ملخص
أظهرت الدراسات أن جيل الألفية أكثر استعداداً لتخصيص أمواله في أصول عالية الأخطار مقارنة بالأجيال الأكبر سناً.
يشهد جيل الألفية تحولاً كبيراً في استراتيجياته الاستثمارية، إذ يضخ مزيداً من أمواله في الأصول البديلة مثل الملكية الخاصة ورأس المال المخاطر، في خطوة تمثل قطيعة مع الاتجاهات الاستثمارية التقليدية التي سادت عقوداً.
ما الذي يدفع جيل الألفية نحو الأصول البديلة؟
أظهر تحليل أجرته إدارة الأصول في بنك "غولدمان ساكس" خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن شهية جيل الألفية تجاه فرص النمو، بخاصة في مجالي التكنولوجيا والرعاية الصحية داخل الأسواق الخاصة ورأس المال المخاطر، هي المحرك الأساس لهذا التوجه نحو الأصول البديلة.
ووفقاً لبيانات "غولدمان ساكس" أصبحت الاستثمارات البديلة التي تشمل أيضاً العقارات وصناديق التحوط تمثل نحو 20 في المئة من المحافظ الاستثمارية لجيل الألفية في المتوسط، وهي نسبة تفوق بكثير حصة هذه الأصول لدى جيل "إكس" المولودين بين منتصف الستينيات وأوائل الثمانينيات وجيل الطفرة السكانية المولودين بعد الحرب العالمية الثانية، التي بلغت نحو 11 في المئة و6 في المئة على التوالي.
أجرت الدراسة استطلاعاً شمل 1000 مستثمر من أصحاب الثروات العالية في الولايات المتحدة لمعرفة خططهم الاستثمارية وتفضيلاتهم في توزيع الأصول.
وأظهرت النتائج أن جيل الألفية أكثر استعداداً لتخصيص أمواله في أصول عالية الأخطار مقارنة بالأجيال الأكبر سناً.
وقال أكثر من نصف المستثمرين من جيل الألفية، 54 في المئة، إن الوصول إلى قطاعات النمو هو الدافع الرئيس للاستثمار في الأصول البديلة، وهي نسبة تفوق الضعف مقارنة بمن اعتبروا تنويع المحفظة الاستثمارية السبب الأساس لذلك 27 في المئة.
لماذا ينجذب جيل الألفية إلى الأسواق الخاصة؟
تقول رئيسة قطاع الأصول البديلة في إدارة الثروات لدى "غولدمان ساكس" لإدارة الأصول، كريستين أولسون، إن جيل الألفية يدرك أن كثيراً من الابتكار والنمو التكنولوجي يحدث حالياً في الأسواق الخاصة، "والآن يريدون أن يكون لهم نصيب من هذا الزخم". وتضيف أولسون "نشأ جيل الألفية خلال فترة شهدت طفرة في الابتكار التكنولوجي، من الشركات الناشئة التي أصبحت علامات تجارية عالمية، إلى ما نراه اليوم في مجالات الذكاء الاصطناعي وغيرها، لذلك من الطبيعي أن يسعى هذا الجيل إلى الاستثمار في الأصول البديلة للاستفادة من هذا النمو الاقتصادي."
ماذا عن الأصول التقليدية مثل الأسهم؟
في المقابل، يمتلك جيل الألفية، المولود بين أوائل الثمانينيات ومنتصف التسعينيات، نسبة أقل بكثير من الأصول التقليدية مثل الأسهم المدرجة في البورصات العامة.
وأظهرت البيانات أن الأسهم تمثل 27 في المئة فقط من محافظ جيل الألفية، مقارنة بـ43 في المئة لدى "جيل إكس"، و48 في المئة لدى جيل الطفرة السكانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتوضح أولسون أن جيل الألفية نشأ وسط فترات متكررة من الاضطرابات الاقتصادية مثل فقاعة الإنترنت، والأزمة المالية العالمية عام 2008، وأزمة الديون السيادية في منطقة اليورو عام 2011، ولذلك يرى أن الأسهم العامة أكثر مخاطرة من وجهة نظره مقارنة بالأجيال السابقة، وأضافت "جيل الألفية أكثر ميلاً إلى روح ريادة الأعمال، ولذلك فإن مواضيع الاستثمار المرتبطة بشركات النمو الخاصة أو رأس المال المخاطر تلقى صدى أكبر لديهم."
أقرت أولسون بأن هناك عملاً أكبر يجب القيام به لتثقيف جيل الألفية في شأن الاستثمارات البديلة، بخاصة في ظل التحول الذي تشهده العلاقة بين المستشارين الماليين والفئات العمرية المختلفة من المستثمرين.
كيف تتعامل السوق مع هذا التحول؟
يقول الرئيس التنفيذي للاستثمار في منصة الدخل الثابت لدى شركة "آر بي سي بلو باي"، مارك داودينغ، إن هناك توجهاً متزايداً لدى شركات الدين والملكية الخاصة نحو طرح منتجاتها في سوق الثروات الفردية، بعدما وصلت المؤسسات الكبرى إلى حدود تعرضها الاستثماري.
ويحذر داودينغ "ما يقلقني في مجالات مثل الأصول الخاصة هو احتمال أن تقدم بعض الاستراتيجيات بصورة غير مناسبة لجمهور غير ملائم."
وأشار أيضاً إلى أن التدفقات المضاربية بين المستثمرين الأفراد، والرغبة في الاستثمار في أدوات تبدو "جديدة أو مختلفة أو بديلة"، أسهمتا في ارتفاع أسعار العملات المشفرة وأسهم الذكاء الاصطناعي والذهب.
هل تتكرر الفقاعات الاستثمارية مع كل جيل؟
يقول داودينغ "أرى هذا الانجذاب أكثر لدى جيل الألفية مقارنة بالأجيال الأكبر سناً، التي تميل عادة إلى الالتزام بأنماط استثمارية تقليدية، "ويضيف "عندما تكون قد خسرت كثيراً في فقاعة سابقة تصبح أكثر حذراً عندما تشعر أن فقاعة جديدة تتشكل، أما إذا كنت شاباً ولم تختبر خسارة كهذه، فلن تكون مبرمجاً على الحذر، في رأيي كل جيل له فقاعة خاصة به، وهذه هي الطريقة التي يتعلم بها الدرس."