ملخص
في ليلة درامية بملعب أنفيلد أنقذ "البديل السوبر" كييزا فريقه ليفربول من هزيمة جديدة بتدخل بطولي، وسط أداء متذبذب، وتألق لافت لسندرلاند الذي أثبت ذكاء صفقاته وقدرته على منافسة الكبار بجرأة.
بدأ فيدريكو كييزا في صناعة سمعة لنفسه كأحدث "البدلاء السوبر" في ليفربول بفضل قدرته على تقديم مساهمات تهديفية حاسمة داخل منطقة جزاء المنافسين. وحين عزز هذه السمعة، فعل ذلك ببطولة في الوقت بدل الضائع داخل منطقته هو. حيث نجا ليفربول من هزيمته الـ10 في 14 مباراة، والثالثة توالياً على ملعبه، ومن هدف كان سيشكل إحراجاً بالغاً أحرزه لاعب دُفع به إلى الملعب لتسجيل هدف الفوز. وربما لم يحقق حتى ديفيد فيركلو أو ديفوك أوريغي، من أجيال البدلاء المميزين السابقة، مثل هذا الإنجاز.
قراءة سلوت للحظة الحاسمة
لكن حين تجاوزت كرة تسديدة ويلسون إيسيدور حارس ليفربول أليسون في الدقيقة الـ94، هب كييزا لإنقاذ فريقه. وقال مدربه آرني سلوت مسترجعاً الواقعة "رفعت رأسي وشاهدت لاعبهم حراً تماماً عند الخط. الجميل أن فيدي كان يمكن أن يقول لنفسه: لا شيء يمكنني فعله، فأنا بعيد جداً من الموقف، لكنه واصل الركض. ونتيجة لذلك تمكن من إبعاد الكرة عن خط المرمى، وهذا أقل ما يستحقه".
كانت تلك دلالة جديدة على أن اللاعب الإيطالي، الذي كان من الممكن أن تنتهي مسيرته في "أنفيلد" في الصيف الماضي، لا يستسلم أبداً. ولذا يمكن لليفربول أن يكون ممتناً له. وإذا كان موسمه يأخذ منحى الحد من الخسائر، فقد حال دون تفاقم الوضع.
تذبذب أداء ليفربول وغياب الإبداع
بعدما أظهر ليفربول طموحاً قليلاً جداً في البداية وكثيراً جداً في النهاية، انكشف دفاعه بتمريرة واحدة إلى الأمام من الحارس روبن روفس. وبينما كان يطارد المباراة، انتزع على الأقل نقطة بعدما كان متأخراً للمرة الأولى هذا الموسم. ومع أنه أنهى اللقاء بأول تعادل له هذا الموسم، فإن عدم رغبته في الاكتفاء به كاد يكلفه الكثير.
ففي الواقع، كان سندرلاند هو من حرم من الفوز. وقال ريغيس لو بري، الذي كان على وشك أن يصبح أول مدرب لسندرلاند يفوز في ملعب "أنفيلد" منذ آلان دوربان في 1983، متحسراً "سنحت لنا فرصة لتسجيل الهدف الثاني".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحين وضع شمس الدين طالبي، صاحب هدف الحسم أمام تشيلسي في ملعب "ستامفورد بريدج"، فريقه في المقدمة، بدا الدولي المغربي في طريقه لتحقيق ثنائية لافتة، بينما كان سندرلاند يستعد لاحتلال المركز الرابع. ومع ذلك، لا يزال بوسعه النظر من فوق إلى ليفربول في جدول الترتيب، والتأسف على ليلة ارتطمت فيها كرته بالقائم والعارضة في الشوطين، وكان خلالها كلا مسجلي الهدفين من لاعبي سندرلاند.
فجوة الإنفاق بين الفريقين ونموذج سندرلاند الفعال
ذلك أن هدف التعادل الذي احتفل به فلوريان فيرتز بدا، بعد 18 محاولة تسجيل، وكأنه افتتح أخيراً رصيده مع ناديه الجديد، لكنه سجل في النهاية باسم نوردي موكييلي، إذ غير اتجاه تسديدة كانت خارج المرمى لتتجاوز زميله حارس المرمى روفس. وأضاف سلوت "في المباريات الأخيرة وجدنا صعوبة كبيرة في إدراك التعادل، لكن حالفنا بعض الحظ". وقد سلطت مباراة شهدت هدفين من انحرافين الضوء على موجتي إنفاق.
فليفربول كان الأكثر إنفاقاً في الصيف. أما سندرلاند فربما كان الأذكى. فقد جاء طالبي بتعاقد منخفض الضجيج ومنخفض التكلفة، إذ بلغت قيمة صفقة انتقاله 16.5 مليون جنيه استرليني (22 مليون دولار)، وهو مبلغ متواضع بالتأكيد مقارنة بنظرائه في ليفربول. لكنه يبرهن على أن القادمين الجدد يمكن أن يتأقلموا سريعاً، وبينما بدأ ليفربول يلمح إلى أسباب إنفاقه الضخم على لاعبيه الذين كلف كل منهم 100 مليون جنيه (133.25 مليون دولار) أو أكثر - ألكسندر إيساك وفيرتز - فإن عملية إعادة البناء الواسعة في سندرلاند أفرزت فريقاً بالغ الإثارة ومحطاً للإعجاب.
كانوا كتلة واحدة؛ مدربين جيداً ويبدون واثقين بالكرة ويتمتعون بلمسات عالية الجودة. أما ليفربول، ففريق يبحث عن خطة واضحة؛ فقد بدت عيوبه جلية مرة أخرى. وقد جسدت ليلة استُبعد فيها محمد صلاح أولاً ثم استدعي للعب لاحقاً أن سلوت لم يجد بعد الصيغة القادرة على الفوز من دونه. وقد تحسن أداء ليفربول بوجود صلاح، لكن ذلك لا يعني الكثير.
تأثير فوري لصلاح لكنه غير كاف
كانت لمحة الحياة بلا صلاح باهتة للغاية. ولم يكن استبعاده من التشكيلة مسألة مباراة واحدة، فللمرة الأولى في مسيرته مع ليفربول، جلس بديلاً لمباراتين متتاليتين. ومجدداً تم تفضيل دومينيك سوبوسلاي في الجهة اليمنى. لكن ليفربول بدا ضيقاً جداً من دون صلاح، إذ كان سوبوسلاي يميل إلى العمق. وفي الشوط الأول، افتقر الفريق إلى الأفكار والإبداع، وإلى الحركة والركض أمام حامل الكرة.
لذا اضطر سلوت إلى توجيه نداء استغاثة لصلاح بين الشوطين. وبعد دقيقة، علت المدرجات بنبرة الأغنية المعتادة التي تتغنى بـ"الملك المصري" في أنفيلد. وقد منح صلاح الفريق طاقة وإلحاحاً، وارتفع الإيقاع كما ارتفع الصوت. وبدا الرجل كمن تتملكه الحماسة لصنع شيء ما. وقال لو بري "كنا نتوقع أن يدخل صلاح ويغير ديناميكية المباراة".
لم يحدث الكثير قبل ذلك. فقد ارتطمت رأسية أليكسيس ماك أليستر، إثر عرضية جو غوميز، بالقائم. وباستثناء تسديدة سوبوسلاي اللولبية التي أبعدها الحارس روفس فوق العارضة، لم يصنع الفريق الكثير في شوط أول باهت.
في المقابل، أصاب سندرلاند القائم والعارضة في الشوطين. فقد حول أليسون بتصديه تسديدة تراي هيوم الصاروخية من بعيد إلى العارضة. ثم ارتدت رأسية عمر ألدارتي، بعد ركلة ركنية من إنزو لو فيه، من القائم القريب. وسجل طالبي فيما كان فيرجيل فان دايك يتراجع ثم يشاهد الكرة تصطدم بظهره وتدخل المرمى. وتأسف سلوت قائلاً "هدفهم ليس حتى من فرصة حقيقية. وإذا كانت تلك تعد فرصة، فقد حصلنا على 20 فرصة الليلة. والتعادل هو الحد الأدنى الذي نستحقه". ومع ذلك، ولولا كييزا، لكانت الهزيمة ستتكرر مجدداً.
© The Independent