Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تتحول "حماس" إلى حزب سياسي للبقاء في غزة؟

محللون: ربما تواجه صعوبة في إقناع عناصرها داخل القطاع بالخطوة و4 مجموعات مسلحة تعرقل عملها

لا تريد الحركة الاختفاء من المشهد الفلسطيني، ولا تستوعب فكرة أن تترك القطاع لجهة ثانية غيرها (أ ف ب)

ملخص

في بداية الحرب، وضعت إسرائيل ضمن أهدافها القضاء على جميع قدرات "حماس" وإزاحتها عن حكم القطاع، وتضمنت "خطة ترمب" ذات الـ20 بنداً إنهاء حكم الحركة نهائياً، وهو نفسه رأي الدول العربية التي ترى أن المصلحة الفلسطينية تبدأ بعد تولي السلطة الفلسطينية زمام القطاع ومغادرة "حماس".

مع إصرار الولايات المتحدة على التقدم في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام والازدهار في غزة، ومواصلة الترتيبات لنشر قوة دولية في القطاع تنفيذاً لقرار مجلس الأمن، وموافقة الدول العربية على خارطة الطريق بخصوص القضية الفلسطينية، حاولت "حماس" الخروج بأقل الخسائر عبر التحول إلى حزب سياسي، علها تحافظ على وجودها في مدينة دمرتها المعارك وأثقلت كاهلها.

في بداية الحرب، وضعت إسرائيل ضمن أهدافها القضاء على جميع قدرات "حماس" وإزاحتها عن حكم القطاع، وتضمنت "خطة ترمب" ذات الـ20 بنداً إنهاء حكم الحركة نهائياً، وهو نفسه رأي الدول العربية التي ترى أن المصلحة الفلسطينية تبدأ بعد تولي السلطة الفلسطينية زمام القطاع ومغادرة "حماس".

محاولة للبقاء

في الواقع لا تريد الحركة الاختفاء من المشهد الفلسطيني، ولا تستوعب فكرة أنها تركت القطاع لجهة ثانية غيرها، وحاولت على مدى أشهر القتال المراوغة في شأن البقاء في الحكم، أو في الأقل البقاء كحزب مسلح داخل القطاع، ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل، حتى اقتنعت بالتحول لحزب سياسي.

الآن تصنف "حماس" على أنها أكبر الفصائل الفلسطينية المسلحة، وحتى بعد تدميرها في الحرب ما زالت من القوى الحاملة للبنادق، ووجودها في غزة بهذا الشكل يعني أنه ستحدث مواجهة كبيرة مع قوة الاستقرار التي ستدخل القطاع مع بداية العام الجديد، وهو ما قد يستدعي استئناف إسرائيل الحرب مرة أخرى من أجل نزع السلاح.

لكن الفصائل الفلسطينية التي أنهكتها الحرب قررت أمس في اجتماعها التغاضي عن خروقات إسرائيل الفظيعة في غزة، وتجنيب القطاع إمكان العودة إلى الحرب، وتسليم غزة إلى لجنة من التكنوقراط المستقلين، هذا الإجماع أحرج "حماس" كثيراً، ومن أجل الحفاظ على وجودها بدأت تناقش فكرة التحول إلى حزب سياسي يحافظ في الأقل على وجودها في غزة.

أولى الخطوات

بالفعل عملت "حماس" بصفتها حكومة الأمر الواقع في غزة على تشكيل لجنة فنية عملية مهمتها التحضير والتجهيز لنقل إدارة القطاع من سيطرتها إلى لجنة التكنوقراط، والتجهيز لعملية التسليم والتسلم لحكم وإدارة غزة من دون أية عراقيل أو مشكلات تسبب توتراً أمنياً.

بحسب المعلومات الواردة لـ"اندبندنت عربية"، فإن اللجنة الفنية التي شكلتها "حماس" من أجل الإشراف على تسليم غزة للإدارة الجديدة، معنية بترتيب جميع الملفات الخاصة بالوزارات والوضع الأمني وتقديم العون لمسؤولي لجنة التكنوقراط، وكل ذلك حتى تكون ملتزمة "خطة ترمب" للسلام والازدهار.

وفقاً للمعلومات أيضاً، فإن لجنة إدارة غزة التابعة لمجلس السلام الدولي، باتت جاهزة من جهة الترشيحات على مستوى الرئيس والأعضاء، وجميع فريقها جاهز لتنفيذ مهامه في القطاع على أرض الواقع، ولكن لم يتم تشكيلها حتى اللحظة بسبب المماطلة الإسرائيلية والأميركية، ويتوقع بدء عملها فور دخول القوة الدولية غزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولا يمكن للقوة الدولية تسلم القطاع وبقايا "حماس" لا تزال موجودة وتحمل السلاح ومستعدة للمواجهة، لذلك رأت الحركة أن تحولها لحزب سياسي أفضل لها، على صعيد المشكلات الأمنية، وحتى ترضي جمهور القطاع، وبذلك لا تختفي من الساحة الفلسطينية.

ما ساعد "حماس" على اتخاذ هذه الخطوة التي لا تزال قيد الدراسة ولم تدخل بعد مرحلة التنفيذ، أن الثقل السياسي والقيادي للحركة بات يتحكم به أعضاء المكتب السياسي الموجودين خارج القطاع، وبذلك يمكنها أن تنفذ خطوة التحول إلى "حماس السياسية" فقط من دون سلاح.

قبل الحرب وأثناء القتال كان المتحكم في الحركة قيادات قطاع غزة، ولكن مع قتلهم في الحرب بدأ المنحنى الهابط الذي سينقل القرار إلى الخارج مرة أخرى، مما خلق القدرة على اتخاذ القرار من أعضاء "حماس" في قطر وتنفيذه مباشرة في غزة بلا أية عراقيل، تطبيقاً لقانون داخلي ينص على السمع والطاعة.

لمجاراة الواقع

طرحت قيادات "حماس" خارج غزة نقاشاً حول مستقبل الحركة، ومن باب التفكير خارج الصندوق والحرص على بقاء وجودها في ظل الواقع الجديد الذي فرضته الحرب الإسرائيلية بدأ أعضاء الفصيل مناقشة إنشاء حزب سياسي مماثل لجماعات وأحزاب سياسية ما زالت قائمة تمثل نهجاً سياسياً إسلامياً وطنياً.

وترى "حماس" أنها عندما تتحول الى حزب سياسي فإن ذلك يتيح لها فرصة البقاء، إذ تقدم نفسها بوجه جديد قادر على المشاركة في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحياتي بشكل عام، مما يعيد للنظام السياسي الفلسطيني حضوره، كذلك تفكر الحركة بالانفتاح أكثر في التعامل مع المجتمع الدولي، وفتح قنوات اتصال سياسية، والتحول إلى فاعل مهم يخدم بقاءها بعيداً من سلاحها.

طرحت قيادات "حماس" فكرة تحولها إلى حزب سياسي على أعضاء المكتب السياسي ومجلس الشورى والمجلس القيادي الأعلى الذي يدير الحركة، وعززت وجهة نظرها بأن هذه الخطوة قد ترضي العرب وتنهي الصراع مع تل أبيب، وقد تكون بوابة للتوصل إلى اتفاق سياسي شامل في المنطقة يؤسس لمرحلة إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.

يقول القائم بأعمال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية "نحن لا نطمح لحكم غزة، (حماس) موافقة على أن تتحول إلى حزب سياسي، انسجاماً مع ما طرح في الورقة العربية التي تدعمها السعودية، ولا نعارض تسليم زمام الأمور إلى السلطة الفلسطينية من خلال لجنة لإدارة القطاع تعمل على إدارة شؤون السكان وتقدم المساعدة لهم"، ويضيف "ما نريده أن تتحول (حماس) إلى بنيان أساسي ينخرط في الدولة الفلسطينية، ومستعدون للتحول إلى حزب ولكننا نطالب بإقامة كيان فلسطيني ونيل حقوقنا المشروعة".

هل تستطيع التحول؟

من جانبه يقول الباحث السياسي عزات دغمش، إن "حماس" مجبرة على التحول إلى حزب سياسي، إذ ما فرضته عليها وقائع اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار يوجب عليها التنحي أو تغيير أفكارها، وبهذا تسعى الحركة إلى مجاراة التحول السياسي في الإقليم، بما يخدم منع القضاء عليها كحركة فلسطينية قدمت كثيراً".

ويضيف "ترغب (حماس) في أن تكون أكثر انفتاحاً لتستطيع مجاراة تحولات المنطقة، التي باتت تربط فرض معادلة السلام بالتنمية والإعمار، وهو ما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، بهذا تكتسب الحركة شرعيتها من قدرتها على العمل داخل النظام الوطني ومن برنامجها السياسي بدلاً من القوة العسكرية، وتصبح حزباً وطرفاً سياسياً أمام الجمهور بدلاً من كونها تنظيماً خارج البنية الرسمية، ويتيح لها ذلك الانخراط في منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة تشكيل المؤسسات الفلسطينية، وتوحيد المرجعية السياسية، ولكن هذه الخطوة قد تعرض الحركة لضغوط أكبر من أجل تحديد خطابها وموقعها".

لكن الباحث العسكري وائل ربيع يقول إن "من الصعب على (حماس) التحول إلى حزب سياسي لأن السلطة الفلسطينية ترفض الحركة شكلاً ومضموناً، كذلك فإن الأخيرة تفتقد قيادات قادرة على لملمة أعضائها في قطاع غزة، مما يضعف موقفها السياسي والتنظيمي، وأيضاً هناك أربع مييلشيات نشطة تعرقل عملها".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات