Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يجهز "عقوبات إضافية" على روسيا وينتظر تحرك أوروبا

ليل أوكرانيا يشتعل بـ9 صواريخ بالستية و64 مسيرة وكييف ترد بقصف سد في بيلجورود

ملخص

أتى هذا الهجوم في الوقت الذي يصعد فيه حلفاء كييف الغربيون الضغط على روسيا مع دخول الحرب عامها الرابع.

ذكر مسؤول أميركي ومصدر مطلع أن إدارة الرئيس دونالد ترمب أعدت عقوبات إضافية قد تلجأ إليها لاستهداف قطاعات رئيسة في الاقتصاد الروسي إذا واصل الرئيس فلاديمير بوتين المماطلة في إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال المصدران إن مسؤولين أميركيين أبلغوا نظراءهم الأوروبيين أيضاً بأنهم يؤيدون استخدام الاتحاد الأوروبي للأصول الروسية المجمدة لشراء أسلحة أميركية لكييف، كما أجرت واشنطن محادثات داخلية أولية حول الاستفادة من الأصول الروسية الموجودة في الولايات المتحدة لدعم المجهود الحربي لأوكرانيا.

وفي حين لم يتضح ما إذا كانت واشنطن ستنفذ بالفعل أياً من هذه التحركات في الأمد القريب، فإن ذلك يظهر أن هناك مجموعة أدوات متطورة لدى الإدارة لممارسة مزيد من الضغوط بعد أن فرض ترمب عقوبات على روسيا يوم الأربعاء الماضي، للمرة الأولى منذ عودته إلى منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي.

ويصور ترمب نفسه كصانع سلام عالمي، لكنه أقر بأن محاولة إنهاء الحرب الروسية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في أوكرانيا أصعب مما كان يتوقع.

ويأمل الحلفاء الأوروبيون أن يواصل ترمب زيادة الضغوط على موسكو، ويدرسون كذلك اتخاذ إجراءات كبرى من ناحيتهم. ويعانون بالفعل من مواقف ترمب المتقلبة تجاه بوتين بين التساهل والغضب.

وأفاد مسؤول أميركي كبير لـ"رويترز" بأن ترمب يود أن يتخذ الحلفاء الأوروبيون الخطوة الكبرى التالية ضد روسيا، والتي قد تكون عقوبات أو رسوماً جمركية إضافية. وقال مصدر مطلع على آليات الإدارة الداخلية إن ترمب سيعلق على الأرجح أي قرار لبضعة أسابيع ليستطلع رد فعل روسيا على عقوبات الأسبوع الماضي.

واستهدفت تلك العقوبات شركتي النفط "لوك أويل" و"روسنفت". وتسببت هذه الإجراءات في صعود أسعار النفط بأكثر من دولارين، ودفعت مشترين كباراً للخام الروسي في الصين والهند إلى البحث عن بدائل.

البنوك والبنية التحتية النفطية

وقال مسؤول أميركي ومصدر آخر مطلع على الأمر، إن بعض العقوبات الإضافية التي أعدتها الولايات المتحدة تستهدف القطاع المصرفي الروسي والبنية الأساسية المستخدمة في نقل النفط إلى السوق.

وطرح المسؤولون الأوكرانيون هذا الشهر على الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة، وفقاً لمصدر مطلع على تلك المحادثات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكر مصدران أن من بين الأفكار المحددة المطروحة إجراءات لفصل جميع البنوك الروسية عن النظام القائم على الدولار المعمول به في البنوك الأميركية. ومع ذلك، لم يتضح بعد مدى جدية دراسة الطلبات التي قدمتها أوكرانيا.

ويتخذ مجلس الشيوخ الأميركي خطوات أيضاً، إذ جدد بعض المشرعين الضغط من أجل إقرار مشروع قانون العقوبات الذي طال انتظاره والمشترك بين الحزبين.

وقال المصدر المطلع على آليات الإدارة الداخلية، إن ترمب منفتح على تأييد تلك الحزمة. لكن المصدر استبعد إقرارها هذا الشهر.

ولم تستجب وزارة الخزانة لطلب التعليق.

وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للاستثمار والتعاون الاقتصادي كيريل دميترييف أمس الجمعة، إنه يعتقد أن بلاده والولايات المتحدة وأوكرانيا تقترب جميعها من حل دبلوماسي لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.

