Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شجرة الميلاد في دمشق القديمة مضاءة بخوف

تقام الاحتفالات وسط إجراءات أمنية مشددة وشبح تفجير "مار إلياس" يهيمن على المناسبة

بالقرب من شجرة تحمل صور ضحايا التفجير الذي استهدف كنيسة "مار إلياس"، 23 ديسمبر 2025 (أ ف ب)

ملخص

عند المدخل الرئيس لحي باب شرقي في دمشق القديمة وقف ضابط ومعه جهاز لاسلكي وورقة تظهر نقاط توزع عناصره، وقال لوكالة الصحافة الفرنسية من دون الكشف عن اسمه "وضعنا خطة أمنية تشمل أحياء ومناطق عدة في العاصمة من أجل ضمان سلامة جميع المواطنين"، مضيفاً أن "واجب الدولة حماية كل أبنائها من مسيحيين ومسلمين، واليوم نؤدي واجبنا بحماية الكنائس وتأمين احتفالات الناس".

تزين أضواء الاحتفالات أحياء دمشق القديمة الصاخبة مع حلول عيد الميلاد، وسط إجراءات أمنية مشددة حول مداخلها وكنائسها، بينما تعتري المخاوف الأقلية المسيحية.

في باحة مطرانية السريان الكاثوليك في دمشق القديمة تتجول تالا شمعون (26 سنة) مع عائلتها وأصدقائها في سوق ميلادي، بينما ينتشر شبان من أبناء المنطقة في المكان، وتقول طالبة الدراسات العليا في كلية الطب "يعود الناس باكراً لمنازلهم وثمة مخاوف"، مضيفة "شهدنا أكثر من جريمة في دمشق ومنها حالات سرقة وخطف، لكن تفجير الكنيسة كان المأساة الأكبر".

اليوم نؤدي واجبنا

وفاقم تفجير انتحاري داخل كنيسة "مار إلياس" في حي الدويلعة الدمشقي في يونيو (حزيران) الماضي، أسفر عن مقتل 25 شخصاً ونسبته السلطات إلى تنظيم "داعش"، مخاوف المسيحيين خلال المرحلة الانتقالية، وقد وقع التفجير الذي تبنته مجموعة متطرفة غير معروفة تحمل اسم "سرايا أنصار السنّة"، بعد أشهر من إطاحة الحكم السابق الذي قدم نفسه حامياً للأقليات، علماً أنه لم يحمها من هجمات متكررة خلال أعوام النزاع الذي شهدته سوريا بدءاً من عام 2011، وتبنى تنظيم "داعش" عدداً منها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعززت تلك المخاوف بعد أعمال عنف اتخذت طابعاً طائفياً في الساحل السوري ذي الغالبية العلوية، وفي السويداء ذات الغالبية الدرزية، خلال العام الماضي، على رغم تأكيد السلطات مراراً حرصها على التعايش وحماية جميع المكونات.

وتضاءل وجود المسيحيين في سوريا من نحو مليون قبل اندلاع النزاع عام 2011 إلى أقل من 300 ألف جراء موجات النزوح والهجرة، وفق تقديرات خبراء.

وعند المدخل الرئيس لحي باب شرقي في دمشق القديمة وقف ضابط ومعه جهاز لاسلكي وورقة تظهر نقاط توزع عناصره، وقال للصحافة الفرنسية من دون الكشف عن اسمه "وضعنا خطة أمنية تشمل أحياء ومناطق عدة في العاصمة من أجل ضمان سلامة جميع المواطنين"، مضيفاً أن "واجب الدولة حماية كل أبنائها من مسيحيين ومسلمين، واليوم نؤدي واجبنا بحماية الكنائس وتأمين احتفالات الناس".

لجان محلية

وفي الحي ذاته تزين كرات حمراء أغصان الأشجار على جانبي الطريق بينما أنارت بعض المتاجر واجهاتها، وينادي باعة جوالون على العابرين لشراء القهوة أو الكستناء المشوية، وفي الأثناء تنتشر قوات أمن تابعة لوزارة الداخلية، يحرص عناصرها على تفتيش بعض المارة وتوقيف دراجات نارية.

وإضافة إلى انتشار قوات الأمن في الأحياء تتولى لجان محلية حماية الكنائس بالتنسيق مع السلطات، فمن أمام مطرانية السريان الكاثوليك يشرف فؤاد فرحة (55 سنة)، وهو مسؤول أمني في لجنة محلية في حي باب توما، على انتشار عدد من الشباب المسيحيين الذين يرتدون ملابس سوداء ويحملون أجهزة لاسلكية أمام الكنائس، ويقول فرحة للصحافة الفرنسية "يخشى كثير من الناس والمحتفلين والمصلين من الاكتظاظ الذي قد يزيد أخطار حصول خرق أمني، لكن مع الإجراءات الأمنية يشعرون بأمان أكبر ويخرجون بأريحية".

وفرحة واحد من عشرات الشبان المسيحيين غير المسلحين الذين شكلوا مجموعة اطلقوا عليها اسم "فزعة"، مهمتها حماية الكنائس بشكل رئيس والانتشار ليلاً في الأحياء ذات الغالبية المسيحية، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، ويوضح فرحة "نتخذ في الأحياء المسيحية إجراءات لحماية الاحتفالات منعاً لحدوث أي أمر مريب، ولنتجاوز أي إشكال بالتنسيق مع قوات الأمن".

إجراءات ضرورية

قرب كنيسة الأرمن الأرثوذكس عند مدخل دمشق القديمة تجولت لوريس عساف (20 سنة) مع أصدقائها للاستمتاع بالأجواء الميلادية، وتقول الطالبة الجامعية للصحافة الفرنسية "تستحق سوريا الفرح وأن نكون فيها سعداء ونأمل بمستقبل جديد"، مضيفة "كانت الطوائف كافة تحتفل معنا، ونأمل أن نبقى كذلك في الأعوام المقبلة".

أما في محيط كنيسة "مار إلياس" في حي الدويلعة فثبتت قوى الأمن الداخلي سوراً حديدياً يحدد مسارات الدخول والخروج، وانتشر عناصر شرطة بعتادهم الكامل وفرضوا تفتيشاً دقيقاً على كل من دخل الكنيسة مساء الثلاثاء خلال قداس حضره عدد محدود من المصلين.

وأضاء أبناء الكنيسة مجسم شجرة ضخمة مزينة بـ22 نجمة حملت كل منها صورة أحد ضحايا تفجير يونيو الماضي، وعلقوا لافتة قربها كتب عليها "زينة شجرتنا.. شهداء كنيستنا"، وتقول عبير حنا (44 سنة) بعدما أضاءت شمعة داخل الكنيسة، إن "عيدنا هذا العام استثنائي بسبب الألم والحزن وما تعرضنا له"، مضيفة أن "الإجراءات الأمنية ضرورية لأن الخوف لا يزال موجوداً".

وإضافة إلى عبير أضاءت هناء مسعود شموعاً لروح زوجها بطرس بشارة الذي قضى مع عدد من أفراد عائلته داخل الكنيسة، وتقول بحسرة للصحافة الفرنسية وقد خنقتها دموعها "إذا دخلنا إلى الكنيسة تعرضنا لتفجير، فمن أين نأتي بالأمان؟".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات