هاري كين وطريق المجد مع إنجلترا… هل يكرر إنجاز بيليه؟

انتزع هاري كين رقماً قياسياً كان ملكاً لواين روني، وقبله للسير بوبي تشارلتون. ويحمل رقماً آخر ظل طويلاً في حوزة جيمي غريفز. وورث الهداف التاريخي لإنجلترا وتوتنهام هوتسبير دور المهاجم الصريح في بايرن ميونيخ الألماني، ذلك الدور المرتبط على نحو لا يمحى باسم غيرد مولر وروبرت ليفاندوفسكي. وهناك احتمال بأن ينتزع الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف خلال موسم واحد في الدوري الألماني، وهو رقم حمله كل من سابقيه.

هو رجل يذكر كثيراً في جملة واحدة مع العظماء، وقد يجد نفسه - اليوم الأحد - إلى جوار واحد منهم، أو حتى فوقه.

ملاحقة رقم بيليه

يمتلك كين 76 هدفاً دولياً. وسجل الأسطورة البرازيلي بيليه 77 هدفاً. ويواجه كين ألبانيا، التي استقبلت منه خمسة أهداف من قبل. والمرجح أن بيليه سيحصل قريباً على رفيق.

وقال كين "أن تكون قريباً من اسم مثل بيليه فذلك يعبر عن نفسه. أحياناً حين تكون في خضم الأمر، يصعب عليك استيعاب بعض الأسماء التي تذكر إلى جانبك أو ما تحققه. أنت فقط تريد الانتقال إلى التالي. آمل أن أسجل وأتعادل مع بيليه، الذي خاض مسيرة دولية ملهمة للغاية، فهذا وحده يوضح إلى أي مدى وصلت في مسيرتي".

وتعكس أسطورة بيليه ما هو أكثر من مجرد عدد كبير من الأهداف. يمتلك كين الحذاء الذهبي لكأس العالم، لكن بيليه سجل ثلاثة أهداف في نهائيات كأس العالم. وفاز هو والبرازيل بأول بطولة لكأس العالم تقام في المكسيك. والآن ستستضيف المكسيك جزءاً من نسخة 2026. ويمكن لكين أن يأمل في أن تستمر أوجه الشبه.

أولوية البطولات على الأرقام الفردية

وهو يدرك أيضاً أن الجوائز الفردية قد تذهب لمن يفوزون بأكبر المباريات، لا لمن يكتفون بتسجيل أكبر عدد من الأهداف. وقال متأملاً "في النهاية يمكنني تسجيل 100 هدف هذا الموسم، لكن إن لم أفز بدوري الأبطال أو بكأس العالم، فلن أفوز على الأرجح بالكرة الذهبية. والأمر نفسه ينطبق على إيرلينغ هالاند، وعلى أي لاعب. عليك أن تحصد تلك البطولات الكبرى. وبالنظر إلى كيفية سير الموسم بالنسبة إلينا كفريق في بايرن ميونيخ، يبدو أننا في حال رائعة. ويبدو أننا أحد المرشحين لنيل دوري الأبطال، بلا شك. وهذا ربما يجعل الاحتمالات تميل قليلاً لصالحي. والأمر ذاته مع إنجلترا. أعتقد أننا سندخل البطولة كأحد المرشحين".

وإن بدا في ذلك شيء من الثقة المفرطة، فإن كين يجد نفسه ضمن فرق تملك سجلاً مثالياً، سواءً إنجلترا في تصفيات كأس العالم أو بايرن في دوري الأبطال. واستدرجه إلى بافاريا مدربه في إنجلترا، توماس توخيل.

تأثير توخيل في تطوير أداء كين

وقال كين "كان السبب الرئيس وراء انتقالي إلى بايرن ميونيخ، قبل أي شيء. أحببت طاقته، وأعجبت بما أراد فعله وكيف أراد أن نلعب. لذا فإن امتلاك تلك العلاقة منذ اللحظة الأولى التي التقيته خلالها وضعني على الطريق الصحيح".

وأعاد توخيل لاعبه كين إلى المسار السليم مع إنجلترا. ففي النقطة المقابلة من الموسم الماضي، وُضع على مقاعد البدلاء على يد المدرب الموقت لي كارسلي خلال الفوز بنتيجة (3 - 0) في اليونان. لكن توخيل أعاد إليه مكانته في خط الهجوم، لكن تلك الإزاحة جاءت بعد بطولة الأمم الأوروبية "يورو 2024"، حين بدا متراجع الإيقاع وفاقداً حدته، ويحتاج أحياناً إلى الاستبدال، سواء تم ذلك فعلاً أم لا.

استعادة اللياقة وارتفاع المستوى

وأضاف كين "كان هناك كثير من الحديث حول حالتي البدنية قبل دخول البطولة الأخيرة. ولو قارنت ذلك بما أشعر به الآن، لقلت إنني بالتأكيد أكثر لياقة وحدة خلال الوقت الحالي. وربما كان ذلك بسبب بعض الإصابات الصغيرة التي تعرضت لها في نهاية الموسم".

أما هذا الموسم فكان يسير بسلاسة تامة على النقيض، فكين الذي عرف عنه انتظاره الطويل لحصد أي لقب مع ألوان ناد ما، بات في طريقه لحصد لقب ثانٍ على التوالي في "البوندسليغا" مع بايرن. وعندما هزموا باريس سان جيرمان وسجل كين، تعزز ادعاؤهم بأنهم أفضل فريق في أوروبا حالياً من حيث المستوى. وتأهلت إنجلترا إلى كأس العالم قبل جولتين من النهاية، مما منحها وقتاً أطول للتحضير.

استراتيجية الكرات الثابتة

ويحمل كين - المعجب بتوم برادي - فكرة ذات طابع أميركي عما ينبغي فعله. فأرسنال يمكن أن يكون المتخصص في الكرات الثابتة في الدوري الإنجليزي، وديكلان رايس أفضل منفذيها لديهم. ووصلت إنجلترا إلى نصف نهائي كأس العالم 2018 جزئياً بفضل براعتها في الركلات الركنية. ويرى كين أن أساليب مشابهة قد تخدمهم جيداً.

وقال "نريد أن نضع كتيب للكرات الثابتة، يمكننا الدخول به إلى البطولة في ظل عدم توافر وقت كافٍ للتدرب عليها. وتريد أيضاً أن تمتلك شيئاً شبيهاً بدفتر الخطط في الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية (أن أف أل)، تنظر فيه إلى الخصم لترى إن كانوا يعتمدون الرقابة الفردية أو الدفاع بالمناطق، ونختار ما نريده. وفي النهاية، فإن أفضل فريق في الكرات الثابتة عادة ما يصبح أفضل فريق في البطولة".

وستقام المباراة النهائية لكأس العالم في ملعب يضم فريقي نيويورك جيتس ونيويورك غاينتس من دوري كرة القدم الأميركية. وانتهى المطاف ببيليه في نيويورك أيضاً، إذ لعب لفريق كوزموس. وإن انضم كين إليه في قائمة المتوجين بكأس العالم، فالأرجح عندها أنه سيكون تجاوزه في عدد الأهداف.