ملخص
سجلت "تاسي" تراجعاً جديداً بنسبة 0.5 في المئة ليهبط المؤشر إلى 10635 نقطة في أدنى مستوى منذ شهرين ونصف الشهر
أنهت السوق المالية السعودية (تاسي) جلستها على تراجع جديد بنسبة 0.5 في المئة ليغلق المؤشر عند 10635 نقطة منخفضاً 51 نقطة عن إغلاق أمس الثلاثاء عند 10687 نقطة، ومسجلاً أدنى مستوى في نحو شهرين ونصف الشهر، لتتواصل بذلك موجة التصحيح التي فقد خلالها المؤشر أكثر من 1000 نقطة منذ بداية الشهر الجاري.
وتحول مسار الجلسة من هبوط حاد في منتصف التعاملات عندما لامس المؤشر مستوى 10576 نقطة إلى تقليص جزئي للخسائر عند الإغلاق، مما يعكس وجود محاولات فنية لالتقاط الأنفاس، لكنها لم تكن كافية لتغيير الصورة العامة التي ما زالت تميل إلى الضغط البيعي واستمرار الحذر في تعاملات المستثمرين بعد هبوط أمس العنيف البالغ 1.5 في المئة.
وبلغت قيمة التداولات الإجمالية في الجلسة نحو 5.5 مليار ريال (1.47 مليار دولار)، وهي أعلى من سيولة جلسة الأمس البالغة 4 مليارات ريال (1.07 مليار دولار).
صفقة خاصة ترفع السيولة
أوضح المصرفي باسم الياسين أن جزءاً مهماً من سيولة تداولات اليوم جاء من الصفقات الخاصة، إذ تضمنت التداولات صفقات تجاوزت قيمتها مليار ريال (266.7 مليون دولار).
هذا التركيب يعني أن جزءاً معتبراً من السيولة لم يكن ناتجاً من تداولات اعتيادية في السوق المفتوحة، بل عن تحركات مؤسسية متركزة في سهم معين، مما يجعل قراءة السيولة الفعلية أقل إيجابية مما توحي به الأرقام الإجمالية.
وعلى رغم ارتفاع القيمة المتداولة، فإن تزامنها مع استمرار هبوط المؤشر يعزز الانطباع بأن السوق ما زالت في طور "الخروج تحت الضغط" وإعادة تموضع المحافظ بدلاً من بناء مراكز شرائية جديدة واسعة النطاق.
هبوط ممتد تحت غطاء ارتدادات انتقائية
أضاف المتحدث أن مجمل الصورة بعد جلستي أمس واليوم الأربعاء يظهر أن السوق ما زالت في مسار هابط ممتد، حتى إن تخللته ارتدادات محدودة في بعض الأسهم والقطاعات، مشيراً إلى أن إغلاق المؤشر عند 10635 نقطة، مع تسجيل أدنى مستوى في نحو شهرين ونصف الشهر وارتفاع نسبي في السيولة بدعم من الصفقات الخاصة، يوضح أن الضغوط الهيكلية – سواء من ناحية استمرار بيع القياديات أو من ناحية إعادة التسعير في أسهم النمو – ما زالت الأكثر تأثيراً في الاتجاه العام.
وتابع "إذا لم تظهر محفزات جوهرية في المدى القصير، إذ تبدو السوق مرشحة لمزيد من التذبذب في نطاق يميل للهبوط، مع استمرار الفرص الانتقائية في بعض الأسهم التي تعلن توزيعات أو تملك قصص نمو واضحة، لكنها وحدها لا تبدو كافية حتى الآن لعكس اتجاه المؤشر العام نحو صعود مستدام".
استمرار نزف الشريحة القيادية
حول التداول اليومي، أشار الباحث في الشأن المالي إلى أن سهم "مصرف الراجحي" واصل الضغط على المؤشر بعد تراجعه واحداً في المئة ليغلق عند 95.50 ريال (25.5 دولار)، مما يضيف عبئاً إضافياً من جانب القطاع المصرفي الذي كان أحد أعمدة الهبوط في الجلسات السابقة، وزادت الصورة قتامة مع تراجع أسهم "المراعي" و"الإنماء" و"اتحاد اتصالات" و"أكوا باور" و"مكة" و"الأبحاث والإعلام" و"البحري" و"سيرا" و"جرير" بنسب تراوحت ما بين واحد وأربعة في المئة، في امتداد لحال التصفية أو جني الأرباح التي طاولت طيفاً واسعاً من القطاعات التشغيلية.
ولفت إلى أن هذا الانتشار في دائرة الهبوط عبر قطاعات الأغذية والمصارف والاتصالات والطاقة والخدمات والعقار يؤكد أن الضغوط على السوق ليست مرتبطة بسهم أو قطاع واحد، بل تأتي ضمن نظرة أكثر تحفظاً تجاه الأخطار خلال المرحلة الحالية، خصوصاً بعد التراجعات الحادة التي شهدتها الجلسة السابقة.
صفقة "مسار" الثقيلة
أضاف أن أحد أبرز ملامح الجلسة كان الأداء الضاغط لسهم "مسار" الذي تصدر قائمة الخاسرين بهبوط حاد بلغ تسعة في المئة ليغلق عند 19.97 ريال (5.33 دولار)، وسط تداولات نشطة بلغت نحو 59 مليون سهم، تضمنت صفقات خاصة بنحو 48 مليون سهم، جاءت على خلفية بيع صندوق الاستثمارات العامة حصة تبلغ 3.3 في المئة من رأس مال الشركة بسعر 19.80 ريال (5.28 دولار) للسهم.
وأوضح أن هذا النوع من الصفقات الكبيرة عادة ما يضغط على سعر السهم في الأجل القصير، إذ يقرأ جزء من المتعاملين خروج طرف استثماري كبير على أنه إشارة سلبية أو في الأقل ظرفية، كما أن ضخ هذا الحجم من الأسهم في السوق يرفع المعروض ويدفع السعر للانخفاض.
ولفت إلى أن تراجع "مسار" بهذه الصورة أسهم في زيادة المزاج السلبي في شريحة من الأسهم المرتبطة بقطاع الخدمات والنقل واللوجيستيات، وعمق الشعور بأن السوق تشهد إعادة توزيع كبيرة للمراكز بين المستثمرين الرئيسين.
تراجعات واسعة في الأسهم التشغيلية
إلى جانب "مسار"، أوضح أن الجلسة شهدت ضغوطاً في أسهم تشغيلية بارزة أخرى، إذ أغلق سهم "أسواق العثيم" عند 6.75 ريال (1.80 دولار) متراجعاً ثلاثة في المئة عقب نهاية أحقية التوزيعات النقدية، وهو نمط طبيعي في سلوك كثير من الأسهم بعد توزيع الأرباح، لكنه في السياق العام للجلسة أضاف مزيداً من السلبية على شريحة أسهم الاستهلاك والبيع بالتجزئة التي تعد مؤشراً مهماً على ثقة المستهلكين والمستثمرين خلال الوقت نفسه.
في المقابل، لم تخل الجلسة من تحركات إيجابية انتقائية عكست استمرار وجود سيولة تبحث عن فرص محددة على رغم المزاج العام الضاغط، إذ صعد سهم "سبكيم العالمية" اثنين في المئة بدعم من إعلان الشركة عن توزيعات نقدية عن النصف الثاني من العام الحالي، مما أعاد التذكير بجاذبية بعض أسهم البتروكيماويات من زاوية العائد النقدي للمستثمرين متوسطي الأجل، في حين تصدر سهم "رسن" و"الكابلات السعودية" الارتفاعات بأربعة في المئة لكل منهما.
بورصة الكويت تغلق على ارتفاع
من جانب آخر، أغلقت بورصة الكويت تعاملاتها على ارتفاع مؤشرها العام 10.67 نقطة بنسبة 0.12 في المئة ليبلغ مستوى 8854.59 نقطة، وسط تداول 381.6 مليون سهم عبر 21441 صفقة نقدية بقيمة 85.9 مليون دينار (262.8 مليون دولار).
وانخفض مؤشر السوق الرئيس 3.09 نقطة بـ0.04 في المئة ليبلغ مستوى 8253.68 نقطة، من خلال تداول 222.2 مليون سهم عبر 11792 صفقة نقدية بقيمة 30.7 مليون دينار (94 مليون دولار).
في المقابل، ارتفع مؤشر السوق الأول 14.56 نقطة بـ0.15 في المئة ليبلغ مستوى 9441.50 نقطة، من خلال تداول 159.4 مليون سهم عبر 9649 صفقة بقيمة 55.17 مليون دينار (168.8 مليون دولار).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفع مؤشر (رئيسي 50) بواقع 29.93 نقطة أي 0.36 في المئة ليبلغ مستوى 8377.53 نقطة، من خلال تداول 80.6 مليون سهم عبر 5090 صفقة نقدية بقيمة 14.9 مليون دينار (45.5 مليون دولار).
مؤشر الدوحة يرتفع 81 نقطة
وفي الدوحة، أغلق مؤشر بورصة قطر تداولاته مرتفعاً بواقع 81.98 نقطة أي 0.77 في المئة ليصل إلى مستوى 10689.40 نقطة، وسط تداول 197.779 مليون سهم بقيمة 468 مليون ريال (128.3 مليون دولار)، عبر تنفيذ 23642 صفقة في جميع القطاعات.
وارتفعت في الجلسة أسهم 35 شركة وانخفضت أسهم 12 شركة أخرى فيما حافظت أربع شركات على سعر إغلاقها السابق، وبلغت رسملة السوق في نهاية جلسة التداول 639.386 مليار ريال (175.6 مليار دولار)، مقارنة بـ631.998 مليار ريال (173.3 مليار دولار) في الجلسة السابقة.
استمرار التراجع في سوق أبوظبي
إلى ذلك، انخفض مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية في ختام تداولاته 0.3 في المئة عند 9736 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 926 مليون درهم (252.1 مليون دولار)، ومن أصل 85 شركة ارتفعت أسهم 31 شركة بينما انخفضت أسهم 43 شركة، وبقيت 11 على ثبات.
وأقفل سهم شركة "أدنوك للتوزيع" على ارتفاع 0.8 في المئة وبتداولات قاربت 25 مليون سهم، فيما بقي سهم "أدنوك للغاز" على ثبات وبتداولات قاربت 23 مليون سهم، وانخفض سهم "مجموعة تو بوينت زيرو" 2.6 في المئة وبتداولات تجاوزت 10 ملايين سهم، بينما ارتفع سهم "أجيليتي جلوبال بي أل سي" 1.8 في المئة وبتداولات تجاوزت 9 ملايين سهم، وكان أكثر السهم تداولاً سهم "إشراق للاستثمار" مرتفعاً 3.0 في المئة مع تداولات قاربت 52 مليون سهم.
خسائر في دبي
أقفل مؤشر سوق دبي المالي تداولاته على انخفاض 0.2 في المئة عند 5809 نقاط، مع تداولات بلغت قيمتها الإجمالية 550 مليون درهم (149.7 مليون دولار)، وارتفعت أسهم 19 شركة من أصل 49 شركة تم تداولها، بينما انخفضت أسهم 24 شركة وبقيت أسهم ست أخرى على ثبات.
وأقفل سهم "إعمار العقارية" على ثبات وبتداولات تجاوزت 8 ملايين سهم، بينما صعد سهم "سلامة" 2.1 في المئة وبتداولات قاربت 10 ملايين سهم، وارتفع سهم "طلبات هولدينغ" 5.2 في المئة وبتداولات تجاوزت 66 مليون سهم، فيما صعد سهم "اكتتاب القابضة" 0.9 في المئة وبتداولات تجاوزت 54 مليون سهم.