وعبرت المتحدثة باسم السفارة الأوكرانية في واشنطن هالينا يوسيبيوك، عن تقديرها لقرار العقوبات الأخير.

وكتبت يوسيبيوك في رسالة بريد إلكتروني "تفكيك آلة الحرب الروسية هو السبيل الأكثر إنسانية لإنهاء هذه الحرب".

أسبوع من الصدمات

ختم قرار ترمب بفرض عقوبات على روسيا أسبوعاً مضطرباً في ما يتعلق بسياسة الإدارة تجاه أوكرانيا، إذ تحدث ترمب مع بوتين يوم 16 أكتوبر (تشرين الأول) ثم أعلن بعدها أنهما يخططان للقاء في بودابست، وهو ما كان مفاجئاً لأوكرانيا.

في اليوم التالي، التقى ترمب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن، حيث ضغط المسؤولون الأميركيون على زيلينسكي للتخلي عن مساحات في منطقة دونباس في إطار اتفاق لتبادل الأراضي بهدف إنهاء الحرب.

ورفض زيلينسكي المقترح وغادر ترمب الاجتماع بموقف يدعو إلى تجميد الصراع على الوضع الحالي للخطوط الأمامية.

 

وفي مطلع الأسبوع الماضي، أرسلت روسيا مذكرة دبلوماسية إلى واشنطن تُعيد تأكيد شروط السلام السابقة. وبعد بضعة أيام، أعلن ترمب في تصريحات للصحافيين إلغاء الاجتماع المُخطط له مع بوتين قائلاً "لم أشعر بأنه مناسب لي".

وقال دميترييف في حديث لشبكة "سي. إن. إن" أمس الجمعة، بعد وصوله إلى واشنطن لإجراء محادثات مع مسؤولين أميركيين، إن الاجتماع بين ترمب وبوتين لم يُلغ كما قال ترمب، ومن المرجح أن يجتمع الزعيمان في وقت لاحق.

وأوضح المسؤولان الأميركيان في أحاديث خاصة، أن سعي ترمب للقاء بوتين كان على الأرجح نتيجة حماسة مفرطة. وأضافا أن ترمب بعد إبرامه وقف إطلاق النار في غزة بالغ في تقدير قدرته على استغلال زخم إنجاز دبلوماسي واحد للتوسط في إنجاز آخر.

وأكد مسؤول كبير في البيت الأبيض، أن ترمب قرر في نهاية المطاف فرض عقوبات على روسيا خلال اجتماع عقده يوم الأربعاء مع وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير الخارجية ماركو روبيو.

ضغط أميركي على أوروبا

خلف الكواليس، حصلت أوكرانيا على دعم أميركي واضح بعد نقل عملية الموافقة الأميركية على توفير بيانات لكييف لاستهداف عمق روسيا بضربات بعيدة المدى من "البنتاغون" إلى القيادة الأميركية الأوروبية في ألمانيا، وذلك وفقاً لمسؤولين أميركي وأوروبي.

لكن ترمب قال إنه ما زال غير مستعد لتزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى، التي طلبتها كييف.

وتضغط الولايات المتحدة أيضاً على أوروبا لتضييق الخناق على موسكو مالياً. وخلال إعلان العقوبات الأميركية حث بيسنت الاتحاد الأوروبي على اتخاذ خطوات مماثلة. وبشكل عام، انتقد مسؤولون أميركيون دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) لعدم اتخاذها خطوات أكثر حزماً في مواجهة روسيا.

لكن مسؤولاً كبيراً في الاتحاد الأوروبي قال إن فرض التكتل عقوبات شاملة على شركة "لوك أويل" ليس سهلاً كما هي الحال بالنسبة إلى الولايات المتحدة، نظراً إلى تشابك مصالح "لوك أويل" الوثيق مع الاقتصاد الأوروبي.

ولدى الشركة مصافي تكرير في بلغاريا ورومانيا، وتمتلك شبكة قوية من محطات بيع الوقود بالتجزئة في أنحاء القارة.

وقال المسؤول بالاتحاد الأوروبي "أعتقد أننا بحاجة إلى إيجاد طريقة لفك الارتباط قبل أن نتمكن من فرض عقوبات شاملة".

هجوم بالستي على أوكرانيا

ميدانياً، قتل ثلاثة أشخاص أحدهم مسعف وأصيب العشرات في مناطق مختلفة من أوكرانيا، في ضربات روسية بمسيرات وصواريخ على ما ذكرت السلطات الأوكرانية اليوم السبت.

وقالت وزارة الداخلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي "قتل مسعف وأصيب آخر جراء إطلاق صواريخ عدة على بلدة بيتروبافليفسكا في منطقة في دنيبروبيتروفسك" بوسط البلاد الشرقي.

وفي المنطقة نفسها، "قتلت امرأة وأصيب سبعة أشخاص" على ما أضافت الوزارة، موضحة أن "أضراراً لحقت بآليات إطفاء وأبنية سكنية ومتاجر".

واستهدفت موسكو كذلك العاصمة كييف في ضربات ليلية، مما ألحق أضراراً بأبنية ومنازل في أحياء مختلفة من المدينة، وأدى إلى مقتل شخص وإصابة عشرة بجروح، بحسب مسؤول الإدارة العسكرية في العاصمة تيمور تكاتشينكو.

 

وكتب رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو على تطبيق "تيليغرام"، "انفجارات في العاصمة. المدينة تتعرض لهجوم بالستي".

وقرابة الساعة الرابعة صباحاً، سمع صحافيو وكالة الصحافة الفرنسية في كييف صوت صواريخ فضلاً عن انفجارات قوية.

ونشرت أجهزة الانقاذ الوطنية صوراً تظهر عناصر إطفاء يكافحون الحرائق، فيما اندلعت نيران كبيرة في حيي ديسنيانسكي ودارنيتسكي.

وقال سلاح الجو الأوكراني إن روسيا أطلقت خلال الليل باتجاه أوكرانيا "تسعة صواريخ بالستية من طراز إسكندر- إم"، و"64 مسيرة هجومية" ومن أنواع أخرى، مؤكداً أنه دمر 50 مسيرة وأربعة صواريخ.

وأتى هذا الهجوم في الوقت الذي يصعد فيه حلفاء كييف الغربيون الضغط على روسيا مع دخول الحرب عامها الرابع.

والجمعة، حض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الحلفاء على تعزيز قدرات كييف الصاروخية البعيدة المدى، غداة اتخاذ قادة الاتحاد الأوروبي خطوات نحو تمويل القدرات العسكرية لأوكرانيا لمدة عامين آخرين.

كذلك، أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع فرض عقوبات جديدة تستهدف قطاع الطاقة الروسي.

صواريخ وطائرات مسيرة

وقال رئيس الإدارة العسكرية في العاصمة الأوكرانية كييف تيمور تكاتشينكو، اليوم السبت إن شخصاً قتل وأصيب 10 آخرون في المدينة بعد أن استهدفت صواريخ وطائرات مسيرة روسية مواقع في البلاد خلال الليل.

وأضاف تكاتشينكو في منشور على تطبيق "تيليغرام" حول الأضرار في كييف "تشير التقارير الأولية إلى أن الهجوم أسفر عن تحطيم نوافذ وإلحاق أضرار بسيارات وحفرة في فناء مبنى سكني".

وذكر أن الهجمات تسببت أيضاً في اندلاع حرائق عديدة، وألحقت أضراراً بروضة أطفال.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية في بيان منفصل على "تيليغرام"، إنها أسقطت أربعة من أصل تسعة صواريخ، و50 من أصل 62 طائرة مسيرة أُطلقت خلال الهجمات في أنحاء أوكرانيا.

وأفادت القوات الجوية بوقوع ضربات مباشرة بخمسة صواريخ و12 طائرة مسيرة في 11 موقعاً بأنحاء البلاد.

وقال حاكم منطقة بيلجورود الروسية فياتشيسلاف جلادكوف، اليوم السبت إن أوكرانيا قصفت سداً على خزان محلي، مما تسبب في وقوع أضرار.

وذكر في بيان على تطبيق "تيليغرام" أن تكرار الضربات على السد قد يؤدي إلى حدوث فيضانات، ونصح سكان أجزاء من تجمعين سكنيين حدودييين، هما شيبيكينو وبيزليودوفكا، بمغادرة منازلهم إلى أماكن إقامة موقتة.

وتقع بيلجورود على حدود منطقة خاركيف شرق أوكرانيا، وتتعرض لهجمات من قوات كييف منذ اندلاع الصراع الشامل بين الجارتين في 2022.

ولم يصدر أي تعليق بعد من كييف.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات