جني أرباح يوقف اندفاع المؤشر السعودي صوب قمة جديدة

افتتحت السوق المالية السعودية تعاملات الأسبوع على تراجع طفيف، إذ أنهى المؤشر العام (تاسي) جلسته منخفضاً بنحو ست نقاط ليغلق عند مستوى 11691 نقطة، متراجعاً 0.05 في المئة، بعد مكاسب محدودة خلال جلسة الخميس الماضي، وسط تداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 4.1 مليار ريال (1.09 مليار دولار)، تعكس ميل المستثمرين إلى الحذر بانتظار محفزات جديدة في نتائج الشركات القيادية.

وبلغت كمية الأسهم المتداولة 190 مليون سهم سجلت فيها أسهم 84 شركة ارتفاعاً في قيمتها، فيما تراجعت أسهم 168 شركة.

وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) منخفضاً بمقدار 113.58 نقطة، ليصل إلى مستوى 25484.00 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها 22 مليون ريال (5.87 مليون دولار)، وبلغت كمية الأسهم المتداولة أكثر من 3 ملايين سهم.

تأثير الأسواق

وأوضح المستشار المالي والمتخصص في الشأن الاقتصادي الدكتور خالد الدوسري أن الأسواق العالمية تستعد لافتتاح حذر غداً الإثنين، بعد إغلاق متباين أول من أمس الجمعة، إذ أنهى مؤشر "داو جونز" تداولاته على انخفاض طفيف نحو 0.2 في المئة، فيما استقر "ستاندرد أند بورز 500" من دون تغير يذكر، في حين تراجع "ناسداك" بنسبة 0.3 في المئة تحت ضغط أسهم التكنولوجيا.

ويضيف أن هذا التباطؤ في الزخم يعكس استمرار المخاوف من تباطؤ النمو العالمي وارتفاع كلفة التمويل، على رغم بعض الإشارات الإيجابية من أسواق أوروبا وآسيا التي استفادت من استقرار عوائد السندات الأميركية، ومن المتوقع أن تبدأ جلسة غد بميل إلى الهبوط الطفيف، مع تراجع شهية المخاطرة وترقب المستثمرين لبيانات التضخم الجديدة ونتائج الشركات الكبرى خلال الأسبوع الجاري، مما يجعل التداولات العالمية أقرب إلى الحذر منه إلى الاندفاع.

ضغوط على النفط

وفي أسواق الطاقة، تشير التوقعات إلى استمرار الضغوط على أسعار النفط في افتتاح الأسبوع، بعد أن أنهى خام "برنت" جلسة أول من أمس عند 61 دولاراً للبرميل، منخفضاً نحو 1.2 في المئة مقارنة بالأسبوع الماضي، نتيجة تزايد التوقعات بوفرة المعروض وتراجع الطلب في آسيا. ويرجح أن يتحرك السعر اليوم في نطاق 60 إلى 62 دولاراً للبرميل، مع احتمال محدود لارتداد نحو 64 دولاراً إذا صدرت إشارات من "أوبك+" إلى خفض للإنتاج.

الانعكاس على الأسواق الخليجية

وهذه التطورات مرشحة لأن تنعكس مباشرة على أسواق الخليج التي تظهر حساسية واضحة لتحركات أسعار النفط، إذ يتوقع أن تتسم جلسة غد بهدوء في القطاعات القيادية وميول لجني الأرباح في الطاقة والبتروكيماويات، مع احتمالات دعم جزئي من أسهم البنوك والرعاية الصحية. كذلك، قد تتجه أسواق أبو ظبي وقطر ومسقط إلى تداولات محدودة النطاق مع ترقب بيانات النفط والأسهم العالمية، فيما تظل الكويت ودبي أكثر مرونة في حال ارتفعت السيولة الإقليمية أو تحسنت شهية المخاطرة مع منتصف الأسبوع.

جني أرباح

وحول التداول اليومي في (تاسي) أشار الباحث في الشأن المالي عبدالعزيز الرشيد إلى أن الجلسة عكست ميلاً واضحاً لجني الأرباح بعد ارتفاعات الأسبوع الماضي، إذ جاءت التحركات محدودة ضمن نطاق ضيق حول مستوى 11700 نقطة، بينما تواصل السوق التأثر بأداء الأسهم القيادية، ويرى أن استمرار التذبذب الطفيف يعكس توازن السيولة بين المشترين والبائعين، في انتظار محفزات جديدة من نتائج الربع الثالث وبيانات النفط العالمية التي ستحدد المسار الفني للمؤشر خلال الجلسات المقبلة.

تراجع الأسهم القيادية

وأضاف الرشيد أن المؤشر افتتح الجلسة عند 11697 نقطة وسجل أعلى مستوى له عند 11740 نقطة قبل أن يتراجع تدريجاً نحو الإغلاق، متأثراً بانخفاض أسهم ثقيلة الوزن في السوق، أبرزها "أرامكو السعودية" التي هبطت واحداً في المئة إلى 25.16 ريال (6.70 دولار)، و"مصرف الراجحي" الذي تراجع بالنسبة نفسها ليغلق عند 107.60 ريال (28.65 دولار).

وانخفضت أسهم "معادن" و"البحري" و"المراعي" و"جبل عمر" و"سيرا" و"الغاز" و"المنجم" بنسب راوحت ما بين واحد وثلاثة في المئة، في وقت أغلقت معظم قطاعات السوق على أداء متباين بين ضغوط قطاع المواد الأساسية وانتعاش محدود في البنوك والرعاية الصحية.

ارتفاع لافت في "أكوا باور"

على الجانب الآخر، أوضح الرشيد أن أداء سهم "أكوا باور" الذي تصدر المكاسب مرتفعاً ستة في المئة إلى 248.70 ريال (66.30 دولار)، وسط تداولات نشطة تجاوزت قيمتها 300 مليون ريال (80 مليون دولار)، برز ليعزز من زخم قطاع الطاقة المتجددة ويحد من خسائر السوق الكلية.

وارتفع سهم "كهرباء السعودية" واحداً في المئة، فيما سجلت أسهم "سابك للمغذيات" و"سليمان الحبيب" و"البنك العربي" و"صناعات كهربائية" و"البلاد" و"علم" و"المواساة" مكاسب راوحت ما بين واحد واثنين في المئة، مدعومة بعمليات شراء انتقائية ضمن القطاعات الدفاعية.

تحركات فردية

وأكد الرشيد أن الجلسة شهدت تحركات لافتة في بعض الأسهم الفردية، إذ واصل سهم "الموسى" صعوده ليسجل أعلى إغلاق منذ إدراجه في السوق عند 199.20 ريال (53.10 دولار)، بعدما لامس أثناء التداول أعلى مستوى له عند 212 ريالاً (56.50 دولار)، وسط إقبال مضاربي واضح، في المقابل تصدّر سهم "نسيج" التراجعات بنسبة ستة في المئة، ليكون أكبر الخاسرين خلال الجلسة بعد موجة من الارتفاعات خلال الأيام الماضية.

بورصة الكويت تغلق على ارتفاع

وأغلقت بورصة الكويت تعاملاتها على ارتفاع مؤشرها العام 28.21 نقطة بنسبة 0.32 في المئة ليبلغ مستوى 8891.08 نقطة، وسط تداول 592.4 مليون سهم عبر تنفيذ 31763 صفقة نقدية بقيمة 137.9 مليون دينار (420.5 مليون دولار).

وانخفض مؤشر السوق الرئيس 9.08 نقطة بلغت 0.11 في المئة ليبلغ مستوى 8405.02 نقطة من خلال تداول 390.8 مليون سهم عبر إبرام 21543 صفقة نقدية بقيمة 71.19 مليون دينار (213.5 مليون دولار).

وارتفع مؤشر السوق الأول 38.91 نقطة، أي 0.41 في المئة ليبلغ مستوى 9451.65 نقطة من خلال تداول 201.5 مليون سهم عبر تنفيذ 10220 صفقة بقيمة 66.7 مليون دينار (203.4 مليون دولار).

في موازاة ذلك انخفض مؤشر (رئيسي 50) نحو 2.01 نقطة، أي 0.02 في المئة ليبلغ مستوى 8745.68 نقطة من خلال تداول 261.7 مليون سهم عبر تنفيذ 11919 صفقة نقدية بقيمة 47.9 مليون دينار (146 مليون دولار).

مؤشر الدوحة ينخفض 13 نقطة

وفي الدوحة، أغلق مؤشر بورصة قطر تداولاته منخفضاً بواقع 13.73 نقطة، أي 0.13 في المئة، ليصل إلى مستوى 10837.18 نقطة وسط تداول 98.106 مليون سهم بقيمة 240.926 مليون ريال (65.05 مليون دولار) عبر تنفيذ 14462 صفقة في جميع القطاعات.

وارتفعت في الجلسة أسهم 22 شركة، وانخفضت أسهم 25 شركة أخرى، فيما حافظت ست شركات على سعر إغلاقها السابق، وبلغت رسملة السوق في نهاية جلسة التداول 649.295 مليار ريال (175.3 مليار دولار)، مقابل 649.291 مليار ريال (175.3 مليار دولار) في الجلسة السابقة.

صعود في مسقط

وأغلق مؤشر بورصة مسقط "30" عند مستوى 5325.62 نقطة، مرتفعاً 35.9 نقطة بنسبة 0.68 في المئة، مقارنة بآخر جلسة تداول التي بلغت 5289.69 نقطة، ووصلت قيمة التداول إلى 61.249 مليون ريال عماني (159.2 مليون دولار)، مرتفعة 40.7 في المئة مقارنة بآخر جلسة تداول التي بلغت 43.532 مليون ريال عماني (113.2 مليون دولار).

وأشار التقرير الصادر عن بورصة مسقط إلى أن القيمة السوقية ارتفعت 0.264 في المئة عن آخر يوم تداول، وسجلت ما يقارب 30.68 مليار ريال عماني (79.8 مليار دولار).

ارتفاع هامشي في المنامة

أما في المنامة، فأقفل مؤشر البحرين العام عند مستوى 1976.63 بارتفاع 3.01 نقطة عن معدل الإغلاق السابق، لصعود مؤشر قطاعات السلع الاستهلاكية الكمالية والمال والمواد الأساسية والعقارات، وأقفل مؤشر البحرين الإسلامي عند مستوى 946.99 بارتفاع 3.56 نقطة عن معدل إغلاقه السابق.

وبلغت كمية الأسهم المتداولة 3.231 مليون سهم، بقيمة إجمالية قدرها 764.632 ألف دينار بحريني (2.02 مليون دولار) من خلال 64 صفقة، وتركز نشاط المستثمرين في التداول على أسهم قطاع المال، إذ وصلت قيمة أسهمه المتداولة إلى ما نسبته 82.22 في المئة من القيمة الإجمالية للأوراق المالية المتداولة.