ملخص
مر أمس السبت 39 يوماً على بدء الإغلاق الحكومي في أميركا الذي أضر بكثيرين من الموظفين الاتحاديين وأثر على المساعدات الغذائية والسفر الجوي وعمل المتنزهات الوطنية.
قال وزير النقل الأميركي شون دافي في تصريحات بُثت اليوم الأحد، إنه استمرار الإغلاق الحكومي الاتحادي سيؤدي إلى تراجع عدد الرحلات الجوية الأميركية تدريجاً حتى موعد عطلة عيد الشكر، بسبب النقص المتزايد في عدد مراقبي الحركة الجوية.
وتواجه شركات الطيران الكبرى لليوم الثالث خفضاً لعدد الرحلات فرضته الحكومة، بعد أن أصابت آلاف التأخيرات والإلغاءات أمس السبت حركة الطيران بالشلل، في ظل إغلاق مستمر منذ 40 يوماً، هو الأطول على الإطلاق، أدى إلى نقص في عدد المراقبين الجويين الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أسابيع، شأنهم شأن باقي الموظفين الاتحاديين.
وأضاف دافي لشبكة "سي إن إن" أن "الأمر سيزداد سوءا خلال الأسبوعين اللذين يسبقان عيد الشكر، وستشهدون تراجعاً كبيراً في حركة السفر الجوي"، إذ عادة ما يسافر ملايين الناس خلال الفترة التي تسبق عيد الشكر، وهو أحد أهم العطلات الأميركية الذي يأتي هذا العام في الـ 27 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وقال دافي إن "كثيرين لن يتمكنوا من السفر جواً بسبب تسيير عدد أقل من الرحلات".
تعليمات بخفض الرحلات اليومية
وأصدرت إدارة الطيران الاتحادية تعليمات لشركات الطيران بخفض أربعة في المئة من الرحلات اليومية بدءاً من الجمعة المقبل في 40 مطاراً رئيساً، بسبب مخاوف تتعلق بسلامة مراقبة الحركة الجوية، ومن المقرر أن تصل نسبة الخفض إلى ستة في المئة الثلاثاء المقبل، ثم 10 في المئة بحلول الـ 14 من نوفمبر الجاري.
وبحلول الساعة الـ 15:30 بتوقيت غرينتش اليوم الأحد أُلغيت 1400 رحلة مع تأجيل 2700 أخرى في ظل تفاقم الأوضاع، وأفادت إدارة الطيران الاتحادية بأنها تواجه مشكلات في التوظيف داخل 12 برج مراقبة.
وأوضح دافي أن عدداً متزايداً من مراقبي الحركة الجوية تقاعدوا منذ بدء الإغلاق الحكومي الاتحادي في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأن إدارة الطيران الاتحادية تعاني نقصاً يتراوح بين 1000 و2000 مراقب جوي، وجرى إلغاء 1550 رحلة جوية وتأخير 6700 رحلة أمس السبت، في مقابل إلغاء 1025 رحلة وتأخير 7 آلاف رحلة الجمعة الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكر مسؤولو شركات الطيران في أحاديث خاصة أن عدد برامج التأخير جعل من المستحيل تقريباً جدولة وتخطيط كثير من الرحلات الجوية، معبرين عن قلقهم من كيفية عمل النظام إذا تفاقمت مشكلات التوظيف.
وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت خلال مقابلة بُثت اليوم، إن التأثير في الرحلات الجوية قد يؤثر في النمو الاقتصادي الأميركي، مضيفاً لشبكة "سي بي إس" أن "وقت عيد الشكر هو أحد أكثر الأوقات نشاطاً خلال العام بالنسبة إلى الاقتصاد، وإذا لم يسافر الناس في هذا الوقت فقد نواجه حقاً نتائج سلبية خلال الربع الرابع".
وأشارت منظمة "إيرلاينز فور أميركا"، التي تمثل شركات الطيران الكبرى، إلى أن مشكلات التوظيف عطلت خطط سفر أكثر من 4 ملايين مسافر منذ الأول من أكتوبر الماضي عندما بدأ الإغلاق.
المحادثات تبدو إيجابية
قال زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ الأميركي جون ثون، أمس السبت، إن المحادثات بالمجلس بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإنهاء الإغلاق الحكومي الاتحادي أخذت منحى إيجابياً وسط جهود للتوصل إلى اتفاقات لإنهاء الإغلاق موقتاً وتقديم ثلاثة مشروعات قوانين لتمويل طويل الأجل لبعض الوكالات.
ورداً على سؤال من الصحافيين حول ما إذا كانت قد جرت محادثات إيجابية بين الحزبين خلال الـ24 ساعة الماضية، أجاب ثون الجمهوري من ولاية ساوث داكوتا "نعم، يمكنني قول ذلك".
ومر أمس السبت، 39 يوماً على بدء الإغلاق الذي أضر بكثير من الموظفين الاتحاديين وأثر على المساعدات الغذائية والسفر الجوي وعمل المتنزهات الوطنية.
وفي أعقاب محادثات شهدت تعثراً على مدى أسابيع، بدا أن الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي يتفاوضون بجدية خلال الأيام الماضية.
وعبر أعضاء جمهوريون بمجلس الشيوخ، أمس، عن أملهم في أن يتم الكشف عن النص الكامل لثلاثة تدابير تمويل للعام المالي 2026 لبرامج الزراعة والغذاء والتغذية، إلى جانب مخصصات لمشروعات بناء عسكرية وبرامج قدامى المحاربين وتمويل تشغيل الكونغرس. ووفقاً للمقترحات، سيجري تمويل تلك العمليات حتى 30 سبتمبر (أيلول) 2026.
لكن يوم العمل انتهى من دون الإعلان عن أي اتفاقات بين الحزبين بشأن إعادة فتح الحكومة ولم يتم الإعلان عن مشاريع قوانين التمويل للعام بأكمله.
وسيحاول مجلس الشيوخ مرة أخرى في جلسة نادرة اليوم الأحد.
في هذه الأثناء، يعمل أعضاء مجلس الشيوخ على إجراء موقت من شأنه أن يمنحهم مزيداً من الوقت للتوصل إلى اتفاق بشأن مشاريع قوانين الإنفاق "التقديرية" التسعة المتبقية لبقية الحكومة الاتحادية، مثل وكالات الأمن الداخلي والدفاع والإسكان والصحة.