقت سلطان على إطلالات النجوم السوريين في البرامج التلفزيونية والتي نتجت منها مشكلات وخلافات كثيرة، وجد البعض فيها انعكاساً للكراهية التي تحكم علاقتهم ببعض بعضاً، وقالت "الخلافات موجودة أينما وُجد الفن، ولكن في سوريا تحديداً فإن الخلافات بين الفنانين بسيطة جداً، وقد تكون بسبب الاختلاف في وجهات النظر أو لسبب بسيط من المعيب التحدث عنه، ولكن نوعية البرامج التي تقدّم في هذه المرحلة، جعلت الفنان السوري يتحدث عنها، فينتج منها نوع من الجدل، وهذا الأمر لم يكن يحصل سابقاً، بل كانت الخلافات تقع وتنتهي ولا يعلم بها أحد. الفنانون في سوريا كالأخوة، وهم قد يختلفون ولكن كل شيء يمكن أن ينتهي بنظرة أو كلمة، لأنه لا يوجد كره وضغينة في دواخلهم تجاه بعضهم بعضاً".

واستبعدت سلطان أن تكون الأموال التي يتقاضاه الفنان لقاء إطلالاته التلفزيونية هي التي تجبره على البوح بأمور لا يرغب في التحدث عنها في الأساس. وأضافت "نحن نتقاضى مبالغ بسيطة لقاء إطلالتنا التلفزيونية وليس مبالغ ضخمة كما يظن البعض، حتى أننا يمكن أن نطل في بعض البرامج من دون أجر مادي، ولمجرد أنها تحظى بنسبة مشاهدة عالية. الفنانون السوريون ليسوا ماديين، وأحياناً يمكن أن يشارك الفنان في مسلسل من دون أن يتقاضى أجراً خدمة لشخص يحبه له علاقة بالعمل".

كما نفت سلطان ما تردد حول أن برنامج "أكلناها" يدفع 10 آلاف دولار لكل فنان يستضيفه. وتابعت "هذا الرقم غير صحيح، وما يتقاضاه الفنان لقاء ظهوره فيه هو مبلغ رمزي، وعادة يُقال له تفضل هذا المبلغ ليس من قيمتك، هذا عدا عن أن باسم ياخور هو صديق لكل الفنانين".

وعن موقفها من الانتقادات التي وجهت إليها بسبب فشل تقليدها لـ نجوى كرم وجورج وسوف في إحدى إطلالاتها التلفزيونية الأخيرة، أشارت سلطان إلى أن مقدم البرنامج مصطفى الأغا أحرجها بهذا الطلب، مؤكدة أنها تقوم عادة بالتحضيرات اللازمة قبل أن تقوم بتقليد أي فنان، وتابعت "الأمر حصل بشكل مفاجئ ويومها لم أكن قد حضّرت نفسي لتقليد أي فنان. يمكنني تقليد أحلام وأصالة من دون تحضير مسبق، ولكن تقليد نجوى كرم يحتاج إلى تحضير لأنها شمس الأغنية".

تعثّر إنتاجي

وأوضحت سلطان أن بعض الفنانين يزعلون عند تقليدهم وآخرون لا. وأضافت "سبق أن قلّدت أصالة في حضورها وفي برنامجها، فضحكت من كل قلبها وقالت إنها تفرح عندما أقوم بتقليدها لأنني عفوية وطالبت المنتجين بعمل استعراضي خاص بي، وهذا حلم من أحلامي، ولا أعرف ما إذا كان ممكناً تحقيقه. كثيرون يطالبونني بتقديم الفوازير، ولكن المنتجين يرون أن الفوازير كان لها جمهور يحبها ويتابعها، بينما هي اليوم لم تعد مطلوبة والناس لا يهتمّون بها وأنا أجدهم محقون في كلامهم".

وعن مشاريعها للفترة المقبلة، أشارت سلطان إلى أنها أبدت موافقة مبدئية على فيلم مصري من إنتاج لبناني، وهي تنتظر ردّاً من القيمين عليه، لأن مصر تعاني من تعثّر إنتاجي.

المزيد من فنون