ملخص
يواجه ليفربول مرحلة تراجع قاسية تحت قيادة آرني سلوت، بينما تتصاعد الضغوط الفنية وتزداد الانتقادات حول خياراته التكتيكية وتراجع أداء اللاعبين، في وقت يحاول فيه المدرب الهولندي التمسك بأسلوبه أملاً في قلب النتائج.
في الوقت الذي يمر فيه ليفربول بفترة تراجع حادة، خسر مدربه آرني سلوت أحد نقاده، في الأقل داخل عائلته، ففي مارس (آذار) الماضي، بينما كان ليفربول يبحر بثبات نحو تحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، كشف المدرب الهولندي أن والده كان يجد عيوباً في أداء الفريق، غير أنه في الأوقات الأصعب أصبح آرني سلوت أكثر تعاطفاً، فباعتباره مدرباً سابقاً لفريق ڤي ڤي بيرخنتهيم، وهو فريق هواة في هولندا، يمتلك بعض الفهم لطبيعة الوظيفة ومتطلباتها، لكن الآن يبدو أن الواجبات الأبوية باتت تتقدم على كل شيء.
لماذا تغير موقف سلوت الأب؟
وقال سلوت الابن "لا أظن أنه بات يستمتع بالأمر أكثر. كأب، عندما تسير الأمور على ما يرام يمكنك أن تنتقد أكثر، وكأب، يعرف مدى صعوبة الأمر بالنسبة إليّ فإن توجيه ضربة أخرى لي ليس أفضل ما يمكن أن يفعله، إنه الآن أكثر دعماً مما كان عليه عندما كنا نربح".
ولكن إذا كان سلوت الأب قد غيّر نهجه، فالسؤال الأهم هو ما إذا كان ابنه قادراً على فعل الشيء نفسه، فبعد تسع هزائم في 12 مباراة، قد يبدو الأمر وكأن مدرب ليفربول يبحث عن تغير في الحظ عبر القيام بالأشياء نفسها وباللاعبين أنفسهم، فهل هو تعريف الجنون أم إيمان راسخ بأساليبه؟ ينتظر سلوت أن تعود الحظوظ إلى التوازن، مجادلاً بأن موهبة ليفربول كبيرة بما يكفي بحيث لا ينبغي لهم أن يخسروا هذا العدد من المباريات، وهذا إن كان صحيحاً لا يشكل بالضرورة خطة حقيقية للعودة.
النقص الدفاعي وتحديات تغيير النظام التكتيكي
إن كان سلوت لن يغير، فوجهة نظره أنه واقعياً لا يستطيع. وفسر قائلاً "لا أعلم ما الذي يدور في رأسك، لكن إن أردت مثلاً نظاماً آخر بخمسة مدافعين، فقد تكون هناك مشكلة، ليس لدي حتى خمسة مدافعين". وإن كان ذلك يعكس الإصابات التي تعرض لها جيوفاني ليوني وكونور برادلي وجيريمي فريمبونغ، فإنه يظهر أيضاً شكل الخيارات التي اتخذها ليفربول، إذ لم يكن في الفريق سوى أربعة قلوب دفاع حتى قبل استبعاد الإيطالي، وكانت المرة الوحيدة التي استخدم فيها سلوت ثلاثي دفاع في مباراة ضد كريستال بالاس بكأس رابطة الأندية الإنجليزية "كاراباو" وخسر يومها بنتيجة (0 - 3).
وقد بدا سلوت وكأنه لعب بتشكيل أقرب إلى (4 - 3 - 3) أمام نوتنغهام فورست السبت الماضي، وهي الخطة المفضلة لسلفه يورغن كلوب، وخسر ليفربول بنتيجة (0 - 3) أيضاً، أما بخلاف ذلك، فقد ظل متمسكاً بخطة (4 - 2 -3 - 1).
وأضاف سلوت "هذا النظام يلائم اللاعبين أكثر، فالنظام الذي نلعب به الآن لعبوه على الأرجح طوال مسيرتهم، ولا يكاد يكون لدينا وقت للتدريب، لذا يكاد يكون من المستحيل أن نغير فكرتنا الكاملة عن كرة القدم إذا كنا نلعب كل يومين".
إشكال توظيف اللاعبين وتراجع الأدوار الأساسية
ومع ذلك، فهناك جزء يتعلق بالأفراد، وجادل سلوت بأن كل من كان جاهزاً بدنياً قد حصل على كثير من الدقائق، باستثناء واتارو إندو وجو غوميز، فالقائد الياباني، الذي كان أيقونة قبل عامين، لم ينل سوى أربع دقائق في الدوري الإنجليزي منذ أغسطس (آب) الماضي، أما تفسير سلوت لغيابه فكان "ريان (غرافنبيرخ) لا يقدم أسوأ أداء بين جميع لاعبينا، وهذا هو أفضل مركز لريان، وهو نفسه مركز واتا"، وعندما استخدم إندو لفترة وجيزة في مركز الظهير الأيمن أمام بورنموث، تذكر الانتقادات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما غوميز فلم يلعب سوى 43 دقيقة في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، ولم يشارك إطلاقاً في دوري أبطال أوروبا، ويبدو ذلك أكثر لفتاً للنظر بالنظر إلى تراجع مستوى إبراهيم كوناتيه بشكل فاضح. وقد بدا سلوت عنيداً في ترتيب أولوياته الدفاعية، فعلى الجهة اليسرى، بدأ آندي روبرتسون سبع مباريات هذا الموسم، ولم يخسر ليفربول سوى اثنتين منها، وقارن ذلك بتسع من أصل 14 مباراة بدأها ميلوش كيركيز.
الأرقام لا تكذب
ومع ذلك تشير الأرقام إلى أن ليفربول يجب أن يتحسن دفاعياً، فثمانية فرق فقط سمحت بعدد أكبر من التسديدات على مرماها في الدوري الإنجليزي، وأربعة فرق فقط تمتلك معدلاً أعلى في المتوقع من الأهداف المستقبَلة، ويرى سلوت أن جزءاً من ذلك يأتي من السياق، من مطاردة المباريات بعد التأخر فيها باستمرار، ففي جميع المسابقات، استقبل الفريق الهدف الأول في 10 من آخر 12 مباراة، وفي ست منها، اهتزت شباكه خلال الدقائق الـ16 الأولى.
تراجع الفاعلية الهجومية على رغم جودة الأسماء
وقد تفاقم ذلك بفعل غياب اللمسة الحاسمة، فقد تراجع ليفربول عن معدله المتوقع من الأهداف في كل من الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال، وأكبر من خيب التوقعات عبر البطولتين، هو ألكسندر إيساك، وإن كان سلوت لا يستطيع تجاهل صفقة قيمتها 125 مليون جنيه استرليني (165.64 مليون دولار)، فهناك من يرى أن فيديريكو كييزا هو لاعب ثالث احتياطي كان يمكن استخدامه أكثر، وقد دخل إيساك قبل كييزا أمام آيندهوفن الهولندي الأربعاء الماضي، وكان الإيطالي أكثر حيوية من السويدي، أما الخسارة بنتيجة (1 - 4) أمام الفريق الهولندي فقد بدت وكأنها قاع جديد.
وقال سلوت "لقد ظننت بالفعل بضع مرات أننا بلغنا أسوأ نقطة، لأنني في كثير من الأحيان قلت - ولا أزال أشعر بذلك في شأن مباراة آيندهوفن أيضاً - إن النتيجة لا تعكس الطريقة التي لعبنا بها"، وربما تدعم الإحصاءات رأيه، فقد امتلك ليفربول معدلاً أعلى من الأهداف المتوقعة في ثلاث من هزائمه الست في الدوري الإنجليزي، وفي كلتا خسارتيه في دوري الأبطال؛ ولديه ثالث أعلى معدل أهداف متوقعة xG في البطولة الأوروبية.
رهان سلوت على الجودة لاستعادة الانتصارات
لكن ربما يدعم ذلك رأي سلوت بأن الشيء الرئيس الذي يحتاج إلى التغيير هو النتائج، وأن الفريق سيبدأ بالانتصار ببساطة لأنه يضم لاعبين جيدين، وأردف "لذا في كل مرة تفكر أننا نستطيع الاستمرار في اللعب بالطريقة نفسها لكن مع أمل في أداء أفضل، لأن هذا الفريق ينبغي ويستطيع أن يلعب أفضل مما نفعل".
"ولا تخطئوا الظن في ذلك، ليس الأمر أننا نؤدي وفق أعلى المستويات التي نستطيع الوصول إليها، لكن ينبغي أن تتوقع، بالنظر إلى الجودة التي نملكها، أننا بلغنا أدنى نقطة مرات عدة".
هل بلغ ليفربول الحضيض؟ يجب على سلوت أن يأمل ذلك، فمع أنه يمتلك دعم أبيه، قد يكون آرني سلوت نفسه لم يمر بسلسلة نتائج سيئة كهذه عندما كان مسؤولاً عن ڤي ڤي بيرخنتهيم.
© The Independent