ملخص
تتجه الأنظار هذا العام إلى قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، الذي أصبح "القوة الصاعدة في FII"، بحسب أتياس، بعدما كان قطاع المال يهيمن بنسبة 70 في المئة في الدورات السابقة.
انطلقت اليوم في العاصمة السعودية الرياض، النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة "مستقبل الاستثمار"، بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات، تحت شعار "مفتاح الازدهار"، ويستمر حتى الـ30 من أكتوبر (تشرين الأول) 2025، وسيعقد المؤتمر جلسات مغلقة لمناقشة وتبادل الأفكار والخبرات مع عدد من المفكرين والمتخصصين.
وسيشهد المؤتمر مجموعة متنوعة من الجلسات التي ستتناول موضوعات حيوية، مثل تأثير الذكاء الاصطناعي والروبوتات في الإنتاجية، وتكوين الثروة في ظل تزايد عدم المساواة، والآثار الجيواقتصادية لندرة الموارد، والتحولات الديموغرافية التي تعيد تشكيل القوى العاملة المستقبلية، إلى جانب استراتيجيات تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية.
وسيركز المؤتمر على التحديات التي تعوق التقدم من خلال استعراض "تناقضات الابتكار"، وستناقش الجلسات كيف تدفع التطورات في التقنية والسياسات عجلة النمو، وكيف تتيح طفرات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة فرصاً جديدة، إضافة إلى تأثير التوترات الجيوسياسية، وتفاوت الموارد على التواصل العالمي.
ومن المتوقع أن يستقطب المؤتمر أكثر من 8 آلاف مشارك و650 متحدثاً بارزاً من خلال 250 جلسة حوارية، مما يعزز مكانة الرياض مركزاً عالمياً رائداً يجمع القياديين والمبتكرين من مختلف دول العالم لتحويل الرؤى إلى استراتيجيات عملية تشكل مستقبل الاستثمار.
وقال الرئيس التنفيذي لمعهد مبادرة "مستقبل الاستثمار" ريتشارد أتياس في مؤتمر صحافي عقد أخيراً، "للمرة الأولى في تاريخ المبادرة، لدينا قادة من أكثر من 20 دولة سيشاركون في المؤتمر، ففي السابق، لم يتجاوز هذا العدد ثلاثة قادة كحد أقصى"، مشيراً إلى الأهمية المتزايدة التي يكتسبها المؤتمر عاماً بعد عام.
وتمثل مبادرة "مستقبل الاستثمار" منصة رفيعة المستوى تجمع قادة الحكومات، وصناع القرار في المؤسسات المالية، وكبرى الشركات العالمية، لبحث القضايا الاقتصادية الكبرى، وتبادل الرؤى حول التحديات المستقبلية، من التمويل المستدام إلى الذكاء الاصطناعي وتحول الطاقة.
مسار تصاعدي
وتعد النسخة الجديدة من المبادرة تتويجاً لمسار تصاعدي شهدته الرياض على صعيد الحضور الاقتصادي العالمي، تزامناً مع تنفيذ "رؤية السعودية 2030" التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز الشراكات الاستثمارية العابرة للحدود.
كشف أتياس أن نسخة هذا العام ستعرف مشاركة غير مسبوقة من قادة العالم، من بينهم نائب رئيس الصين، إلى جانب قادة الأردن والعراق وباكستان وسوريا وموريتانيا وألبانيا وبنغلاديش وكوبا ورواندا وغيرها، مؤكداً أن "الجنوب العالمي سيكون حاضراً بقوة في الرياض".
ومن المرتقب أن يحضر المؤتمر الرئيس السوري أحمد الشرع، إذ يلقي خطاباً في فعاليات المؤتمر، وقال أتياس "سنشهد نهضة سوريا، والسعودية ستؤدي دوراً مهماً في ذلك، أيضاً زيارة نائب رئيس الصين تحمل دلالات مهمة، خصوصاً في ظل ما يجري بين الولايات المتحدة والصين، والاستماع لصوت بكين من الرياض سيكون مثيراً للاهتمام".
مشاركة نوعية
ومن المتوقع أن يشهد اليوم الثالث من الفعالية، الذي أطلق عليه "يوم الاستثمار"، مشاركة نوعية من مديري صناديق تدير أصولاً تتجاوز قيمتها الإجمالية 100 تريليون دولار.
وعلق أتياس على هذا الحضور قائلاً "هذا الرقم الهائل يعكس ثقة المستثمرين، ليس لأنهم يبحثون عن أموال الرياض، بل لأن السعودية باتت المكان الأمثل للتواصل وطرح الأفكار والمبادرات المستقبلية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن بين المتحدثين في المؤتمر، الرئيس التنفيذي لـ"بلاك روك" لورنس فينك، ورئيس مصرف "جيه بي مورغان" جيمي ديمون، ورئيس "غولدمان ساكس" ديفيد سولومون، ورئيس "بروكفيلد" بروس فلات، وكذلك رئيس مصرف "ستاندرد تشارترد بنك" بيل ونترز، ورئيسة مصرف "سيتي" جين فريز، ورئيسة "فرانكلين تيمبتون" جيني جونسون، ومؤسس "بريدج وتر أسوسييتس" راي داليو، ورئيس "بلاكستون غروب" ستيفان شوارزمان، ومؤسسة ورئيسة "آرك إنفست"، كاثي وود، ورئيس "سوفت بنك فيجين فندز"، أليكس كلافيل، إضافة إلى الرؤساء التنفيذيين لكل من "باكليز" و"ناسداك" و"تماسيك" ومؤسسة الاستثمار الصينية.
صفقات بقيمة 200 مليار دولار
ومنذ انطلاق المؤتمر في 2017، تم توقيع عقود استثمارية فعلية بقيمة تفوق 200 مليار دولار في مجالات تشمل الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة والنقل والخدمات اللوجيستية والتمويل.
وفي نسخة 2024 تجاوزت قيمة الاتفاقات 60 مليار دولار، بينما يتوقع المنظمون أن تكسر النسخة الحالية هذا الرقم مع ارتفاع عدد المشاركين من كبرى المؤسسات المالية العالمية.
وأشار أتياس إلى أن "اليوم الثالث من المؤتمر سيكون مخصصاً بالكامل للاستثمار، إذ سيتم الإعلان عن أكثر من 40 صفقة واتفاقاً جديداً"، مؤكداً أن "الحدث أصبح وجهة للمستثمرين الذين يبحثون عن الفرص والشراكات ذات الأثر الفعلي، وليس مجرد توقيع مذكرات تفاهم".
قلب النقاشات
وتتجه الأنظار هذا العام إلى قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، الذي أصبح "القوة الصاعدة في FII"، بحسب أتياس، بعدما كان قطاع المال يهيمن بنسبة 70 في المئة في الدورات السابقة.
وأوضح أن المؤتمر سيجمع نخبة من قادة التكنولوجيا العالميين، بينهم "غوغل" و"مايكروسوفت" و"إنفيديا"، إلى جانب شركات ناشئة تم اختيارها ضمن برنامج "FII Ventures" الذي يدعم الابتكار عبر استثمارات أولية وتسريع النمو.
ويتحدث في المؤتمر الرؤساء التنفيذيون لكل من "هيوماين" و"ألفابيت" و"كوالكوم" و"بوسطن دايناميكس" و"غروك" و"إنتل" و"سيمينز" و"فيديكس"، وغيرها.
وسيتم خلال الحدث إطلاق النسخة الرابعة من تقرير "Priority Compass" (بوصلة الأولويات) الذي يصدره المعهد سنوياً لرصد توجهات الاقتصاد العالمي وأولويات التنمية والاستثمار.
من الرياض إلى طوكيو وميامي
بعد مؤتمر الرياض، يستعد معهد مبادرة مستقبل الاستثمار لتنظيم قمة "FII Priority" المقبلة في طوكيو نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بمشاركة أكثر من 500 شخصية دولية، على أن تنتقل الفعاليات لاحقاً إلى ميامي في مارس (آذار) المقبل، ثم إلى أوروبا وآسيا مجدداً في 2026، مما يعكس طموح المعهد في ترسيخ حضوره كمنصة عالمية عابرة للقارات.