ملخص
تولى الجيش الإسرائيلي هدم مستوطنة غير قانونية في الضفة الغربية بعد تزايد الأنشطة الإجرامية وحوادث العنف الشديدة التي أثرت في أمن المنطقة.
أخلى الجيش الإسرائيلي اليوم الإثنين بؤرة استيطانية غير قانونية داخل الضفة الغربية ودمّر مبانيها، فيما أشارت السلطات إلى وقوع "حوادث عنف شديدة" في الموقع، بينما ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعنف "متطرفين" إسرائيليين، قائلاً إنهم لا يمثلون المستوطنين في الضفة، وذلك في أعقاب هجوم آخر على قرية فلسطينية.
وقال نتنياهو في بيان، "آخذ على محمل الجد أعمال الشغب العنيفة التي أثارتها حفنة من متطرفين لا يمثلون المستوطنين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ويحاولون إحقاق العدالة بأنفسهم". وآضاف، "أعتزم معالجة هذه المسألة شخصياً وعقد اجتماع للوزراء المعنيين في أقرب وقت ممكن للرد على هذا الوضع الخطير"، في خضم تصاعد الهجمات وتعرض قرية فلسطينية مساء قرب بيت لحم لهجوم بدا أنه رد فعل على تفكيك قوات الأمن الإسرائيلية البؤرة الاستيطانية.
Prime Minister Benjamin Netanyahu:
— Prime Minister of Israel (@IsraeliPM) November 17, 2025
"I view with great severity the violent disturbances and the attempt to take the law into their own hands by a small, extremist group that does not represent the residents of Judea and Samaria.
وأظهرت مقاطع مصورة بثتها وسائل إعلام إسرائيلية انتشار قوة كبيرة في بؤرة "تسور مسغافي" الواقعة في منطقة "غوش عتصيون" جنوب القدس، مع استعداد معدات ثقيلة للهدم بينها جرافة ظهرت وهي تصدم جانب أحد المباني، بينما يقف أشخاص على سطحه، فيما أفادت وسائل الإعلام بأن 25 عائلة أُجليت من المكان.
تصاعد هجمات المستوطنين
وشهدت الأسابيع الأخيرة تصاعداً في هجمات مستوطنين إسرائيليين وخصوصاً من البؤر الاستيطانية، استهدفت فلسطينيين وناشطين إسرائيليين وأجانب مناهضين للاستيطان، وأحياناً جنوداً إسرائيليين.
وتعهد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير الأسبوع الماضي بوقف مثل هذه الهجمات، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن أكتوبر (تشرين الأول) الماضي هو أكثر شهر مارس خلاله المستوطنون العنف منذ بدأ تسجيل هذه الاعتداءات عام 2006، فقد أوقعوا 264 هجوماً سقط على إثرها ضحايا أو سببت أضراراً في الممتلكات، ولم تحاسب السلطات الإسرائيلية أياً من مرتكبي هذه الجرائم تقريباً.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) إن "الإخلاء يجري وفقاً للقانون والإجراءات المعتمدة"، مضيفة في بيان أن "الأنشطة الإجرامية وحوادث العنف الشديدة داخل الموقع أثرت في أمن المنطقة".
وأكدت الوحدة أن الجيش والإدارة المدنية التابعة لها والمسؤولة عن هدم البؤر، إضافة إلى الجهات الأمنية، "ستواصل حفظ القانون والنظام داخل الضفة الغربية، " التركيز على تنفيذ الإجراءات ضد المنشآت المبنية بصورة غير قانونية، والتي تقوض الأمن والنظام العام لجميع سكان المنطقة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
سموتريتش يوضح أسباب الهدم
من جهة أخرى قال وزير المالية اليميني المتطرف ومؤيد التوسع الاستيطاني بتسلئيل سموتريتش إنه أمر بهدم بؤرة "تسور مسغافي" لأنها بُنيت على أرض خُصصت سابقاً لمشروع بناء جديد، مضيفاً "لن يعلمنا أحد كيف نبني المستوطنات".
وفي رسالة مصورة للمستوطنين قال رئيس مجلس "غوش عتصيون" الإقليمي، يارون روزنتال، إنه لم يكن هناك خيار آخر سوى تفكيك المباني، مضيفاً أنه "تاريخياً كانت المستوطنات في غوش عتصيون تُبنى دائماً بموافقة المستوطنات المجاورة والمجلس الإقليمي وسلطات المستوطنات، وفي هذه الحال لم ينسق أحد عملية البناء"، مشيراً إلى أنه طلب التوقف عن البناء منذ يناير (كانون الثاني) الماضي لأن طريقاً مخططاً له سيمر بالمنطقة نفسها، متابعاً أن "هذا يوم صعب، لكن إذا لم نوقف البناء غير القانوني اليوم فسندفع ثمناً باهظاً غداً من أجل مستقبل المستوطنات".
وتصاعدت أعمال العنف داخل الضفة منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية فقد قُتل 1006 فلسطينيين بينهم مسلحون في الضفة الغربية برصاص القوات الإسرائيلية والمستوطنين منذ بدء الحرب، وخلال الفترة نفسها قُتل 43 إسرائيلياً بينهم جنود، في هجمات نفذها فلسطينيون داخل الضفة الغربية، وفق أرقام رسمية إسرائيلية.