Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيضانات جنوب شرقي آسيا تحصد أكثر من 300 قتيل

الأمطار الغزيرة والانزلاقات الأرضية دمرت مدناً وقرى والمياه وصلت إلى مستوى الصدر

إجلاء أطفال في إندونيسيا جراء الفيضانات (رويترز)

ملخص

ارتفعت حصيلة الفيضانات في جنوب شرقي آسيا إلى مئات القتلى، بينهم 145 في تايلاند و174 في إندونيسيا، إضافة إلى ضحايا في ماليزيا وسريلانكا. الأمطار الغزيرة والانزلاقات الأرضية دمرت مدناً وقرى فيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات الإجلاء.

خلفت الفيضانات التي تضرب جنوب شرقي آسيا مئات القتلى في تايلاند وإندونيسيا وماليزيا وسريلانكا، وغمرت مناطق شاسعة مخلفة أضراراً جسيمة.

ارتفعت حصيلة الفيضانات بصورة كبيرة اليوم الجمعة، إذ لاقى 145 شخصاً في الأقل مصرعهم في تايلاند و174 في إندونيسيا، عدا عن ماليزيا وسريلانكا.

وتتكرر المشاهد ذاتها في عموم المنطقة، مدن وقرى غمرتها المياه، وسكان تحاصرهم السيول الجارفة، وانزلاقات تربة تسببت فيها أمطار غزيرة تهطل منذ أيام.

 

الوضع في تايلاند

في تايلاند، قال المتحدث باسم الحكومة سيريابونغ أنغكاساكولكيات بعد ظهر اليوم إن "العدد الإجمال للوفيات في محافظات الجنوب ارتفع إلى 145".

ويعد الجنوب الأكثر تضرراً، فقد اضطر سكان هات ياي إلى التشبث بأسطح المنازل بانتظار إنقاذهم بالقوارب.

وقال ممثل عن مستشفى محلي إن أكثر من 100 شخص قضوا في سونغخلا وحدها، وإن المشرحة الرئيسة لم تعد قادرة على استقبال مزيد من الموتى، وأضاف تشارن، وهو مسؤول في المشرحة أعطى اسمه الأول فحسب، أن "المشرحة تجاوزت طاقتها الاستيعابية".

وأظهرت مشاهد التقطها مصور من وكالة الصحافة الفرنسية شاحنات تبريد بيضاء مركونة أمام المبنى الرئيس للمستشفى.

وتحدث سكان في المناطق المنكوبة أمس الخميس عن ارتفاع سريع في مستوى المياه، وقالت كامبان وونغبانيا (67 سنة) التي أنقذت بقارب إن "مستوى المياه ارتفع حتى وصل إلى سقف الطابق الثاني".

وقال التاجر تشايافول برومكلين إنه اعتقد في البداية أن متجره سيكون بمنأى عن الفيضان لأن المياه "لم تتجاوز الكاحل"، لكن في اليوم التالي ارتفعت "حتى الخصر، لم أستطع فعل شيء، فررت حفاظاً على حياتي".

وأعلنت الحكومة التايلاندية اليوم تعليق مهام رئيس منطقة هات ياي، متهمة إياه بالفشل في التعامل مع الفيضانات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"مياه حتى الصدر"

في جزيرة سومطرة غرب إندونيسيا تسببت الفيضانات وانزلاقات التربة بمقتل 174 شخصاً في الأقل وفقدان عشرت آخرين، وفق حصيلة جديدة.

وقال المتحدث باسم شرطة شمال سومطرة فيري والينتوكان "لا تزال أولويتنا الإجلاء وتقديم المساعدة، نأمل في أن يتحسن الطقس لنتمكن من إرسال مروحية إلى الموقع"، في وقت انقطعت فيه طرقات عدة.

وفي ميدان، بشمال سومطرة، لاحظ مصور وكالة الصحافة الفرنسية أن المياه العكرة وصلت إلى مستوى الورك.

وفي غرب سومطرة تحدثت ميسنيات البالغة 53 سنة التي تحمل اسماً واحداً على غرار كثير من الإندونيسيين، كيف خاضت معركة مخيفة مع المياه المتصاعدة للوصول إلى منزلها حيث يوجد زوجها، وقالت "رأيت أن الشارع غارق بالمياه، حاولت العودة إلى المنزل لإبلاغ زوجي، لكن المياه كانت تصل إلى خصري"، وأضافت أنها وصلت إلى المنزل فيما المياه ترتفع إلى مستوى الصدر، وتابعت "لم نغمض أعيننا طوال الليل، كنا نراقب مستوى المياه".

وتشهد إندونيسيا ودول جنوب شرقي آسيا فيضانات وانزلاقات خلال موسم الأمطار الذي يمتد عادة من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أبريل (نيسان)، لكن هطول الأمطار الموسمية تفاقم هذه المرة بسبب عاصفة استوائية ضربت المنطقة.

وأدى التغير المناخي إلى زيادة شدة العواصف وما يصاحبها من أمطار غزيرة وسيول ورياح عاتية.

وقالت أولي أرتا سياجيان، المسؤولة في منظمة "والهي" الإندونيسية لحماية البيئة، إن الإفراط في التطوير العمراني يعد أيضاً من أسباب الفيضانات والانزلاقات، وأضافت "إذا استمر تقلص الغطاء الحرجي واستبدلت به مزارع أحادية لأشجار النخيل والتعدين وغيرها من الأنشطة، فسيفقد نظامنا البيئي قدرته على تنظيم الأنظمة المائية".

ماليزيا وسريلانكا

في ماليزيا تسببت الفيضانات في غمر مناطق واسعة من شمال ولاية برليس، وأسفرت عن مقتل شخصين.

وضرب النظام الجوي ذاته الذي اجتاح إندونيسيا، وقد تراجع من عاصفة استوائية إلى منخفض، اليابسة فجر اليوم، متسبباً بمزيد من الأمطار فوق منطقة غارقة أصلاً جراء الفيضانات.

وقال المستشار في شؤون المناخ لدى مركز الدراسات حول الحوكمة والعلوم السياسية في ماليزيا رينار سيو إن "علماء المناخ سبق أن حذروا من أن الظواهر الجوية القصوى... ستتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة"، وأضاف أن "هذا بالضبط ما نشهده اليوم".

في المقابل نشرت سريلانكا اليوم قوات الجيش للمساعدة في إنقاذ المتضررين من الفيضانات والانهيارات الأرضية التي أوقعت 56 قتيلاً فيما لا يزال 21 مفقودين.

وقال مركز إدارة الكوارث الوطني إن نحو 20 ألف جندي إضافة إلى مروحيات وزوارق تابعة للبحرية ومركبات نقل مدرعة أرسلت لإجلاء سكان القرى العالقين في المناطق النائية من الجزيرة.

وأوضح المركز أن 26 من أصل 56 ضحية دفنوا أحياءً جراء انهيارات أرضية في مقاطعة بادولا وسط البلاد، فيما لا يزال 21 شخصاً في عداد المفقودين حتى اليوم، و14 آخرون يتلقون العلاج في المستشفيات.

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة